تشهد العلاقات المتأزمة بين الحزبين الكرديين العراقيين المتصارعين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، خطوات عملية نحو الانفراج مع تواصل الاجتماعات المشتركة بين مكتبيهما السياسيين في كردستان العراق برعاية السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد. ورغم ان آفاق التوصل الى اتفاقية سياسية لا زالت غير واضحة، الا ان الجانبين يعتبران دوام الاجتماعات وتذليل المشاكل العالقة، جزءاً من عملية معقدة لإعادة الثقة بينهما بغية التهيئة لعقد اتفاقية متكاملة للسلام في كردستان العراق. وفي خطوة غير مسبوقة منذ عام 1994 أقدم الحزبان اخيراً على تنفيذ عدد من النشاطات المشتركة في أوروبا وأميركا عن طريق التنسيق بين مكتبيهما للعلاقات الخارجية بهدف تعميق التطبيع وتعزيز الثقة. ففي نيويورك زار وفد قيادي من الحزبين ضم السيد هوشيار زيباري عضو المكتب السياسي في حزب البارزاني والدكتور برهم صالح العضو المرشح للمكتب السياسي في حزب الطالباني، مقر منظمة الأممالمتحدة والتقيا مساعد الأمين العام نيك سافان المسؤول عن البرنامج الذي ترعاه الأممالمتحدة لتنفيذ القرار 986 الخاص ببيع كميات من النفط العراقي لشراء مواد غذائية وأدوية تحت اشراف الأممالمتحدة. اضافة الى لقائهما ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وركز الوفد المشترك في محادثاته على ضرورة تخصيص جانب من العائدات المخصصة للمدن الكردية الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك لتنفيذ مشاريع اقتصادية تساعد على تنمية البنية الانتاجية للمنطقة الكردية. كما ألقى ممثلو الحزبين كلمتين في الحفل الخطابي الذي اقامته منظمة التحالف من اجل حقوق الانسان برئاسة الداعية الاميركية لحقوق الانسان كاثرين بورتر، في الكونغرس لمناسبة الذكرى العاشرة لقصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية، اكدا فيها تعزيز السير المشترك نحو سلام شامل وثابت في المنطقة الكردية العراقية. واضافة الى ذلك، أفادت مصادر قريبة من الحزبين ان الحشود العراقية الاخيرة في المنطقة الشمالية بين مدن اربيل والموصل وكركوك والسليمانية، وزيارة الرئيس صدام حسين الى المنطقة اثارتا بعض المخاوف لدى قيادتي الحزبين على رغم الصلات التي يحتفظ بها كل طرف مع بغداد. ولم تستبعد المصادر ان تكون لتسارع وتيرة التعاون والاجتماعات المشتركة بين الطرفين، صلة بتطورات الموقف على صعيد الازمة العراقية - الاميركية.