يستأنف جيمس بيكر الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية وزير الخارجية الأميركي السابق، في غضون الأيام القليلة المقبلة، جولة جديدة من الاتصالات مع المغرب وجبهة بوليساريو، وصفتها مصادر الأممالمتحدة ب "الضرورية"، لايجاد حلول للقضايا العالقة بينهما حيال نزاع الصحراء. ومن بين هذه القضايا مسألة تحديد هوية المرشحين المتحدرين من بعض المجموعات القبلية الذين تقدموا بشكل فردي أمام لجنة تحديد الهوية طبقاً لاتفاقات هيوستن لكن لم يتم تحديد هويتهم، فعلى رغم التقدم المهم الذي تحقق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لتسجيل المرشحين المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء المزمع اجراؤه لتقرير مصير المنطقة، فإن ترشيحات كافة طالبي التسجيل غير المطعون في أهليتهم ما زالت موضع تجاذب بين طرفي النزاع. ويذكر ان بيكر نجح في مثل هذا الشهر من العام الماضي في حمل طرفي النزاع على التوقيع على اتفاق تم على أساسه استئناف عملية تحديد هوية من يحق له التصويت في الاستفتاء، غير أن العملية التي انطلقت في 3 كانون الأول ديسمبر تعرضت للتوقف مرات عدة بسبب عدم قبول شيوخ يمثلون بوليساريو الاعتراف بأحقية حوالي 65 ألف شخص يعتبرهم المغرب صحراويين وبالتالي رفض ادراجهم في قوائم الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء. ويتوقع ان تعطي مساعي بيكر المرتقبة دفعاً جديداً لجهود الأممالمتحدة الرامية الى تسوية نزاع الصحراء سلمياً، حيث سيكون على بيكر تقويم مدى قابلية الاستفتاء، الذي ظل يتأجل المرة تلو الأخرى منذ أول موعد له في 1992، للتطبيق في شكله الحالي أو ادخال تعديلات عليه يقبلها الطرفان. وفي حال حدوث العكس سيقترح بيكر على الأمين العام للأمم المتحدة مختلف الخيارات الممكنة، ومن شأن هذا التأثير في استنتاجات كوفي أنان في ما يتعلق بفاعلية مهمة مينورسو وفي التوصيات التي قد يعتزم عرضها على مجلس الأمن قبل انتهاء هذه المهمة في 21 الشهر الجاري. وأعلنت مصادر مغربية ان المغرب يبحث حالياً مع المفوضية العليا للاجئين التسويات الملائمة لاطلاق سراح الأسرى والمحتجزين في مقر بوليساريو في تندوف للافساح في المجال أمامهم للمشاركة في الاستفتاء، مشيرة الى أن وحدة هندسية وأخرى لازالة الألغام من السويد وباكستان شرعتا في الانتشار في المنطقة في نطاق أنشطة المينورسو المرتبطة بتسهيل عودة الصحراويين الذين يعيشون خارج الصحراء.