سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوار مع شاعر الزنوجة ومنشد "أحزان افريقيا" . حلاق الاسكندرية هداه إلى الشعر وأحمد رامي شجع خطواته الأولى . محمد الفيتوري : لا أستطيع أن أكتب في الحب مثل نزار قباني ! 1 من 2
"كنت أحلم بأفريقيا موحدة، مثلما حلمنا بشعب عربي واحد" يبوح محمّد الفيتوري، مضيفاً أن هذا المنبع الافريقي جفّت آباره في أعماق الشاعر عندما اقترب من الواقع الملموس، فاستبدل به "منبعاً آخر هو التصوّف". وبين انتصاراته وانكساراته يتنقّل صاحب "سولارا" في حوار طويل أجرته معه "الوسط" بعد صدور ديوانه "أغصان الليل عليك" عن "الهيئة المصريّة العامة للكتاب"، فيكشف تاريخه الحميم وانتماءاته المتناقضة. ويذكّر حفيد تاجر الرقيق الذي يعزف على وتر شعري مختلف عن مجايليه، أنه "ابن الثقافة العربية، ملقحة بالرؤية والاحساس الافريقيين"، وأن تجربته هي "اللحظة الوحيدة في شعرنا العربي المعاصر التي تتكلم عن مأساة الانسان الأسود". محمد الفيتوري صوت على حدة فوق الخريطة الشعريّة العربيّة. لقصيدته نبض خاص على علاقة حميمة بايقاع الطبول الزنجيّة، ولون خاص هو لون القارة السوداء. وهذه القصيدة المتجذّّرة في تربتها الافرقيّة، أطلقت أغصانها الوارفة في سماء الحداثة، وتجرأت على القيود والأعراف كي تتسع ل "صرخة الثائر": "هوذا صوتي من الأرض السمراء آت... من آلام شمسي آت". عن "الهيئة المصريّة العامة للكتاب" في القاهرة حيث يقيم، أصدر الشاعر في السنة الماضية مجموعة شعريّة جديدة بعنوان "أغصان الليل عليك"، كما أصدر مسرحيّتي: "يوسف بن تاشفين" و"الشاعر واللعبة". وألتقته "الوسط" في المناسبة، فكان حديث البوح والذكريات والمواقف المدويّة التي لا تخلو من الصراحة. عاد الفيتوري إلى أصوله الغامضة، هو المولود في بقعة جغرافيّة مشتركة بين دول عدّة تحدّها الخطوط الوهمية من كلّ حدب وصوت. وهو المنحدر من أسرة ربها ومؤسّسها تاجر رقيق. وعى انتماءه وسواد بشرته، وكرّس شعره للتعبير عن "أحزان افريقيا"، حافراً بنضاله الشعري مساراً جديداً في حركة الشعر العربي الحديث. أحدث كتاب صدر عنه هو "الفيتوري الضائع الذي وجد نفسه"، وهذا العنوان يلخص بأمانة حياة الشاعر الذي حط في مدن كثيرة، وتصعلك عن حق، وآمن بصدق بالعديد من القضايا، وظل اكثر تمسّكاً بانتمائيه العربي والافريقي. وما زال الفيتوري باعترافه عاجزاً عن "احترام شاعر من دون قضية". كما يشنّ في الحوار هجوماً عنيفاً على كتاب قصيدة النثر التي يراها "شخصية وتحمل أحزاناً باهتة". وهنا نص الحوار الذي تنشره "الوسط" على حلقتين. استقلال السودان لنبدأ من النشأة الأولى التي بقيت محاطة بكثير من الغموض... - الاسكندرية اعتبرها نقطة البدء. لست من مواليد الاسكندرية، ولكن عينيّ تفتحتا فيها، إذ جاء بي أبي إلى الثغر وعمري أشهر معدودة، من أقاصي السودان حيث ولدت في منطقة محاذية لدولة تشاد