" الاتجاهات الفكرية في أدب غادة السمان" كان هو عنوان الندوة التي نظمتها اثنينية النعيم الثقافية حيث ألقى الدكتور نبيل المحيسن أستاذ الأدب العربي بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية محاضرة عن الموضوع وقام بتقديمها الأديب أحمد الديولي، بالحديث عن السيرة الذاتية للأديبة السورية غادة السمان المولودة في عام 1942 ودرست الأدب الانجليزي في جامعة دمشق والماجستير في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافرت إلى أوروبا وتأثير ذلك في تجربتها الأدبية.. وقد عبر د. المحيسن عن رأيه الخاص في تقسيم الأدب إلى أدب نسائي وأدب رجالي رافضا هذا التقسيم باعتبار أن الأدب واحد مشيرا إلى هيمنة الرجال على الأدب عبر عصوره المختلفة. وأشار إلى أقلية ابداع المرأة في الأدب العربي موضحا ان غادة السمان نموذج للأديبة العربية التي استطاعت أن تشق طريقها وسط معارضة قوية من المجتمع العربي وذلك لأنها امرأة تفوق سابقاتها ونظيراتها جرأة وحرية في المناقشة. وتمتلك الكاتبة مجموعات قصصية: الأولى (عيناك قدري) التي أصدرتها سنة 1962 عن دار الأدب ومجموعتها الثانية (لا بحر في بيروت) سنة 1963 والثالثة (ليل الغرباء) الصادرة عام 1966 واستعرض المحاضر رواية غادة السمان (بيروت 75) التي يعتبرها النقاد نبوءة حقيقية للحرب الأهلية اللبنانية.. وعن التحول عند غادة السمان قال ان التكوين الأساسي لديها والنضج جاء من غربتها في العواصم الأوروبية مما جعلها تكتب بشغف واضح تتحدث خلالها عن الاعتماد على النفس بترتيب الأفكار والأولويات وتنطلق بحثا عن تمويل الذات وفي بداية التسعينيات أخذت مكانة أدبية معروفة لدى قرائها وقد أنشأت مؤسسة اجتماعية بزواجها رغم أنها تنظر الى الزواج باعتباره قيدا ولكنها أقدمت على تلك الخطوة واستطاعت أن تكتب في أدب الرحلات لأنها ترى أن التنوع الأدبي أمر مطلوب ولا يجب أن يحصر الكاتب نفسه في جنس أدبي واحد طالما امتلك الموهبة الأساسية وتعتبر مجموعتها الثالثة (ليل الغرباء) امتزاجا لحالة الغربة التي استفاد منها كثير من الطلاب الغربيين.. ثم استعرض المحاضر بعض الوقفات الأدبية والفكرية لغادة السمان في روايتها (بيروت 75).. وقد تلت المحاضرة عدة مداخلات من قبل الدكتور سعد الدريبي الذي تطرق للسيرة الذاتية للسمان واعترض على أسلوب المحيسن في استعراضه للمحاضرة إلا أن الدكتور بسيم عبدالعظيم خالف الدريبي وأشار إلى أن الطريقة المثلى هي استعراض المحاضر بهذا الشكل الممتع ونوه إلى الشعر الرجالي والنسائي والتصنيف فيما قدم الدكتور سعد الناجم مداخلة عن عدم تعارض الأدب النسائي للرجالي أو العكس أما عدنان العفالق فقد قدم عدة أسئلة عن التقسيم للجنس الأدبي.