حسناً، فعلت "الوسط" اذ طلبت من الكاتبة غادة السمان، ان تحدّث القراء عن مدينتها المحبوبة دمشق. فالحال ان دمشق، تحت قلم غادة السمان تتحول الى شيء آخر تماماً. وتستعيد سحرها الذي تعرفه: تتحول الى مدينة حلم وتأتي اللغة الجزلة المنتزعة من صميم القلب، لتضفي عليها مسحة العراقة ومسحة الجمال في آن معاً. صحيح ان غادة السمان تحدثت كثيراً عن دمشق، بل انها لم تتحدث الا عن دمشق كما في كتاباتها كلها. فغادة السمان كانت ولا تزال، على الدوام، انسانة وكاتبة مسكونة بهاجس مدينتها، تعيش فيها ومعها أينما حلّت وارتحلت. من هنا ينبع سؤال اساسي: لقد فهمنا، نحن القراء ان مقال غادة السمان هو الاول في سلسلة يتناول فيها كتّاب آخرون، مدناً اخرى، فهل سيقيّض لنا كتّاب يهجسون بمدينتهم مثل هاجس غادة السمان بدمشق؟ ام ان نص هذه الكاتبة عن العاصمة السورية سيظل فريداً من نوعه؟ بعد هذ، الم يكن من المفيد ان تكون زاوية كاتب ومدينة زاوية اسبوعية؟ فالكاتب يضفي على المدينة من ادبه واسلوبه وخياله اضافات قد لايضفيها احد غيره، انها زاوية ناجحة ومطلوبة. وديع اسكندراني بيروت - لبنان شكراً على رسالتك، مقال غادة السمان عن دمشق هو الاول في سلسلة، لكنها لن تكون سلسلة اسبوعية بل نحو اربع مرات كل شهرين. بعد غادة السمان كان ابراهيم عبدالمجيد، الذي كتب عن مدينة الاسكندرية نصاً نشرناه في العدد الفائت، كما تكون لاحظت دون شك. اما البقية فستأتي تباعاً، وتضم اسماء معظم الكتّاب الكبار في العالم العربي.