إذا أردت أن تعرف ماذا بين الجماهيرية الليبية والجزائر، وكيف تتم صياغة العلاقات الليبية - الفرنسية، فارجع الى التشاد وتطورات الأحداث فيها! فجأة، ومن دون مقدمات، استيقظ الرئيس التشادي السابق غوكوني عويدي زعيم جبهة "فرولينا" المقيم في الجزائر منذ أطيح من الحكم قبل حوالي عشر سنوات وعقد مؤتمراً صحافياً في مقهى باريس بعد ان أشاع ان المؤتمر سيعقد في مجلس الشيوخ. وأعلن عويدي عودة "مجلس تنسيق الحركات المسلحة والأحزاب السياسية للمعارضة" الى النشاط ويضم هذا المجلس تسع حركات تشادية معارضة تنشط جميعها في الخارج. وحدد عويدي خطة العمل على الشكل الآتي: - اتحاد المعارضة للعمل على اسقاط الرئيس التشادي الحالي ديبي الذي يمضي 15 يوماً في طرابلس و15 يوماً في نجامينا، وذلك بكل الوسائل بما فيها "القوة المسلحة". - ان اتصالات مكثفة تجري بين "مجلس التنسيق" والحركة من أجل الديموقراطية والعدالة التي يتزعمها يوسف توغوني وثقوا العمليات العسكرية في قطاع اوزو ضد الرئيس ديبي. لكن مصادر مطلعة الى ان توغوني يرفض حتى الآن هذا التعاون مع حركات المعارضة في الخارج لأنه يفضل العمل في الداخل. هذه التطورات دفعت المراقبين الى التساؤل في ظل التعاون المتين سياسياً وعسكرياً بين طرابلس ونجامينا عن حقيقة موقف الجزائر. والسؤال الأساسي هو لماذا سمحت الجزائر بخروج عويدي؟ وهل ستسمح له بالعودة اليها وهل ستقبل بأن ينشط سياسياً ضد الرئيس ديبي؟ كذلك وهل قررت باريس التخلص من الرئيس ديبي بطريقة غير مباشرة وبواسطة قوى المعارضة؟ وما هو موقف الجماهيرية الليبية من كل ما يحدث، والى أي مدى يتم التنسيق بينها وبين فرنسا حول التشاد ومستقبل الرئيس ديبي؟ يرى بعض المراقبين ان التنسيق الليبي - الفرنسي قوي جداً في هذه المرحلة، لذلك فإن احتمال ان يدفع الرئيس التشادي ثمن هذا التنسيق هو الأكثر توقعاً.