ينتمي الفنان حسين فهمي إلى عالمين رافقاه منذ المولد وحتى اللحظة الحاضرة، فهو إضافة الى كونه فناناً سينمائياً من مستوى رفيع، تعتبر ابناً للاستقراطية المصرية القريبة من الطبقة الحاكمة، والتي امتلكت نفوذاً وأملاكاً في النصف الأول من القرن العشرين، وساهمت في الحياة السياسية والنيابية في أيام الملكية إذ كان جده محمود باشا فهمي ناظراً لأملاك الأسرة الحاكمة في مصر ومن مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين. ومن هنا فإن حسين فهمي، وبعد قيام ثورة تموز (يوليو) 1952، لم يستطع أن يعبر الفارق بين الملكية والجمهورية فكرياً وسياسياً. ولد حسين فهمي في 22 آذار (مارس) 1940 في القاهرة وتخرج من المعهد العالي للسينما في العام 1963 ثم درس الإخراج في أميركا واكتشفه المخرج حسن الإمام كممثل في وقت كان منهمكاً في عمله معيداً بمعهد السينما. هذا على الأقل، ما كشفته الناقدة السينمائية ماجدة موريس في كتابها «حسين فهمي بين السياسة والسينما» الصادر ضمن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، مؤكدةً أن بداية حسين فهمي السينمائية كانت في العام 1970 في فيلم «نار الشوق» أمام صباح ورشدي أباظة وهويدا. وكذلك في فيلم «دلال المصرية» مع ماجدة الخطيب، كما ذكرت انه عمل مساعد مخرج مع يوسف شاهين في فيلم «الاختيار». غير ان أوج الشهرة كان حين شارك حسين فهمي سعاد حسني في بطولة أكثر من فيلم بدأها ب» خلي بالك من زوزو» ليواصلها في «غرباء» و «أميرة حبي أنا» ثم «موعد على العشاء». كما شارك فهمي ميرفت أمين في أفلام «الفاتنة» و»الصعلوك» و»ما بعد الحب» و»حافية على جسر الذهب» و»ليل ورغبة» و»نغم في حياتي» و»مكالمة بعد نصف الليل» و»الدموع الساخنة» و»الأخوة الأعداء» و»أنقذوا هذه العائلة» و»رجال لا يعرفون الحب» و»رغبات ممنوعة» و»آسفة أرفض الطلاق» ومسلسل تلفزيوني هو «الزوجة أول من يعلم». وإلى هذا قام فهمي ببطولة العديد من المسلسلات التلفزيونية مثل «حصاد الشر» و«الماضي يعود»، و«صاحب الجلالة الحب» و«هوانم غاردن سيتي» و«المال والبنون» و«يا رجال العالم اتحدوا» و«الشك» و«العراف» و«مواطن بدرجة وزير» و«وش تاني»، والإذاعية ومنها «برديس» و«قشتمر» إضافة الى وقوفه على خشبة المسرح في «إمبراطورية عماد الدين» و «بداية ونهاية» و «كعب عالي» و«أهلا يا بكوات» و«ذكي في الوزارة». هو الذي كان ولا يزال يرى أن المسرح هو المقياس الحقيقي لمدى نجومية ممثل السينما ومعيار ما له من مذاق خاص ومختلف لأن نجم السينما لا يقف على خشبة المسرح لاستعراض نجوميته، كما أن أي إنسان يجب أن يكون مثقفاً وليس الفنان فقط حتى يعرف كيف يختار طريقه وحياته إدراكاً منه لدوره كفنان وإنسان. وتضيف الناقدة السينمائية ماجدة موريس: «نال حسين فهمي العديد من الجوائز والتكريمات منها جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «دمي ودموعي وابتساماتي» و«الرصاصة لا تزال في جيبي» و«الأخوة الأعداء» كما تم تشريفه بتعيينه كسفير للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين من قبل الأممالمتحدة لمنطقة الشرق الأوسط وأيضاً تعيينه سفيراً للأوليمبياد الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة منذ العام 2010 كما تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الفترة 1998 - 2000».