أكدت محاكمة الزعيم الاصلاحي الايراني الشيخ عبدالله نوري وزير الداخلية السابق ان المحافظين الذين يواجهون موقفاً صعباً مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، يبحثون عن ذريعة لادانة الشيخ الاصلاحي وبالتالي حرمانه من المشاركة في الانتخابات المقررة في 18 شباط فبراير المقبل على ضوء التحليلات التي يجمع معظمها على أن نوري مرشح قوي لرئاسة البرلمان المقبل، حتى لو دخل الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني السباق. ويواجه نوري الذي يدير صحيفة "خرداد" اليومية اتهامات خطيرة، منها نشر الأكاذيب وتوجيه الاهانة للإمام الخميني وللمسؤولين ومواجهة أفكاره والنظام والمقدسات والترويج لخليفته المعزول آية الله حسن علي منتظري، ومحاولة جر النظام للاعتراف باسرائيل وإعادة العلاقات المقطوعة مع أميركا. وكانت الجلسة الأولى من المحاكمة التي تثير سجالاً مفتوحاً بين الاصلاحيين والمحافظين تأجلت لكي لا تتزامن مع زيارة الرئيس محمد خاتمي لفرنسا، في محاولة من المحافظين للظهور وكأنهم لا يضعون العصي أمام سياسات خاتمي في تطوير علاقات ايران الأوروبية. ويرفض نوري ومحاميه الاتهامات وصلاحية محكمة علماء الدين الخاصة، وهو يرى بعدما ميز بين موقع الولي الفقيه الحالي ومكانة الإمام الخميني الراحل، أن المرشد علي خامنئي يجب أن لا يكون فوق الدستور واستخدم في دفاعه لهجة حادة تعكس أنه مطمئن الى النتيجة وهي ادانته، لذلك افصح عن كلامه من دون أدنى مواربة أو خشية. وتتوقع أوساط عليمة أن تكتفي المحكمة التي لم تسلم حتى من انتقادات محافظين، بإدانة نوري فقط كما فعلت مع موسوي خوئينيها مدير تحرير صحيفة "سلام" اليسارية من أهم مستشاري الرئيس من دون ايقاف صحيفته ولا حتى سجنه، على أساس ان هدف المحافظين من محاكمته حرمانه من المشاركة في الانتخابات. فيما يعتقد آخرون ان المحافظين ربما سيكررون اخطاءهم إذا قرروا سجن نوري ليلتحق بمحسن كديور رجل الدين الاصلاحي الذي سجن في شباط فبراير الماضي لمدة سنة ونصف سنة بسبب تشكيكه بولاية الفقيه. ولكي يزيد الاصلاحيون من حراجة موقف منافسيهم، أمر الرئيس خاتمي مساعده القضائي والقانوني والبرلماني محمد علي صدوق بسحب الشكوى التي تقدمت بها الرئاسة ضد صحيفة "كيهان" الأصولية التي كانت نشرت رسالة سرية من الرئيس الى مسؤول منظمة الموازنة والتخطيط. وأفاد صدوقي بهذا الصدد أن الرئيس اتخذ هذه الخطوة لتخفيف حدة الاحتقان بين الأجنحة السياسية ومن أجل التأكيد على صيانة الحريات الصحافية على رغم التأكيد ان "كيهان" ارتكبت مخالفة بنشرها الرسالة السرية. وهذه هي المرة الثالثة التي يسحب فيها خاتمي شكاوى ضد الصحف. وبشكل عام سواء أدين نوري ام لا فإن محاكمته حسب عدد من أنصاره، تعني أيضاً محاكمة لمنتظري الذي دافع عنه الشيخ الاصلاحي بطريقة أثارت تساؤلا عما اذا كان تيار الاصلاحيين يعد بالأساس للانقلاب على خامنئي!