على رغم ما يردده عشرات المخرجين والمؤلفين والممثلين في هذا التوقيت من كل عام، من أن اعمالهم مرشحة للعرض على شاشة التلفزيون خلال شهر رمضان "لما بذل فيها من جهد يستحق العرض خلال هذا الشهر الذي تبلغ فيه نسبة المشاهدة اكبر معدل لها طوال العام"، إلا أن الرياح تأتي غالباً بما لا تشتهي سفن المخرجين والممثلين. حيث أن الأعمال المقرر عرضها تكون شبه معروضة ومؤكدة مسبقاً للمسؤولين عن التلفزيون وكذا لأصحابها وللعالمين ببواطن الأمور. وبعيدا عما يطالب به بعضهم بأنه على المسؤولين الا يركزوا جهدهم على شهر واحد فقط في العام ليعرضوا ويستنفدوا خلاله ما لذ وطاب. وهذا بالتأكيد لا يمحو ما يصيب الجمهور من الاحباط واليأس طوال الشهور الاخرى، الى درجة أنه لا يعلق بذهن الجمهور أي من الاعمال التي تعرض بين شهر رمضان وما يليه. الواقع انه من الصعب تحميل المسؤولين وحدهم المسؤولية، لأن كبار الممثلين والمؤلفين والمخرجين - من خلال علاقاتهم الوطيدة بواضعي الخريطة الرمضانية - يؤثرون الى حد كبير على فرص عرض اعمالهم دون غيرها. منذ البداية لا بد ان نشير الى ان الثنائي، الكاتب اسامة انور عكاشة والمخرج اسماعيل عبدالحافظ، كان لهما نصيب الاسد في اعمال رمضان خلال الاعوام العشرة الاخيرة، سواء تعاوناً معاً أو لم يتعاونا، حيث عرض لهما سوياً من قبل مسلسل "ليالي الحلمية" بأجزائه الخمسة، و"اهالينا" الى جانب "امراة من زمن الحب" في حين عرض لكل منهما بمفرده اعمال اخرى مثل "ضد التيار" و"جمهورية زفتى" و"ارابيسك" و"زيزينيا". وهذا لا يدع مجالاً للشك في ان اعمال عكاشة وعبدالحافظ لا بد وان تعرض في توقيت جيد لما فيها من جهد كبير ومضامين قوية الى جانب ما تضمه من نجوم. وهذا يؤكد ان رمضان المقبل سيشهد عملين مهمين لهما: الاول لعكاشة وهو "لما التعلب فات" بطولة محمود مرسي الذي يعود من خلاله بعد غياب اكثر من خمس سنوات منذ قدم الجزء الثاني من مسلسل "ابو العلا البشري" من تأليف عكاشة ايضا واخراج محمد فاضل، ويشارك في بطولته ايضاً يحيى الفخراني وشيرين وعبدالرحمن ابو زهرة واخراج محمد النجار. اما مسلسل عبدالحافظ فهو "سامحوني مكانش قصدي" لالهام شاهين وممدوح عبدالعليم ومن تأليف يسري الجندي. اما العمل الذي سيعتمد على نجومه للعرض في رمضان فهو "الرجل الآخر" بطولة نور الشريف وميرفت امين وتأليف مجدي صابر واخراج مجدي ابو عميرة. وكان التلفزيون المصري عرض للشريف ودائماً خلال شهور رمضان مسلسلات عدة منها "الثعلب" اخراج احمد خضر و"لن اعيش في جلباب ابي" و"عمر بن عبدالعزيز" و"هارون الرشيد" اخراج احمد توفيق. وفي رمضان الماضي عرضت له المحطات العربية الجزء الاول من مسلسل "الحرافيش" عن قصة نجيب محفوظ وسيناريو وحوار محسن زايد واخراج وائل عبدالله وهو مسلسل لم يعرضه التلفزيون المصري حينذاك، بدعوى ان العمل من انتاج القطاع الخاص. اما