وافق العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني أمس على استقالة رئيس الديوان الملكي السيد عبدالكريم الكباريتي بعد أسابيع من طلب الكباريتي اعفاءه من منصبه "لأسباب سياسية وشخصية" لم يعلن عنها. وتفاعلت امس الأزمة السياسية التي تواجه حكومة رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة بعد تعرضه لاتهامات نيابية بالفساد المالي في سابقة هي الاولى من نوعها في الاردن. وقالت مصادر نيابية ان الاتهامات التي وجهها النائب محمود الخرابشة للروابدة، اول من امس، قد تدفع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى إعادة النظر في طبيعة التعديل الوزاري على حكومته، والمرشحين للانضمام الى الحكومة. وذكرت مصادر موثوق بها ان التعديل الوزاري سيتم في غضون 24 ساعة. ويواجه الروابدة تهمة طلب رشوة بقيمة 15 مليون دينار عن طريق نجله لقاء منح ترخيص حكومي لمشروع سياحي. وقالت مصادر نيابية ان "من الصعب لأي شخص ان يتجاهل اتهامات من هذا النوع، خصوصاً ان الخرابشة يؤكد ان لديه وثائق وشهوداً تؤكد صحة اتهاماته". ويتوقع ان يوافق العاهل الاردني على استقالة خمسة وزراء في حكومة عبدالرؤوف الروابدة في اطار التعديل، فيما لا يستبعد بعض الاوساط ان يقدم الملك عبدالله على اجراء تغيير حكومي شامل، ما لم ير في التعديل المحدود حلاً مقبولاً لاستعادة الثقة في الحكومة. وكان الكباريتي اكد للقريبين منه نيته الانسحاب التدريجي والهادئ من منصبه بهدف العودة الى القطاع الخاص. ونقل هؤلاء عن الكباريتي قوله إنه الزم نفسه لدى تسلمه المنصب البقاء مدة عام واحد ينتهي في الرابع من آذار مارس المقبل. ولم تستبعد المصادر المطلعة ان يعود رئيس الديوان الملكي، الذي يعتبر من اهم مهندسي علاقات الاردن الخارجية، إلى عضوية مجلس الاعيان بعد خروجه من موقعه الحالي. وقال الملك عبدالله في رسالة بعث بها الى الكباريتي انه كان عهد اليه برئاسة الديوان الملكي الهاشمي "لما عرفته فيك عبر السنين الماضية، من كفاءة وحماسة للعمل، وقدرة على اتخاذ القرار، بجرأة وشجاعة، وصلابة في الدفاع عما تراه الصواب. وقد نهضت بأمانة المسؤولية طوال الشهور الماضية، بمنتهى الكفاءة والاقتدار" … اما وقد وضعت استقالتك بين يدي، فإنني اوافق عليها، مؤكداً ان عطاءك المتميز سيبقى موضع تقديرنا، وانك ستبقى قريباً مني". وقالت مصادر موثوق بها ل"الحياة" ان الكباريتي، الذي كان في استقبال العاهل الاردني في المطار بعد عودته من زيارة خاصة الى النمسا أمس، التقى الملك في الديوان الملكي وتمت الموافقة على انسحابه من موقعه. وامتنع الكباريتي في اتصال هاتفي معه عن توضيح اسباب استقالته، التي يرى مراقبون انها تأتي بمثابة انتكاسة للتيار الليبيرالي الاصلاحي الذي يقوده الملك في مواجهة الحرس القديم ومؤسسات وأشخاص الحكم المحافظين، وسط تأكيدات مصادر مطلعة انه "اصطدم بالحرس القديم المتمترس في مؤسسة الحكم، وشعر بأن بقاءه في منصبه لم يعد مجدياً". وذكرت المصادر ان العاهل الاردني يتجه الى تعيين رئيس الوزراء السابق وعضو مجلس الاعيان فايز الطراونة، خلفاً للكباريتي في رئاسة الديوان الملكي.