وغرب السودان. الاسكندرية بالنسبة إليّ هي نقطة بداية حياتي، فيها تلقيت دراستي الأولى، وفيها كانت كتاباتي الأولى أيضاً. هذه المدينة هي نشأتي وتربيتي ورؤيتي للأشياء. وكانت الحرب العالمية الثانية حنيذاك قد بدأت ظلالها تختفي وتضمحل وتتأكل. ولم اكن أفهم شيئاً مما يحدث. حفظت القرآن ولما أبلغ المراهقة. وفي نهاية الحرب انتقل بي والداي إلى مدينة كفر الدوار، حيث المزارع الرحبة والحقول الخضراء والسواقي والنواعير والحياة البسيطة للقرويين السعداء بواقعهم وبحياتهم. هناك أحسست بانبثاق شيء ما في داخلي، ربما كان هو الشعر. وفي كفر الدوار حاولت أن أترجم ما يتفاعل في داخلي وما أراه امامي. ثم عدت، أو حملت على العودة، إلى الاسكندرية. وأذكر أن شاباً أكبر مني بقليل هداني إلى طريق الكتابة الحق، وهو شاعر من الاسكندرية اسمه أحمد عرفة، لم تسمع به أنت وربما لم يسمع به كثيرون. كان حلاقاً في الاسكندرية وعندما كنت أذهب إليه ليقص شعري، كان يقرأ عليّ أشعاره وأشعار الأوّلين، وقرأنا معاً المعلقات وأبا تمام والبحتري والمتنبي والشريف الرضي ومهيار الديلمي وشعراء الخوارج والقرامطة. وكنت في الصف الثاني من المرحلة الثانوية، قد اطلعت على الكتابات القديمة وبعض المراجع الأساسية في التفسير والنحو والبلاغة والبيان والبديع، اضافة إلى شيء من علوم الحساب والجبر والرياضيات... عندما أعلن ذات يوم في جريدة "الزمان" القاهرية وكان صاحبها ادجار جلاد باشا، عن مسابقة شعرية. وتقدمت إلى المسابقة وفزت بالمركز الثالث. كان الأول هو رابح لطفي جمعة، والثاني ابراهيم عيسى. وانتقلت إلى القاهرة، لابدأ حياة جديدة. أكملت دراساتي في المعهد الديني، ثم التحقت بكلية دار العلوم. ثم أتيحت لي فرصة لقاء كامل الشناوي، وهو شاعر وصحافي كبير احتضنني وقدمني إلى معاصريه، وساندني حتى اصبحت قادراً على اعباء الحياة. وكان بين من شجّعني حينها زكريا الحجاوي ومحمود حسن اسماعيل وأحمد رامي... كما تعرفت في تلك الايام على عبد الرحمن الشرقاوي وكمال عبد الحليم. هكذا التحمت حياتي بمدينة القاهرة وبمثقفيها وصحافييها وعلمائها وشبابها المزدهر المتألق. ثم حدثت نقلة مهمة في حياتي، وهي السفر إلى الخرطوم. كان قد صدر ديواني "أغاني افريقيا" وأثيرت حوله ضجة غير عادية، وحيّا أهل الأدب هذا الصوت العربي الذي يعبّر عن معاناة الانسان الاسود، حين انتدبني الرئيس الراحل أنور السادات للسفر إلى الخرطوم بهدف حضور احتفالات اعلان استقلال السودان سنة 1956. وفي الخرطوم نشأت علاقة قوية بيني وبين كبار رجال الدولة: الامام عبد الرحمن المهدي، محمد أحمد المحجوب، اسماعيل الازهري، ومحمد توفيق. وعملت في الصحافة السودانية سكرتير تحرير ورئيس تحرير، واندمجت في حياتي كمواطن سوداني. أتحدث إليك طبعاً مثل قفز الطير من دون وقوف عند التفاصيل، بل أكتفي بالاشارة إلى المحطّات التي أثّرت في حياتي. من