دافع مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي عن محكمة رجال الدين والحكم الذي أصدرته أول من أمس بسجن وزير الداخلية السابق أحد أبرز رموز التيار الاصلاحي عبدالله نوري. وكرر خامنئي دعمه للرئيس الاصلاحي سيد محمد خاتمي ولحكومته، لكنه اعترض على بعض الوزراء من دون ان يسميهم. وقال مرشد الجمهورية، في تعليق غير مباشر على الحكم على نوري الذي اثار في طهران ردوداً وتفاعلات كثيرة، ان محكمة رجال الدين "قانونية وضرورية. وهي انجزت أعمالاً مهمة وأساسية". وأضاف ان "التاريخ الثوري لأي شخص لا يمنع محاكمته". وقال "إن أي شخص ينحرف عن الخط الصحيح للاسلام والإمام الخميني لا يتمتع بالحماية، وليس هناك فرق في ذلك بين أحد، سواء كان في القمة أو في القاعدة، والأمر ينطبق عليّ شخصياً كذلك". وانتقد خامنئي بعض الذين يدافعون عن "ولاية الفقيه" بطريقة سيئة، في اشارة ضمنية الى بعض الأوساط المحافظة. ودافع عن الصحافة التي "تهدف الى ايصال المعلومات الصحيحة والتحليل السليم، وتجيب على تساؤلات الرأي العام". في موازاة ذلك، صعّد الاصلاحيون حملاتهم على المحافظين على خلفية محاكمة عبدالله نوري وسجنه، عشية الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير المقبل. ووعد الرئيس محمد خاتمي بالعمل على الافراج عن عبدالله نوري، خلال استقباله كتلة الاصلاحيين النيابية. وقال ان المشكلة الأولى التي يواجهها المجتمع عبر سجن نوري، هي حرمانه من وجود وتجربة وقدرة نوري الذي يعتبر شخصاً فعالاً، وتمنى خاتمي ان يزول هذا "الحرمان". ولم يشر خاتمي الى الأساليب التي سيتم اللجوء اليها في هذا الاتجاه، علماً بأن احكام محكمة رجال الدين مبرمة. وتوقع مراقبون تقديم طلب عفو الى خامنئي الذي له وحده صلاحية مثل هذا القرار. وقال رئيس مكتب رئاسة الجمهورية محمد علي أبطحي "ان الذين يدعون اطاعة الولي الفقيه لم يعملوا على حفظ الاجواء السياسية هادئة كما دعا اليه المرشد" خامنئي. ولم يؤيد أبطحي "كل مراجعات نوري"، لكنه أضاف ان مثل هذه المحاكمات "السياسية" للشخصيات الوفية للثورة، لن تلحق بالنظام سوى الخسارة. وهدّد اتحاد طلبة الجامعات الاصلاحي المعروف بمكتب تعزيز الوحدة بأنه لن يسكت على الحكم الذي صدر في حق نوري. واعتبر حزب جبهة المشاركة القريب الى خاتمي ان المحافظين نجحوا في تكتيكهم في ازاحة شخصيات إصلاحية عن الساحة السياسية عبر المحاكمات، لكن "الجواب على الذين يريدون إثارة التوتر والاضطراب لن يكون في الشوارع بل في صناديق الاقتراع". أما حزب كوادر البناء القريب من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، فاعتبر ان محكمة رجال الدين أضاعت فرصة تاريخية للدفاع عن النظام. وقال المحامي محسن رهامي الذي تكفل الدفاع عن نوري انه كان على القضاء ان يلاحق ملفات عمليات الاغتيال التي وقعت العام الماضي بدل ملاحقة موكله. على صعيد آخر استقبل خاتمي وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف وتسلم منه دعوة لزيارة موسكو.