"أحلام مستغانمي نور يلمع وسط هذا الظلام الكثيف، وكاتبة حطّمت المنفى اللغوي الذي دفع إليه الاستعمار الفرنسي مثقفي الجزائر"، بهذه العبارات برّرت لجنة تحكيم "جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي" في الجامعة الأميركيّة في القاهرة اختيارها الكاتبة الجزائريّة لتحمل ميداليّتها أواخر العام المنصرم. وحيّت اللجنة الأديبة التي "تكتب بحسه مرهف ولغة عربيّة جذلة، وتتمتّع باقتدار جمالي فريد، إذ جمعت في "ذكرة الجسد" بين منجز الرواية العالميّة وطرائق الحكي الموروثة، كما انّها علت على الذكورة والأنوثة الدارجتين فصاغت أفقاً انسانيّاً واسعاً". لكنّ نجاح مستغانمي على المستوى الشعبي، لم يمنع تعرّضها لهجمة مكثّفة من قبل عدد من المثقفين والنقاد الذين انهالوا عليها تجريحاً في الآونة الأخيرة. وبلغت الحملة ضدّ الأديبة المقيمة في لبنان حدّاً دفع الكثيرين إلى التساؤل عن سبب القسوة في تناول تجربتها، وهي قسوة تصاعديّة موازية لانتشار روايتيها الأكثر مبيعاً للعام الثاني على التوالي، ولتزايد حضورها على الساحة الاعلاميّة، كنجمة في معارض الكتب بين عمّان والقاهرة وبيروت. وقد صدرت أخيراً عن "دار الآداب" الطبعة العاشرة من "ذاكرة الجسد"، والطبعة السادسة من "فوضى الحواس"، وتحوّلت مستغانمي رغماً عنها ظاهرة تشغل القرّاء، وتجلب العداوات. كما شاركت أخيراً في برنامج تلفزيوني ثقافي في احدى الفضائيات العربيّة، فحققت رقماً قياسياً من الاتصالات الهاتفيّة، وكان بين المتصلين توجان الفيصل، وواسيني الأعرج ونور الشريف. وأكّد نور الشريف أن تصوير الفيلم المأخوذ عن رواية أحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد" سيبدأ في الخريف المقبل، وأن التصوير سيكون في الجزائر وفرنسا بعد أن تمّ العدول عن فكرة تمصير أحداث الرواية وشخصياتها. والفيلم سيكون من بطولته ومن اخراج السينمائي الشاب خالد يوسف وانتاج يوسف شاهين.