ميرفت امين فعرض لها في رمضان الماضي مسلسل "القلب يخطئ أحيانا" امام مصطفى فهمي ومحمود قابيل، ومن تأليف فيصل ندا واخراج احمد صقر. ومن الاعمال التي سيعتمد المسؤولون في عرضها على النجوم المشاركين فيها، مسلسل "خلف الابواب المغلقة" قصة محمود دهموش وسيناريو وحوار مصطفى محرم ومن بطولة حسين فهمي ومحمود ياسين واخراج محمد النقلي. ويذكر ان هذا العمل يجمع بين فهمي وياسين لاول مرة. وفي حالة تماثل محمود ياسين للشفاء من العملية التي اجريت له سيصور باقية مشاهد مسلسله "سوق العصر" الذي يشاركه بطولته احمد عبدالعزيز ومحمد رياض وفادية عبدالغني، وهو من تأليف محمد جلال عبدالقوي واخراج هاني اسماعيل. ومعروف ان اعمال المؤلف جلال عبدالقوي تحقق نجاحات كبيرة، وكان التلفزيون عرض له في رمضان من الاعوام الماضية مسلسلات "المال والبنون" بجزءيه الاول والثاني من اخراج مجدي ابو عميرة و"هالة والدراويش" اخراج عبدالعزيز السكري و"نصف ربيع الآخر" اخراج وائل عبدالله و"حياة الجوهري" بطولة يسرا واخراج وائل عبدالله. وهذه الاعمال كلها من انتاج مدينة الانتاج الاعلامي وجميعها اجتماعية. اما قطاع الانتاج الذي كانت له اليد الطولى خلال الاعوام الماضية فان مشاركته هذا العام تقتصر على مسلسل "ام كلثوم وعصر من الغناء" من تمثيل صابرين وتأليف محفوظ عبدالرحمن واخراج انعام محمد علي. وهو العمل الذي يصور منذ عامين الى جانب الاعمال التقليدية ومنها الفوازير والجزء الثاني من حلقات "الف ليلة وليلة" بطولة بوسي ومحمد رياض وتأليف عبدالسلام امين واخراج رباب حسين. وتظل لقطاع الانتاج الريادة في الانفراد بالاعمال التاريخية والدينية حيث سيعرض من انتاجه "نسر الشرق" من تاليف ابو العلا السلاموني وبطولة تيسير فهمي ومحيي اسماعيل وكمال ابو رية وحلمي فودة واخراج حسام الدين مصطفي. وهو بدوره يعرض له في كل رمضان مسلسل منذ بدأ الاتجاه الى الاخراج للتلفزيون وحققت اعماله التاريخية نجاحاً. وكان عرض له في رمضان مسلسلات "الابطال" و"الفرسان" من تأليف سامي غنيم و"ابو حنيفة النعمان" و"عصر الأئمة" و"ابن حزم" من تأليف بهاء الدين ابراهيم. ومن المعروف ان حسام الدين مصطفى يقوم بعمل واحد فقط خلال العام شريطة عرضه في رمضان. اما العمل التاريخي الثاني فهو "الفتح المبين" بطولة احمد ماهر وتيسير فهمي ومنال سلامة وطارق دسوقي وتأليف بهاء الدين ابراهيم واخراج شيرين قاسم في اول تجربة اخراجية له. والعمل الثالث هو الجزء الثاني من مسلسل "القضاء في الاسلام" من تأليف محمد ابو الخير واخراج توفيق حمزة. اخيراً نذكر انه حفظاً للتوازن لا بد من فسح المجال امام عمل أو اثنين من اعمال شركة "صوت القاهرة" من هنا فان العمل الاقرب الى العرض هو "الابن الضال" بطولة هدى سلطان ومادلين طبر وهشام عبدالحميد واخراج محمد كامل القليوبي في اول تجربة له مع التلفزيون.