قال الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: نحن مع حماس وسائر الفصائل والقوى الفلسطينية حتى تعود الديار الى أهلها. وأضاف، في حديث الى "الوسط" أنه لا مراجعة شرعية للفتاوى الصادرة عن الأزهر والتي تقول بأن العمليات الانتحارية ليست محرمة طالما هي ضد العدو، لأنها - أي الفتاوى - صالحة طالما هناك ظالم ومظلوم ومعتدٍ ومعتدى عليه. وأكد مجدداً أن "هؤلاء الشباب الذين يفجرون انفسهم رغبة في الشهادة ونصرة للحق، شهداء". ودعا الإمام الأكبر لمناسبة حلول شهر رمضان جميع الدول في المنطقة الى التحلي بروح التسامح والسعي للعيش في سلام، خصوصاً أن الأمة الإسلامية تعيش أشهرها الحرم، كما أن الاقباط يبدأون صومهم الكبير. واستضاف شيخ الأزهر "الوسط" في منزله في ضاحية مدينة نصر، وسألناه عن رؤيته للعلاقة بين الإسلام والغرب، وكيف تحل الاشكالية التي تقول إن الإسلام عدو رئيسي للغرب الآن، وهل هناك موانع تحول دون لقائه البابا يوحنا بولس الثاني في إطار لجنة الحوار بين الأديان. وتطرق الحديث الى رأيه في قضية الخلاف بين المذاهب الإسلامية، وكيف يمكن التقريب بينها. ولم يرفض الإمام الأكبر سؤالاً واحداً مما طرحناه. وقال بحسم شديد: "عندما أزور القدس سأزورها عبر البوابة الفلسطينية وبتأشيرة من سفارة فلسطين في القاهرة، والى أن القى ربي لن أزورها بدعوة إسرائيلية". وهنا نص الحوار. بعد توقيع اتفاق واي بلانتيشن، بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، ماذا تقول لحركة "حماس" خصوصاً أن بعضهم يطالبها بإلقاء السلاح، وما مصير الفتاوى التي تحض على الجهاد بعد الاتفاقية؟ - بعيداً عن الاتفاقات، فلا شأن لي بها لأني رجل دين ولست سياسياً، أقول لحماس ولكل الفصائل والسلطة الفلسطينية نحن معكم حتى تستعيدوا الأرض، وتعودوا الى الديار، تمسكوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وان الجهاد اصل الدين وواجب شرعي طالما هناك معتدٍ ومعتدى عليه، ظالم ومظلوم، وحماس جزء من الجسد الفلسطيني الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وادعو الله ببركة هذا الشهر الكريم، أن يلهم القيادة الفلسطينية مصلحة الشعب الفلسطيني الذي تعذب طويلاً، وأن ترد له أرضه ويحقن دماء شبابه ويُصان عرض نسائه. هل تتصورون حدوث مراجعات للفتاوى التي صدرت عن الأزهر في شأن العمليات الانتحارية واعتبار الشباب الذي يقدم عليها شهداء؟ - لا مراجعات في أي فتاوى، لأن الأمر صريح. من يدافع عن دينه أو عرضه أو أرضه وقتل هو شهيد، ونحن قلنا من قبل ما الذي يدفع الشباب في زهرة العمر لتفجير نفسه والتخلص من حياته، هو ظلم الآخر، فليكف الآخر عن ظلمه حتى يتمسك هؤلاء الشباب بحياتهم التي تهون عليهم في ظل هذا البغي والعدوان. على ذكر حماس، كيف كان لقاؤكم مع الشيخ أحمد ياسين المرشد الروحي لحماس في القاهرة أخيراً أثناء رحلة علاجه؟ - ذهبت اليه في مستشفى القوات المسلحة لأعوده، كان مريضاً لا يتكلم، قبلته، هش في وجهي وتهللت أساريره، وعيناه قالتا ما هو أكثر من الترحيب، دعوت الله أن يمن عليه بالشفاء، اقصد أنها كانت عيادة مريض. هل ما زلتم ترفضون زيارة القدس؟ - أذكر أنه في لقائي الوحيد مع الحاخام الإسرائيلي في حضور السفير الإسرائيلي في القاهرة وجه لي الحاخام دعوة لزيارة إسرائيل فقلت له بكل صراحة ووضوح انني لست في حاجة لزيارة إسرائيل، لأنني لا أرغب في زيارة تلك الدولة. قال مستدركاً عرضه، ولماذا لا تزور القدس؟ قلت له وأنا أشير بأصبعي نحو سفيره الذي كان يجلس بيننا ليترجم الحوار، أتريد أن أذهب الى سفيرك هذا لأحصل منه على تأشيرة دخول الى القدس؟ هذا والله لن يكون الى أن القى وجه ربي عز وجل، وعندما أفكر في زيارة القدس سأذهب الى السلطة الفلسطينية، أذهب الى سفارة فلسطين في القاهرة لأحصل منها على التأشيرة لدخول القدس بعد تحررها إن شاء الله. بعضهم يرى أنكم تملكون ناصية الحوار، ومن الداعين للحوار لدرجة أنكم تحاورتم مع الحاخام من دون خشية أو مغبة اللقاء، فلماذا لا تحاورون الجماعات الإسلامية؟ - أنا بطبيعتي أتحاور مع أي إنسان، ومع أي طائفة لأنني أقف على أرض صلبة، ولا أخشى الحوار، ولكن لا أتحاور مع من يحمل السلاح لأن من يرفع السلاح لا مكان له بيننا، ولا حوار بيننا وبينه، الحوار له آليات أخرى خلاف سفك الدماء. الأزهر والفاتيكان المنطق الحواري الذي تتبنوه وصل الى حدود تفعيل لجنة الحوار بين الأديان، أين يقف الحوار بين الأزهر والفاتيكان؟ - هناك تحرك إيجابي في هذا الاتجاه، وشكلنا، كأزهر ومن جانبهم كدولة الفاتيكان، لجنة حوار مشتركة يترأسها من جانبنا الشيخ فوزي الزفزاف وكيل المشيخة الأزهرية وتضم رموزاً دينية إسلامية على درجة عالية من الرقي الفكري والسمو الديني، أوكلنا إليها إقامة هذا الحوار الذي تأسس بعيداً عن العقائد متجهاً الى الفضائل، وعقدت اللجنة اجتماعات بين القاهرة ودولة الفاتيكان وزار وكيل المشيخة المقر البابوي وزارنا هنا مسؤول الأديان في الفاتيكان، ونعتبر اللجنة نموذجاً جيداً لما يجب أن يكون عليه الحوار بين الأديان. هل تطرق الحوار الى مشاريع مشتركة مثل مؤتمرات أو إصدار كتب وأبحاث؟ - ربما في المستقبل وأرى أن هذا قريب، خصوصاً أن التقارب بين الرسالات السماوية واضح، كما أن ابتعاد اللجنة عن مناقشة العقائد وتركيزها على الفضائل المشتركة يدفع بها الى الأمام. بعضهم يتصور ان لقاءً يجري بين البابا بولس الثاني وفضيلتكم سيكون حدثاً تاريخياً، وستزداد الحاجة اليه لدفع الحوار وفض الاشتباك الحاصل الآن بين المسيحية الغرب والإسلام؟ - ولماذا لا يحدث هذا اللقاء، نحن مرحبون، وفي أي وقت، نحن لا نغلق بابنا في وجه أحد، وإذا رغب البابا في ذلك أهلاً وسهلاً به، لا مشاكل أبداً في طريق هذا اللقاء واتطلع اليه، ورسائل المحبة بيننا وبين البابا متواصلة. وهل الأمر يحتاج الى حوار على المستوى ذاته مع البابا شنودة في الداخل؟ - ليت كل العلاقات كالتي بيني وبين قداسته، انها علاقات أخوية ولا تحتاج لمزيد من الكلام ولا يسأل عنها مثل هذا السؤال فنحن أبناء وطن واحد. الغلاة في البقاع الإسلامية يرددون أن حواراً بين المذاهب الإسلامية أولى الآن، خصوصاً بين الشيعة والسنة؟ - ليست أولويات، لأن الحوار مع الشيعة لم ينقطع وتربطني علاقة محبة خالصة بالإمام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وزارني أخيراً، وفي الأصل لا خلاف بين السنة والشيعة كلنا نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، نؤدي الفروض الخمسة نفسها ونصلي ونحج البيت، الخلافات مصطنعة ولا أحب أن أخوض فيها. الخلافات في الفروع هل نأمل في إعادة لجنة التقريب بين المذاهب التي اضطلع بها الأزهر قديماً؟ - بل هناك أكثر من ذلك، هناك فرص حوار حقيقي، المذاهب ليست متفرقة بل البعض يظن أن هناك فرقة وهذا ليس صحيحاً، وللعلم الاختلاف مظهر من مظاهر حيوية الإسلام والخلافات على الساحة ليست في الأصول - فهي متفق عليها - ولكن في الفروع، وهذه فيها اجتهادات والاجتهاد مسموح به في الإسلام، أقول إن الخلاف بين السنة والشيعة ليس خلافاً في الأصل أو على ركن من أركان الدين الحنيف، الخلاف في الفروع وليس في الاصول وليس هناك تناقض بين علماء الدين أو ما يشتم منه وجود ما يفرق بينهم. لو انتقلنا الى الاتجاهات الحوارية والتقاربية التي اطلقتها واصبحت سمة لإمامة فضيلتكم للمشيخة الأزهرية، كيف حال الانفتاح على الغرب، خصوصاً أنه لا يمر شهر إلا وهناك رئيس دولة أو مسؤول كبير في دولة غربية في زيارتكم؟ - الغرب ليس كله شراً والخير ليس منعدماً فيه، وهذا حال المجتمعات الانسانية عموماً، أنا كمسلم اتجنب الشرور واتعامل مع الطيبات، نتجنب الانحلال ونأخذ النظام والتقدم العلمي، وما يتفق مع تقاليدنا وقيمنا ومكارم الأخلاق فينا ونرفض التحلل والانحراف. هذا موقفنا من الغرب. أما إذا سألتني كيف ينظر الينا الغرب فأقول نحن المسؤولون عن الصورة التي ينظر إلينا بها الغرب، عندما تقتل السائحين وتسفك دماء الأبرياء من بني وطنك والأجانب فكأنك تقول للغرب أنا قاتل وإرهابي، ويزيد الأمر سوءاً أن تسمي نفسك جماعات إسلامية، وما هي بجماعات إسلامية ولا تعرف عن الإسلام شيئاً لأن من يقتل طفلاً أو يغتصب سيدة هو مجرم آثم ملعون من الله ورسوله ويهز صورة المسلمين في كل أرجاء الدنيا. إذا حددت ان صورة الإسلام فبعدها إذا نظروا هم اليّ كإرهابي هم معذورون. هنا تبرز مسؤولية الأزهر والمؤسسات الإسلامية والمراجع الدينية في توضيح صورة الإسلام السمح وهذا ما نقوم به لدى المسؤولين الذين يطلبون الزيارة، قابلنا رئيس وزراء بريطانيا ووزير داخلية فرنسا وغيرهما كثير وفي كل مرة يسألون عن الإسلام ونوضح لهم الصورة والحمد لله يخرجون وتغيرت الصورة لديهم، والبعض منهم يدعوني الى زيارة بلاده في ثناء كامل على سماحة الأزهر الشريف المستمدة من وسطية الإسلام واعتداله. هل يطلب بعضهم فتاوى؟ - ليست فتاوى ولكنها آراء في قضايا، كما قضايا الإرهاب والقتل والاغتصاب وأحياناً الحجاب، كما حدث لدى وزير داخلية فرنسا الذي قلت له إنها فريضة على كل مسلمة. وقد تفهم الموقف الإسلامي من هذا الأمر تماماً. الغربيون بشر بعض الأقلام الغربية تصور الإسلام على أنه العدو الجديد للغرب بعد انهيار الشيوعية، لقد زرتم كثيراً من العواصم الغربية فهل أحسستم بأن الغرب يتعامل مع الإسلام كعدو؟ - لم أشعر بهذا مطلقاً، الغرب في النهاية بشر، لا يستعدونك هكذا، وأنت لا تعاديهم هكذا. مثلاً عندما كنت في ألمانيا طُرح أمامي أن كاتباً غربياً مشهوراً هو السيد هنتنغتون قال إن هناك صراعاً بين الحضارات، وأن هذا الصراع سيؤدي الى تصادم بين الإسلام والمسيحية، كان جوابي أنه لا يوجد صراع بين الأديان، لكن هناك تعاون، لأن الأديان لا تتصادم بل تتحاور، وهناك مساحات مشتركة، والفضائل تجمعنا، وكل الأديان نزلت من السماء وعلى أنبياء نحن نؤمن بهم جميعاً، إذاً لماذا الصراع؟ يبدو أن سؤالاً عن العولمة وموقف الإسلام منها ضروري في هذا الحوار. كيف ترى العولمة وكيف تتعامل معها؟ - إذا كانت العولمة بمعنى صلتي بغيري صلة لا تضرني في ديني ولا في قيمي فأهلاً وسهلاً، أما إذا كانت تضرني وان اترك في سبيلها قيمي وتقاليدي فتلك مشكلة، العولمة يجب التعامل معها بمنطق أن آخذ منها فقط ما يفيد ديني وإسلامي وتقاليدي وابعد عما يهدم تلك المبادئ تماماً، ولا خوف على الإسلام من العولمة طالما تمسكنا بمبادئ ديننا الحنيف. إذاً كيف يتم التعامل مع غير المسلمين بما لا يؤثر على صورة الإسلام في الغرب؟ - رؤيتي سبق أن أوضحتها، الشخص غير المسلم الذي يعيش بيننا له ما لنا وعليه ما علينا بلا تفرقة، كما هو حال الأخوة الأقباط في مصر، أما غير المسلم الذي لا يعيش بيننا ويتعامل معنا بطريقة كريمة ولا يتآمر علينا، فالقرآن يقول عاملوهم معاملة حسنة، أما من يعيش في غير ديارنا ويسيء إلينا فالقرآن يقول ردوا الإساءة "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا" صدق الله العظيم. اطروحة لم تتغير ربما ينطبق هذا على الاقباط، ولكن ماذا عن اليهود، خصوصاً أن لكم رسالة دكتوراه كاملة عن بني إسرائيل في القرآن والسنة؟ - اليهودي كما القبطي، كل من يحمل الجنسية المصرية له ما لنا وعليه ما علينا، العقائد يحاسب عليها الله وما دام يحسن معاملتي ولا يسيء اليّ فنحسن معاملته ولا نسيء إليه ولا لعقيدته. هل تنوي مراجعة رسالة الدكتوراه بعد تغير الظروف السياسية، خصوصاً أنها كانت سافرة للعداء لليهود؟ - رسالة الدكتوراه دينية في الأساس ولا علاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد، ليست نتاج عصر أو قصد بها ممالأة حاكم، كتبتها باعتبار أنها تفسير للقرآن الكريم والأحادث النبوية الشريفة وقصدت بها وجه الله سبحانه وتعالى، وأنا لم أغير رأيي حيال إسرائيل واليهود لأن هذه أصول لا تقبل التغيير والرسالة مطبوعة ومنشورة في الاسواق لم تتغير ولتتعرفوا على رأيي. ربما عزا بعضهم ذلك لقبولك مقابلة الحاخام الإسرائيلي وكذلك السفير الإسرائيلي، وأيضا مقابلة بعض مشايخ الأزهر لمسؤولين دينيين يهود؟ - هذا الأمر سبق أن أوضحته مراراً، أنا ضد سياسة الأبواب المغلقة، واقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم، ففي حياته كلها لم يمتنع عن مقابلة أحد من الناس، كان يفتح بابه للمسلم ولغير المسلم، كان المسلم يزداد - بلقاء الرسول - إيماناً على إيمان، وغير المسلم يفتح الرسول قلبه إذا كان عاقلاً للإيمان، هذا نهج الرسول ولم نختلف عنه، هذا طلب لقاء، وذاك الحاخام طلب لقاء لنبذ العنف والإرهاب، رحبت بهما وفي اللقاء أوضحت أن العنف والإرهاب وليد ممارسات هذه الدولة وليس من جانب الفلسطينيين، لدي قناعاتي المستمدة من إرث نبوي عظيم. اختلط الأمر على بعضهم ما بين المشروع والمحرم من العمليات الإرهابية أو الانتحارية، حسب المسمى الذي يطلق عليها. ما موقف الإسلام من ذلك؟ - في شأن الإخوة الفلسطينيين قلت رأيي في بداية هذا الحوار، أما عن موقف الإسلام من تلك الأعمال الإجرامية المتمثلة في القتل والإرهاب والتدمير والغدر والإفساد في الأرض، فهو واضح وصريح. هذه الافعال حرمها الله تعالى تحريماً قاطعاً على لسان انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وقوله تعالى أصدق الأدلة "من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً" سورة النساء الآية 93. هذه الآية وغيرها من الآيات الكريمة واضحة كل الوضوح في أن الإفساد في الأرض عن طريق القتل والغدر أو الإرهاب، أو التدمير أو التخريب للعمران من الأعمال القبيحة والأفعال المحرمة التي توعد الله تعالى مرتكبيها - إذا لم يتب توبة صادقة - باللعنة وبالعقوبة الرادعة العادلة في الدنيا وبالطرد من رحمته ورضوانه في الآخرة، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "من قتل معاهداً - أي من قتل إنساناً بينه وبين المسلمين عهد أمان - لم يرح رائحة الجنة - أي لم يجد رائحة الجنة لأنه محروم منها، هنا الرسول يصون للمسلم وغير المسلم حرمته وكرامته وأمواله، وذاته، يأمر الإنسان أن يكون معمراً لا مخرباً ومصلحاً لا مفسداً وبانياً لا هادماً، وأميناً لا غادراً. وينهي عن مد اليد بالسؤال المسلم وإلى غير المسلم. ومن يخالف ما أمر الله تعالى به يكون فاسقاً عن امر ربه وخارجاً عن أحكام شريعته وما قال عاقل سواء كان مسلماً أو غير مسلم بأن قتل انسان بريء أو تفجير سفارة أو سيارة أو قطار أو منزل تعاون على البر والتقوى، إنما هو إجرام، وأنها افساد في الأرض، وجزاء المفسدين معروف إسلامياً، ومنها قوله سبحانه وتعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فأعلموا أن الله غفور رحيم" المائدة 33 و34. رؤيتكم السمحة تجاه الغرب وغير المسلمين تقابل بدعاوى اضطهاد للأقليات في مصر، وصدور قوانين في الغرب هدفها فرض العقوبات على مصر، كما جرى في الكونغرس الاميركي أخيراً؟ - عندنا المسلم مثل المسيحي، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، أما هؤلاء فدعهم يشرعون ما يشاؤون لأنهم يعرفون أن دعاوى اضطهاد الأقباط في مصر باطلة وكاذبة، وتشريعاتهم ملزمة لهم لا لغيرهم، وطالما قصد بها الإساءة إلينا أو فرض الوصاية علينا لن نلتفت إليها ولا علاقة لنا بها. تمتد تلك النظرة الى ممارسات كفرض الحصار على شعوب العراق وليبيا والسودان؟ - نحن نوجه دعوة خالصة لوجه الله تعالى أن ترفع الأممالمتحدة والولايات المتحدة الحصار على تلك الشعوب العربية، خصوصاً أنها تعاني كثيراً فيما لا ذنب لها فيه، ونحن بقلوبنا وما نملك مع تلك الشعوب حتى تعود لحريتها، ويرفع عنها الحصار ببركة هذا الشهر الكريم