وجد عبدالباسط داود نفسه فجأة قبلة انظار عدسات المصورين، هو العراقي الذي حلّ في لندن منذ اكثر من عشر سنوات. حتى ان مراسلي تلفزيونات عالمية تسابقوا لتسجيل حديث له وتصويره. وتستأهل قصة عبدالباسط البسيطة جداً ان تروى. فهو لم يكن يدري ان المقهى الذي افتتحه ذات يوم من العام 1988 سيصبح فيما بعد قبالة القصر الذي تقيم فيه الأميرة دايانا، وسيصبح هو شخصياً جارها الأقرب. والأطرف انه أطلق على المقهى اسم "كافيه دايانا". يقول عبدالباسط انه بعد اربعة اسابيع على افتتاح المقهى دخلت عليه أميرة ويلز وسألته وهي تبتسم: "لماذا أسميت المقهى باسمي؟" فأجابها انه معجب بشخصيتها وبما تقوم به من اعمال انسانية، فتمنت له النجاح ودعمته معنوياً بكلماتها الرقيقة واكدت له انها ستزوره لأنها احبّت المقهى. وبالفعل واظبت الأميرة على زيارة "مقهى دايانا" حيث كانت في كل مرة ترتشف اما الكابوتشينو الايطالي واما المياه المعدنية. وبعدها عمدت الى اصطحاب ولديها الأميرين ويليام وهاري، وفي كل مرة كان حضورها يسبغ على المقهى حيوية. وفي احدى زياراتها أهدت أميرة ويلز صورتها لعبدالباسط فعمد الى تزيين مقهاه بها، وجاء بصور اخرى للأميرة وعلّقها على جدران المقهى. وفي العام 1994 وافقت على التقاط صورة لها مع عبدالباسط واثنين من العاملين في المقهى. لكن ملاحقة المصورين لها فيما بعد منعتها حتى من زيارة المقهى باستمرار، لكن "صداقة" كانت قد توطدت بين الأميرة والمقهى الذي يحمل اسمها. حتى انها كانت كلما عبرت الشارع امام المقهى توقف سيارتها وتحيي العاملين ملوّحة بيدها. ويقول عبدالباسط انه كان يرسل الزهور اليها في كل مناسبة، ولم تنس مرة واحدة ان تشكره على ذلك اما شخصياً واما برسالة. وذات يوم طلبت من سائق سيارتها ان يتوقف ونادته قائلة "شكراً يا عبدول على الزهور". وذات يوم حضرت الى المقهى وعندما لاحظت غياب عبدالباسط قالت للعاملين: "قولوا لعبدول لا تكن كسولاً وحاول ان تأتي الى العمل باكراً". ينظر عبدالباسط الى خارج المقهى ويقول: "انظروا الى باقات الزهر هنا، لمجرد ان اسمها مرفوع على عتبة المقهى". فكيف اذا كانت لا تزال تضجّ حيوية وعذوبة… وجمالاً!