الخرطوم سافرت إلى بيروت لأشارك في الذكرى الأولى لوفاة الأخطل الصغير، الشاعر اللبناني بشارة الخوري. وهنا لذّ لي، أو كان قد آن لي أن أغرس حياتي من جديد في أرض أخرى. وبقيت في بيروت بضع سنين أعمل في صحافتها، واتصل بشعرائها ومفكريها، وأعيش حياتها الابداعية الصاخبة. وبعد أن أسقط عنّي جعفر نميري الجنسية السودانية، اضطررت للسفر إلى ليبيا. وهنا توثقت علاقتي بالأخ معمر القذافي الذي ألحقني بالعمل في الخارجية الليبية، ومنحني الجنسية، وعيّنني مستشاراً ثقافياً للسفارة الليبية في ايطاليا. ثم تنقلت في السلك الديبلوماسي بين روماوبيروت والرباط وأخيراً القاهرة، لأعود إلى نقطة البدء حيث تتجدد حياتي في هذا الزخم الرائع من الذكريات والقيم الابداعية والتفاعلات المضيئة بالأمل والتفاؤل والثقة في المستقبل. جدي تاجر رقيق حياة التنقّل هذه تقودنا لا مفرّ إلى طرح سؤال الهويّة: ما هي هويّة الفيتوري؟ - لا أدري ماذا تقصد بكلمة "هوية". اذا أجبتك أن هويتي عربية قد تتهمني بالتعميم، لذا سأحصر التحديد. من حسن حظّي أنّي انسان تجري في عروقه دماء مختلطة. أنا عناصر عدة ومركبات كيميائية وروافد اثنيّة وجينات مختلفة زنجية وعربية. فأجدادي لأبي من احدى اهم القبائل الليبية، قبيلة "الفواتير" وجدي ولي صالح في مكان يبعد 170 كيلومتراً عن طرابلس، واسمه السيد عبد السلام الأسمر الفيتوري. وجدّتي لأبي سودانية افريقية. أما أمي فهي من قبيلة الجهابة التي نزحت من اليمن، واستقرت في اسيوط في صعيد مصر، ثم انتقلت إلى بنغازيوطرابلس. وكان جدي لأمي تاجر رقيق، وجدتي لأمي سيدة من غرب السودان. ولعلّ هذه الجدة هي الأكثر تأثيراً في حياتي، إذ دفعتني بشكل من الأشكال لأكون شاعراً يتغنى بقضايا القارة الافريقية قبل أن يغوص في عذاباتها. معظم شعري عن افريقيا، ودواويني الأربعة هي، حتى اللحظة، الوحيدة في شعرنا العربي المعاصر التي تتكلم عن مأساة الانسان الأسود. كتبت معظمها في الاسكندريةوالقاهرة ثم في الخرطوم، قبل أن أرى عن كثب الواقع الافريقي وألمسه لمس اليد، وقبل أن تختلط أفكاري وقيمي الانسانية بالأعمال الكبيرة التي قرأتها فيما بعد لديفيد ديوب وليوبولد سنغور وريتشارد رايت ولينجست ليوز. هؤلاء قرأتهم فيما بعد، فعرفت أن ثمة شعراء وكتاباً أفارقة وأميركيين تناولوا هذه القضايا قبلي بكل تأكيد ومعي في الوقت نفسه. صحيح انّني لم أعرف الاستقرار، بل تنقلت وتغربت وهاجرت، من الاسكندريةوالقاهرة إلى الخرطوم فاثيوبيا، ثم ليبيا وتونس ولبنان وايطاليا والمغرب. ومن حسن حظي أنني أحمل في داخلي هذه الروافد والتأثيرات المتناقضة. هذه النوافذ، وهذه البقع السوداء والبيضاء في روحي وفكري ورؤياي وحياتي، هي التي فتحت لي باب الشعر على الرؤيا الانسانيّة. منابع التصوّف هل أنت شاعر عربي أم افريقي أوّلاً؟ - أفضّل أن أكون شاعراً عربياً. حضارتي وثقافتي هي العربية، وديانتي هي الاسلام، وموقفي من قضايا العصر هو موقف الانسان العربي المعاصر. أنا ابن هذه الثقافة العربية، ملقحة بالرؤية والاحساس الافريقيين. ربما استفدت من هذه الثنائية، ومن يقرأ شعري يحس انني أعزف على وتر آخر. فحتى في كتاباتي الوجدانية تجدني مختلفاً عن الشعراء الآخرين. لا أقصد أنّني أفضل، لكنّ تجربتي وواقعي مختلفان. لا أستطيع أن أكتب - وربما كان هذا قصوراً مني - في تجربة الحب مثلما يكتب نزار قباني. لا أستطيع أن أجرد الانسان من واقعه وأضعه في اطار وأعلقه على حائط، سواء كان رجلاً أو امرأة. لماذا تخليت عن الموضوع الافريقي في شعرك؟ - لم أتخل. عندما بدأتُ الكتابة كانت القارة تتمخض عن معارك مقبلة من أجل الحرية والاستقلال، وتتفاعل فيها الانتفاضات والحركات الوطنية. في مصر كان هناك عبد الناصر وثورة 1952، ووجدت في فكره مدداً وضوءاً وتعبيراً عن أفكاري وقناعاتي وطموحاتي وأوجاعي. في ظل ثورة يوليو كتبت قصائدي عن افريقيا. قلت: "افريقيا استيقظي". وكان عبد الناصر يخاطب الأمّة أيضاً أن "استيقظي". كانت لعبد الناصر رؤية تتجاوز الحدود المصرية إلى البلدان العربية والقارة الافريقية والعالم. في هذا كله كنت أحد الأصوات التي عاشت في ظل هذا الوهج التاريخي. كتبت قصائدي عن افريقيا بدافع ميراثي أوّّلاً: فأنا أحمل في دمي هذه العذابات، سواء من جدتي السودانية زهرة المختطفة التي جيء بها إلى جدي تاجر الرقيق في ليبيا، وهي التي ربتني وبثت في روحي هذا الحزن القديم، حزن القارة والمرأة والحياة الافريقية. جدتي هي افريقيا. ثم تعمقتُ وتوسعت رؤياي فكتبت قصائد مختلفة. ولعلّ محمود امين العالم حين كتب أنّني في "أغاني افريقيا" أسقطت مأساتي الخاصة على واقع قارة، كان مصيباً في ملاحظته إلى حدّّ بعيد. عندما انتقلتُ لأعيش في السودان لمست الأشياء لمس اليد، وأصبحت افريقيا واقعاً محسوساً ومرئياً بالنسبة إلي. فبدأتُ أوظف أحاسيسي القديمة توظيفاً أكثر وعياً وشمولية. فانتقلت من الفكر الثوري المنفعل إلى حالة العاشق الحالم. زمن الاحباطات والانهيارات أين العالم اليوم من أحلامك والمشاريع الثوريّة والرومانسيّة التي ألهبت قريحتك آنذاك؟ - لا أريد أن أشكك في ما حدث أو يحدث الآن. كنت أحلم بأفريقيا موحدة، مثلما حلمنا بشعب عربي واحد. والآن ترى رايات استقلال مرفوعة، وتماثيل أبطال وشهداء، لكن الامور ليست مطابقة لما حلمنا به أنا وغيري. لا شك في أن انهيار الاتحاد السوفياتي أحدث تحولات في العالم كله، وارتداداً واهتزازاً واختلالاً مؤكداً في القارة الافريقية. عشت انتصارات ثم انكسارات. ومن حسن حظي أنني دائماً ألجأ إلى منابع في داخلي. لجأت أوّلاً إلى المنبع الافريقي، وعندما شعرت ان هذا المنبع انتهى دوره وجفت الآبار الخاصة في داخلي، لجأت إلى منبع آخر هو التصوّف. لم استورد التصوف فهو جزء من تركيبتي. أنا ابن رجل صوفي ووالدي شيخ طريقة السجادة العروسية الشاذلية في الاسكندرية. كانت عودة واعية إلى الداخل. لا ردّّة مظلمة ومنطوية على الذات. إنّها عودة واعية، ومحاولة ايجابية لابتكار آفاق واستنباط رؤى جديدة. القصيدة الثورية هل فقدت وظيفتها؟ - أعتقد أنها أدت وظيفتها، ومضى زمنها. في روايته "تويجات الدم" التي ترجمها سعدي يوسف، يعبّر الكيني نفوغي واثيونغو عن حالة الاحباط الناتجة عن ممارسات أنظمة عسكرية هي اسوأ من الاستعمار. فهل اصابك مثل هذا الاحباط؟ - إنّها حالة عامة، واحساس مشترك بين معاصري تلك المرحلة من روائيين وشعراء وأدباء ومفكرين. وعلى الرغم من اختلاف المواقع، أكاد أقاسم الروائي الكيني قناعته مع كثير من الحزن والأسى. الاحباطات والانهيارات في واقعنا العربي الآن تكاد تشعرك بان ما زرع من بذور لم يؤتَ ثماره الصحيحة. أمر محزن أن تضطر إلى القول: "ليتنا لم نقم بتلك التجارب". عندما ترى أنظمة تعلق الثوار في المشانق وترى هذا التمزق والتأكل في العالم العربي، وترى أن الطغاة هم الذين يحكمون العالم تغرق في حالة من الاحباط واليأس والشعور باللاجدوى. تخطر في ذهني وجوه مبدعين ومناضلين سبقوني، وكان لهم تأثير في حياتي مثل عبد الرحمن الشرقاوي وكمال عبد الحليم ومحمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي ومحمود حسن اسماعيل. لكنّ الذي يحدث الآن أرى أنّه يشتمل على نوع من التطور الاجتماعي الذي لا مفرّ من أن يحدث تأثيراته السلبية. لذا ترى الأشياء متجمدة أمامك أو منحدرة، مع العلم أن الرحلة ستستمرّ، وستواصل الأجيال معاركها من أجل التطوّر، ودفاعاً عن المكتسبات، وإن بأشكال ووسائل وتقنيات أخرى. تحت عنوان "حول أزمة الشعر المعاصر"، تؤكّد في مقدّمة ديوانك الأخير "أغصان الليل عليك" أن الوعود والالتزامات التي قطعتها النظم العسكرية على أنفسها لم تحرز خطوة واحدة في مجال التنفيذ. - هذا صحيح. ولكننا لا يمكن أن نفكر بعودة المستعمر. ولو أن بعض قصيري النظر يرون أن أيام الاستعمار الايطالي أو الفرنسي أو الانكليزي كانت أفضل! ما كتبته في مقدمة الديوان نابع مما يشهده واقعنا العربي من أحداث. فالمناداة بالوحدة لم تتحقق قط، والأمة أكثر تشرذما وانطوائية واقليمية، وأكثر ضعفاً وخمولاً أمام أعدائها التاريخيين، سواء الصهيونية أو الاستعمار بأشكاله الاقتصادية والثقافية والاعلامية. لماذا حدث هذا؟ في الخمسينات كانت الأمة تقف وقفة رجل واحد لمواجهة التحديات الكبرى. أما الآن فتقف بهذا الشكل المؤلم والمخزي أمام أعدائها. الآن يتحرك حكّامنا، مثلما نتحرك نحن، في دوائر فارغة وخالية من الايمان بالغد والوعي الانساني والمشاركة في الحضارة. الانسان الأوروبي يتحرك في دائرة الحرية. أما نحن فأي حرية في منطقتنا العربية؟ أرى أن حكام وأنظمة وقياديي هذه المرحلة مسؤولون وانهم وصلوا إلى درجة من السلبية والجمود جعلت همهم الاساسي قمع أي رؤية جديدة في الواقع العربي لا تتمشى مع ما يرونه هم