لا يحتاج الساسة الأميركيون وسياستهم الخارجية تجاه العالم الثالث عامة والدول العربية خاصة الى إعصار مونيكا لوينسكي لوصمها بالعار أو تلطيخ سمعتها. فالعنجهية والتكابر وقلة الاحترام تجاه الإرادة العربية والكيل بمعيارين في التعامل مع العرب واسرائيل واتباع سياسة التركيع للدول العربية وسياسة الرضوخ للدولة العبرية، أمور لا يمكن السكوت عنها طالما بقي في دمائنا ذرة كرامة. ان سياسة التهديد والوعيد والضرب بيد من حديد والاصرار على تجاهل مشاعر الشعوب العربية والاستهانة بقرارات جامعة الدول العربية ومسؤوليها تؤكد بوضوح أن أميركا مصرة على انحيازها ضد العرب وعلى تأييدها الأعمى لكل ما هو اسرائيلي. يتحدث الرئيس الأميركي ووزير دفاعه ووزيرة خارجيته عن خطر الأسلحة الجرثومية والكيماوية باعتبارها أسلحة دمار شامل كان النظام العراقي قد استخدمها ضد الايرانيين والأكراد وهو بالتالي قادر على استخدامها ضد اسرائيل. لذا يجب توجيه ضربة عسكرية كاسحة ضد العراق لتلقينه درساً في الانصياع للارادة الأميركية الدولية. بينما اسرائيل تقتل الأبرياء كلما خطر لها ذلك وتمتنع عن تنفيذ القرارات الدولية ولا تحترم الارادة الدولية وتتشدق باستعدادها لاستخدام أسلحة نووية ضد العراق، دون أن توجه لها أميركا تحذيراً أو تنبيهاً أو عتاباً . أما أميركا فيحق لها أن تستخدم أسلحة الدمار الشامل كالقنبلة النووية ضد اليابان والأسلحة الجرثومية والكيماوية ضد فيتنام وكمبوديا دون أن يشكل ذلك مخالفة للأعراف والقوانين الدولية التي تتفاخر في الدفاع عنها كلما تحدثت عن العراق. ان الانصياع لقرارات الأممالمتحدة ضروري وأساسي طالما أن كافة الدول الأعضاء ملتزمة به. أما أن تخلق أميركا وبريطانيا الاعذار والحجج لتبرير المخالفات الاسرائيلية وعدم التزامها بتنفيذ مثل تلك القرارات على مدى عقود من الزمن، فإن هذا لا يمكن قبوله تحت أي غطاء. والمضحك المبكي أن المانيا انضمت الى الجوقة الأميركية - البريطانية وراحت تتحدث عن خطر أسلحة الدمار الشامل وضرورة تأديب العراق ناسية أو متناسية جرائمها وتجاربها الكيماوية والجرثومية ضد البشر. سليم أبو قبع عمان - الأردن