فاجأ حسين فهمي الفنانين السوريين اثناء مهرجان دمشق السينمائي الحادي عشر، بالاعلان عن ترشيح الفنانة السورية منى واصف كسفيرة للنيات الحسنة في سورية. وعلى فور عقد مكتب الأممالمتحدة في دمشق بحضور ممثلها المقيم توفيق بن عمارة وحسين فهمي سفيرها للنيات الحسنة في الشرق الأوسط ومنى واصف السفيرة الجديدة لسورية، مؤتمراً صحافياً اعلنوا فيه هذا الترشيح. ومن المعروف ان منى واصف فنانة عريقة فهي بدأت مسيرتها مع المسرح حيث شاركت في تأسيس "المسرح القومي" الذي قدمت عبره اهم الأعمال المسرحية العالمية، كما كان لها العديد من المشاركات السينمائية المتميزة لا سيما في فيلم "الرسالة" الى ان استقطبها التلفزيون كما كان حال اكثرية الفنانين والممثلين السوريين، فأغنى مسيرتها الفنية وزادها شهرة وانتشاراً . "الوسط" التقت منى واصف في دمشق وطرحت عليها أسئلة حول هذا الترشيح كما حول عملها الفني: كيف تم ترشيحك لهذا المنصب؟ - تلقيت مكالمة من مكتب الأممالمتحدة في دمشق تعرض عليّ منصب سفير للنيات الحسنة في سورية. اجبت بالموافقة، وبسرعة استغل المكتب وجود السفير الاقليمي للشرق الأوسط الفنان حسين فهمي في دمشق كضيف على مهرجان دمشق السينمائي ليعلن النبأ امام الصحافة والرأي العام. علماً بأن اوراق اعتمادي لم تصل بعد من نيويورك مقر الأممالمتحدة، ولم أوقع اي عقد معهم حتى الآن. ما هي أبرز النواحي التي يكلف سفير النيات الحسنة متابعتها؟ - مهام كثيرة من ابرزها: مشاكل الشباب، كالجهل والفقر والمخدرات، ومشاكل الأطفال المعوقين والأيتام، ومشاكل المرأة وتعليمها والحصول على حقوقها وموقعها الحقيقي كنصف للمجتمع. وأنا سأعمل على تنفيذ الخطط والمشاريع التي سيرسمها لي مكتب الأممالمتحدة، ولكنني سأركز شخصياً في المرتبة الأولى على المرأة وقضاياها. فمن خلال ادواري وأعمالي الفنية استطعت ان اطلع على هموم ومشاكل كثيرة تعاني منها المرأة في مجتمعنا. والآن سأحاول من خلال منصبي هذا، ان اساهم في حل بعض هذه المشاكل. هل من خطط معينة ستعتمدينها في تنفيذ برامجك؟ - أولاً سأنتظر لأتسلم مهامي رسمياً، ثم سأطلع على الخطط الكاملة لمهامي. وقد طلبت منهم اعداد ملفات تختصر لي مجمل تفاصيل وحيثيات الأمور التي سأعمل فيها، وهكذا اكون اكثر قدرة على تحديد فاعليتي في تنفيذ هذا العمل او تلك الخطة. كما انني سأناقش المجالات التي لي دراية بها، وسأبذل اقصى جهدي للاستعداد قبل البدء بتنفيذ اي مشروع. وفي نيتي دراسة العديد من القضايا والأمور من جديد. فأنا مثلاً لن استطيع ان أدافع عن المرأة وحقوقها من دون ان اكون مطلعة على وضعها القانوني في الأحوال الشخصية والمدنية. كما سأحاول من خلال وجودي واتصالي الدائم بمكتب الأممالمتحدة الاطلاع على آخر التفاصيل والتطورات في هذه المجالات. هل تعتقدين بأن نجومية الفنان السفير، تساعده على تحقيق مهامه؟ - نعم، أنا اعتقد بأن هذه النجومية تساعده جداً، والدليل على ذلك اتجاه الأممالمتحدة سابقاً الى اختيار اشهر الفنانين العالميين كمايكل دوغلاس سفراء لهم يتواصلون من خلالهم مع الناس. وكم رغبنا نحن الفنانين العرب بدخول هذا المجال والمساهمة فيه بعدما بقي حكراً في السابق على الفنانين الاجانب. وأنا سعيدة جداً لأنني انضممت اليوم كسفيرة الى زملائي الفنانين حسين فهمي، صفية العمري، دريد لحام، جمال سليمان وهذا بالتأكيد شيء جيد وله تأثير ايجابي على كل الناس. على أية حال، لقد كان هذا جزءاً من طموحاتي. فأنا دائماً كنت اشعر بأنني سفيرة لسورية بشكل من الاشكال وبترشيحي الآن سفيرة الأممالمتحدة للنيات الحسنة اكون قد وضعت في المكان الذي اريده وأحبه. فأنا لست فنانة فقط بل ارغب في خدمة مجتمعي انسانياً بطريقة ما، لذلك ترشحت سابقاً لعضوية مجلس الشعب لأنني أشعر دائماً بأن هناك شيئاً آخر غير الفن استطيع ان اقدمه للناس. يلاحظ اتجاهك حالياً نحو التلفزيون على حساب المسرح والسينما وأنت من روادهما الأوائل... - لأنني في هذا الوقت مطلوبة اكثر للتلفزيون، وعلى اعتبار ان الغزارة الانتاجية الفنية حالياً تتجه في سورية نحو الدراما التلفزيونية. اما في مجال المسرح فأعتقد بأن الحق يقع عليّ وحدي، فأنا في المسرح لا اتنازل أبداً، بمعنى أنني لا اقبل لعب دور صغير، لأنني اعتبر المسرح ملكي.. مجالي ولن اشارك في أي عمل مسرحي يقل دوري فيه عن دوري في آخر عمل قدمته حرم معالي الوزير فأنا على رغم شهرتي التلفزيونية كلها اعتبر نفسي ممثلة مسرحية أولاً وأخيراً... ولا أنسى ابداً بأنني فنانة بدأت في المسرح لكني انطلقت من التلفزيون، وأنا أكرر هذه المقولة دائماً، فقد عملت في المسرح مدة 20 عاماً هي اجمل سني حياتي، وأذكر هنا قول الناقد الفني المصري مفيد فوزي انني "اعطيت للمسرح رحيق عمري" بدأت في المسرح ومنه اخذت ادواتي كممثلة، ومن ثم تعمقت في السينما وبعدها اتى التلفزيون. وإذا كنت بعد كل هذه السنين سأقدم شيئاً للمسرح فلن اقدم الا الجيد والمدروس، وهذا يتطلب بالتأكيد التفرغ والوقت الطويل، وليس من اسلوبي ان اعمل في تصوير المسلسلات التلفزيونية صباحاً وأعمل في المسرح مساء، لذا يتطلب العمل المسرحي مني تفرغاً على الأقل مدة عام اقدم خلاله مسرحية انتقل فيها بين المحافظات وأدور بها العالم. وبصراحة لم اعد استطيع ان اعمل مع آخرين في المسرح، فأنا اذا عملت فلوحدي، وقد لا استطيع ان احقق هذا العمل في الوقت الحالي ولكنه يبقى حلماً يتملكني سأعمل على تحقيقه يوماً ما.