القى وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت، خطاباً جاء فيه ان العلاقة بين الاسلام والغرب هي موضوع بالغ الاهمية، "واذا كان علينا الازدهار والنمو معاً في عالم متنوع يسوده السلام فيجب علينا فهم بعضنا البعض بطريقة افضل. واذا لم نفعل فسيكون الثمن غالياً. ان الشكوك والصور التقليدية تتغذى على نفسها. ففقدان الثقة يمكن ان يتحول بسرعة الى عداوة او الى صراع. ويعتقد البعض ان الصراع بين الاسلام والغرب حتمي. وأحد اولوياتنا هو اثبات خطأ هذا الاعتقاد. والخطوة الاولى لتحقيق ذلك هي مواجهة المفاهيم الخطأ والأحكام المسبقة…"، "ان القضاء على عدم الثقة المتبادلة مهمة كبيرة وهو ليس مهمة رجال الدين والمتخصصين… ان الامر في حاجة الى ان تعلم مدارسنا الحقيقة حول ثقافة كل منا. كما هو في حاجة الى تحطيم اجهزة الاعلام للأحكام المسبقة بدلاً من دعمها، والاهم من كل شيء هو اننا في حاجة الى حوار جديد بيننا". ان خطاب الوزير فاتشيت على الرغم من انه يأتي في سياق الفصل بين الضربات العسكرية الاخيرة للعراق والعداء للاسلام والمسلمين، يدلّ على اهمية حركات التسامح تجاه العرب التي تنشأ في الغرب كمسيرة المصالحة التي تعمل جاهدة على توضيح صورة الشرق للانسان العادي في الغرب، وتعمل على نزع فتيل التراث الصليبي الأليم الذي بقي في وجدان الشرق لقرون. وهي تستعمل الاعتذار وسيلة لفتح باب الحوار بين الشرق والغرب. وعلى الرغم من ان بعض الناس يظن ان مبادرة مسيرة المصالحة هي مفارقة تاريخية بعد انقضاء 900 عام على الحملات الصليبية الاولى، الا ان الخطاب الثقافي والسياسي بين الشرق والغرب لا يخلو من المفردات التي تدل على استمرار هذا التراث، سواء في اذهان الناس في الشرق ام في سياسة بعض الدول الغربية الجائرة تجاه الشرق التي تكيل بمكيالين عندما يتعلق الامر بالعرب والمسلمين. لقد تعامل الغرب لعدة قرون مع الشرق عبر اقنية تراوحت بين ادوات امبريالية من غزاة وديبلوماسيين ورحّالة ومستشرقين، فلم نجد جدوى من هذا الحوار الذي تميز في كثير من الاوقات بالفوقية او القهر او الاستغلال. لذلك آن لنا ان نعطي فرصة لبعض حركات التسامح التي تظهر في الغرب وتتألف من جمعيات غير حكومية او جماعات تتألف من اناس عاديين، كمسيرة المصالحة التي أتت الى الشرق لتنقل صورة الناس الذين يتألمون ويعملون ويحلمون بغد افضل، ولتكسر قالب الانماط الجامدة المشوهة التي تنقلها وسائل الاعلام الغربية عن الشرق. وان أي مسيرة ولو كانت طويلة تبدأ بخطوة. هشام شهاب منسق العلاقات العامة في مسيرة المصالحة بيروت - لبنان