سجلت حكومة السيد عبدالرؤوف الروابدة رقماً قياسياً بحصولها على ثقة مجلس النواب الاردني بغالبية 66 صوتاً من 80 نائباً، اي بنسبة 82.5 في المئة فيما حجب الثقة عنها 12 نائباً وامتنع اثنان عن التصويت. الرقم القياسي السابق سجلته حكومة السيد مضر بدران العام 1989 بحصولها على ثقة 65 نائباً كانت من بينهم غالبية نواب المعارضة الاسلامية الذين استجابت الحكومة لمطالبهم ودخل خمسة منهم الحكومة في ما بعد. كما سجل مجلس النواب الأردني رقماً قياسياً في عدد المتحدثين في الجلسة التي استمرت ثلاثة أيام، حيث تحدث 74 نائباً في مناقشة البيان الوزاري للحكومة والرقم السابق 72 متحدثاً. وشكلت ردود الروابدة على آراء وملاحظات النواب عناوين رئيسية لخطة عمل الحكومة التي اعلن رئيس الوزراء بعد التصويت على الثقة ان حكومته ستبدأ مرحلة العمل والانجاز بعد مرحلة النيات. ومن ابرز ما تضمنته ردود الروابدة: - في العلاقات العربية نريد علاقات متميزة مع الجميع لكننا نكره المحاور ولن نعبر عن حبنا لأمتنا بجلد وطننا. ووجه الروابدة الشكر للمملكة العربية السعودية التي كانت اول محطة خارجية للعاهل الأردني الشاب عبدالله بن الحسين، كذلك لدول الخليج على دعمها "المبشر" للأردن. - وعن القضية الفلسطينية قال الروابدة: لن نغير مواقفنا بحسب تبدل مواقف الآخرين ... اصدقاء ام غير اصدقاء. موقفنا الثابت داعم للأشقاء ولإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. وقال: "الأردن ليس بديلاً لأحد ولن يكون بديلاً عن أحد". - وعن مسيرة السلام قال الروابدة: "لم نكن العاشق الوحيد للسلام حتى نلقى تبعات الهوى كله". معتبراً ان السلام كان خياراً استراتيجياً للجميع. وتعهد الروابدة بعدم التنازل عن قطرة ماء واحدة من حقوقنا المائية المتفق عليها في معاهدة السلام. - وعن الأوضاع الداخلية اعتبر رئيس الحكومة ان الجهاز الاداري للدولة الأردنية هو احد اسباب المعضلة الاقتصادية وتعهد بتحديثه بالقيادات الشابة الكفوءة. كما تعهد بمحاربة الفساد الذي "له جذور وقوى تدعمه". وعلى العموم فإن ثقة مجلس النواب مدخل لا بد منه للحكومة الاردنية، لكن حكومة الروابدة التي لاقت تأييداً غير مسبوق مرشحة لمواجهة الكثير من التحديات والانفاق والمصائد وغالبيتها بفعل ظروف داخلية بالدرجة الأولى.