الغريب ان رقبته مكشوفة منذ 35 عاماً، ومع ذلك لم يفكر احد في قطعها. العبارة السابقة ليست لي، وانما احفظها منذ ربع قرن بعد ان سمعتها من رئيس قسم في بيروت سألته تقويم عمل زميل جديد انضم الى قسمه، لنقرر اذا كنا سنثبته في العمل أو لا. رئيس القسم اميركي لا ازال على اتصال معه، وهو لا يبخل عليّ بين حين وآخر برأيه في الناس، رؤساء ووزراء وزملاء. وهو كتب اليّ مرة تعليقاً على اداء رئيس قسم آخر: "ان ايمانه بنفسه منعش في زمن كثر فيه الالحاد". وأضاف ان الرجل مصاب بجنون الكفاءة. الشركات العربية التي تقوّم اداء موظفيها قليلة، غير ان الشركات الكبرى في الغرب تعتبر التقويم هذا اساسياً في تقدير زيادة المرتب، او الترقية وما الى ذلك. وقد جمعت والصديق وغيره بعض الآراء التي سجلها رؤساء في العمل بحق مرؤوسيهم، ومنها: - هذا الموظف أصلع، ومع ذلك فرأسه فيه شعر اكثر مما فيه عقل. - لا يجوز ان نترك هذا الموظف يتزوج ويتناسل. - لا يعمل الا اذا كان قيد مراقبة شديدة ومحصوراً مثل جرذ في مصيدة. - لا يغرق في شبر ماء فقط، بل في بقع الماء المتسرب الى مرأب السيارات في مبنى الشركة. - هذا الموظف حرم قرية من مجنونها هناك شيء مشابه في لبنان فهم يفترضون ان هناك "أخوت الضيعة" في كل قرية. - هذا الموظف غير مصاب بالقرحة، ولكنه يعدي بها اعتقد ان ليندون جونسون قال مثل هذه العبارة عن نفسه يوماً. - أتمنى لو أذهب للصيد معه. - يثير البهجة في اي مكتب... فور ان يغادره. - اذا رأيت رجلين يتكلمان، واحدهما بادي الملل، فهو الشخص الآخر. - تبرع بعقله للعلم قبل ان يستعمله. - يملك دماغين، ولكن دماغاً منهما ضاع، والدماغ الآخر في الخارج يبحث عنه. - عندما يتحدثون عن تنازع البقاء وبقاء الأفضل، اشعر بأنه مرشح للرحيل. - لو اعطيته قرشاً مقابل افكاره لرد لك "فكّة". - هل يجوز اذا كانوا سمموا سقراط أن أُمنع انا من تسميم هذا النكِرة؟ - هناك طريقتان لكره العمل: ان نكرهه ببادرة شخصية، او ان تعمل مع فلان في مكتب واحد. - وضع لنفسه اهدافاً متواضعة ثم عجز عن تحقيقها. ولا بد ان عند المرؤوسين آراء مماثلة في رؤسائهم، الا ان لقمة العيش صعبة والصمت أفضل. الصمت أفضل في جميع الأحوال، وهو يذكرني بقصة من كتب الأدب القديمة، فقد كان رجل يطيل الصمت حتى اعتقد حكيماً، وأخيراً سأل شيخ الحلقة في المسجد: متى يفطر الصائم؟ ورد الشيخ: عندما تغرب الشمس. وعاد الرجل يسأل: فإن لم تغرب حتى منتصف الليل؟ فقال الشيخ: وفي الصمت ستر للعييّ فانما صحيفة لبّ المرء ان يتكلما ومن عيون الشعر الى زجل حديث، فقد سقط ولد في الامتحان سبع مرات، قبل ان ينجح، ربما لأن اللجنة الفاحصة تعبت من استقباله. وقال ابوه معلقاً على نجاحه: ما عهدناك من الشطار ونجاحك أكبر هِجنة صار لك سبع سنين حمار وهالمرة دور اللجنة نقول: لا تدخلنا في تجربة او امتحان، خصوصاً اذا كان في الرياضيات. ونزيد لا تدينوا كي لا تدانوا، وطبعاً لا تستدينوا. وقبل كل هذا لا تقوّموا أي موظفين او موظفات، فهؤلاء قد يبدون بداية طيبة، الا ان كلاً منهم، وبالتحديد موظف الحكومة، ينتهي وكأنك اشتريته في التنزيلات، عندما يخفي المتجر البضاعة الأفضل