ذكرت انباء صحافية ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان عرض للنقاش امكان تقسيم الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو الى منطقتين، كما فعلت اسبانيا من قبل حين سلمت سنة 1975 الجزء الشمالي من الصحراء للمغرب والجزء الجنوبي لموريتانيا. ونقلت صحف مغربية عن مصادر اسبانية ان الأمين العام للأمم المتحدة قدم خلال جولته المغاربية الاخيرة هذا البديل الى المغرب وقادة بوليساريو والجزائر وموريتانيا. وأضافت ان المنظمة الدولية تعتزم بهذه الطريقة البحث عن حل يحفظ دورها في خطة التسوية السلمية لنزاع الصحراء، ويتجاوز الصعوبات الحالية التي تعترض احصاء المشاركين في الاستفتاء المزمع اجراؤه لتقرير مصير الصحراء والضمانات التي تطالب بها الرباط لمنح حق التصويت لجميع الصحراويين. وأشارت الى ان المصادر الاسبانية ترى ان المغرب سيحاول ان يجعل الجزء الجنوبي الذي يوجد خارج الجدران الدفاعية من دون مدن او منطقة ساحلية، الا ان مصادر ديبلوماسية في الرباط اكدت ان هذا الحل سيكون مقبولاً من بوليساريو في حال منحها ممراً على البحر يضم مدينة الداخلة، الى الجزء الجنوبي للصحراء. كما كشفت التقارير ان الديبلوماسية الاميركية المؤيدة لهذا البديل قد تعمل على التقريب بين طرفي النزاع وتشجيع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر للقيام بوساطة جديدة. وأوضحت انه "حسب الموقف المغربي، يمكن للبوليساريو ان تعلن استقلال الجزء الجنوبي من الصحراء الذي سيمنح لها او يدمج في اتحاد فيديرالي مع المغرب". يذكر ان مجلس الأمن صادق اخيراً على تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء مينورسو حتى 31 كانون الثاني يناير الجاري في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام ومواصلة المشاورات مع المغرب الذي يرفض الخطة التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء على تقرير المصير في كانون الأول ديسمبر 1999، ما لم تشمل اضافة 65 الفاً يعتبرهم متحدرين من قبائل صحراوية الى لوائح الاقتراع. من جهة اخرى، ذكرت مصادر ان الضغوط الجزائرية والمعلومات التي نشرتها الصحف المغربية حول موافقة السلطات الموريتانية على دفن النفايات النووية الاسرائيلية في الأراضي الموريتانية، كانت وراء قرار السلطات الموريتانية وقف الرحلات الجوية بين مدينة العيون كبرى مدن الصحراء ونواكشوط. وأكدت ان السلطات الموريتانية استاءت من نشر الصحف المغربية وجود نفايات نووية في موريتانيا، وان نواكشوط رأت في ذلك اساءة لصورة موريتانيا في الساحة الدولية. وكانت مصادر مغربية اشارت في وقت سابق الى سعي بوليساريو الى تحويل الساحة الموريتانية مجالاً لنشاطات ضد المغرب، وأشارت الى محاولات لتحريف عملية تحديد هوية الاشخاص المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء .