تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    فصل التوائم.. أطفال سفراء    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوجه الآخر لدايانا : الاميرة الحائرة
نشر في الحياة يوم 03 - 08 - 1992

في 29 تموز يوليو 1981، شهد العالم زواج فتاة انكليزية جميلة من عامة الشعب تدعى دايانا فرانسيس سبنسر الى ولي العهد البريطاني امير ويلز تشارلز وندسور في جو وصفه اسقف كانتربري آنذاك بأنه "المادة التي تصنع منها الروايات الخرافية". لكن دايانا الجميلة، التي لم تتفق مع زوجة ابيها، وكانت قبل زواجها تنظف بيوت صديقاتها في مقابل اجر قدره جنيه استرليني في الساعة، لم تعش مع اميرها في سعادة وهناء كما فعلت "سندريلا" في قصة الاطفال الخرافية المشهورة. على العكس، كانت تخفي وراء ابتسامتها الساحرة واناقتها المميزة ورشاقتها التي كانت موضع حسد ملايين الفتيات معاناة وتعاسة كبيرتين لم يعرف حقيقتها سوى المقربين جداً منها.
لم تظهر قصة الاميرة دايانا الحقيقية الا بعد اكثر من عشر سنين على زواجها من الامير تشارلز عندما نشر اندرو مورتون، احد اشهر الكتّاب المطلعين على اسرار العائلة البريطانية، كتابه بعنوان "دايانا: قصتها الحقيقية" في حزيران يونيو الماضي مما اثار ضجة كبيرة في الاوساط السياسية والصحافية وبين عامة الشعب في بريطانيا. اذ يظهر هذا الكتاب لاول مرة ان الاميرة دايانا التي تتمتع بكل ما تحلم به غالبية النساء من جمال وشهرة وثراء، اضافة الى نعمة الامومة، حاولت الانتحار مرات عدة. وعانت لسنوات طوال من اضطراب غذائي وغيرة قاتلة سببها لامبالاة الامير تشارلز حيالها وعدم تفهمه لها وعلاقته العاطفية المستمرة مع سيدة بريطانية متزوجة تدعى كاميلا باركر - بولز.
"الوسط" راجعت كتاب مورتون في محاولة لالقاء الاضواء على الوجه الحقيقي للاميرة دايانا وفهم الاسباب الكامنة وراء تعاستها المزمنة وسبل الخلاص المفتوحة امامها.
يؤكد علماء النفس ان احد المداخل الاساسية لفهم اي انسان، اميراً كان ام فقيراً، هو دراسة العوامل المؤثرة في طفولته. وهذا الرأي ينطبق تماماً على الاميرة دايانا زوجة ولي العهد البريطاني التي عاشت طفولة غير سعيدة.
ولدت دايانا في 1 تموز يوليو عام 1961 وكانت الابنة الثالثة لوالديها بعد اختيها سارة وجين، وشعرت منذ طفولتها بالذنب لانها لم تكن الصبي الذي كان يتوقعه والدها جون سبنسر وريثاً له. وتصف الاميرة دايانا اليوم شعورها في تلك الفترة، وتقول: "لقد كنت البنت التي كان يفترض ان تكون صبياً". وعلى رغم ان والدتها فرانسيس روش انجبت صبياً بعد ثلاث سنوات على ولادتها فإن مجيء اخيها تشارلز لم يخفف من شعورها بأنها احد الاسباب الرئيسية وراء انفصال والديها ثم طلاقهما لاحقاً. وفي هذا الصدد يشير تشارلز الذي صار الآن ايرل سبنسر التاسع بعد وفاة والده ايرل لقب انكليزي ادنى من مركيز وارفع من فيسكونت ان الفترة التي تلت ولادة اخته دايانا كانت "سيئة بالنسبة لوالديّ وربما تسببت في طلاقهما لانني لا اظن انهما تخطيانها اطلاقا".
طفولة تعيسة
وحتى قبل طلاق والديها، لم تتمتع دايانا بدفء وحنان الامومة والابوة وعانت، كما عانى اخوتها، من بعد والديهم عنهم. اذ كانوا يمضون معظم اوقاتهم في صحبة مربية اثناء طفولتهم او في المدرسة الداخلية خلال فترة المراهقة. وهذه التربية التقليدية الباردة دفعت دايانا الى التفتيش عن العطف والحب من حولها واحاطة نفسها باللعب الطرية المكسوة بالفرو منذ صغرها. لكن الصدمة الاساسية في طفولة دايانا كانت عندما قرر والداها الطلاق بعد زواج استمر 14 سنة. وتقول الاميرة عن تلك الفترة: "لقد كان والديّ منشغلين في ترتيب امورهما. اذكر رؤية امي وهي تبكي وان ابي لم يطلعنا عما يجري. لم نستطع سؤال اي احد عما يحدث، وكان هناك عدد كبير من المربيات. الوضع كان غير مستقر جداً". كذلك تذكر سماع اخيها تشارلز، الذي كان في الرابعة من عمره آنذاك، يبكي طوال الليل ويقول: "اريد امي، اريد امي". ولم يكن في وسع دايانا التي كانت في السابعة من عمرها في ذلك الوقت سوى ان تدفن رأسها في وسادتها وتبكي ايضاً حتى يسكتها النوم.
وربما كانت تلك الحقبة السبب الرئيسي وراء اصابة الاميرة دايانا واختها سارة لاحقاً باضطرابات غذائية ذات منشأ نفساني. اذ يشير علماء النفس ان مرض "انوركسيا نرفوزا" Anorexia Nervosa ومرض "بوليميا نرفوزا" Bulimia Nervosa ينتجان عن العلاقات المعقدة بين الام والابنة والحياة العائلية التي تعاني من الخلل واللجوء الى الطعام كمهرب من القلق النفسي. وعانت سارة سبنسر واختها الاميرة دايانا على التوالي من هذين المرضين في ما بعد.
وبعد طلاق والديّ دايانا عام 1969، صارت جدتها الكونتيسة سبنسر احد اقرب الناس اليها. لكنها توفيت بسبب ورم في الدماغ العام 1972 مما سبب لحفيدتها الاسى وجعلها تشعر بالوحدة على رغم انتقالها خلال تلك الفترة الى مدرسة داخلية للبنات. وتذكر دايانا انها فسرت قرار والدها بإرسالها الى المدرسة بعيداً عن المنزل واخيها تشارلز الصغير على انه ناتج عن عدم حب والدها لها. وقالت له آنذاك: "اذا كنت تحبني فلن تتركني هنا". لكن والدها اقنعها اخيراً بأن المدرسة ستوفر لها فرصة لقاء صديقات من عمرها، اضافة الى تعلم السباحة والباليه وركوب الخيل.
فشل في المدرسة
ولعل العامل الثاني الاساسي في تكوين شخصية دايانا هو عدم نجاحها في التحصيل العلمي في المدرسة. وعلى رغم انها برعت في النشاطات الاجتماعية والرياضية، لكنها رسبت في دراستها الثانوية في جميع المواد وكان ذلك مصدر ضيق بالنسبة لها. وغالباً ما كانت دايانا تقارن نفسها بإخوتها، خصوصاً اخيها تشارلز الذي سمح له تفوقه في دراسته ان يلتحق في ما بعد بجامعة اكسفورد البريطانية المشهورة.
وسبب ذلك لها شعوراً بالغيرة واحساساً بالفشل وصفته بقولها: "انا لا انجح في اي شيء ... انا فاشلة". وعلى رغم ان دايانا تفوقت في السباحة والغطس والرقص، لكن مشاعر عدم الثقة بالنفس رافقتها خلال فترة المراهقة وسيطرت على شخصيتها حتى بعد زواجها من الامير تشارلز لاحقاً.
وخلال فترة دراسة دايانا بعيداً عن المنزل، قرر والدها عام 1977 الزواج مرة ثانية من الكونتيسة رين ليغ بعد طلاقها من ايرل دارتموثت الذي عاشت معه 28 عاماً وانجبت منه اربعة اولاد. وعارضت دايانا الزواج كما اخوتها على رغم ان والدتها كانت تزوجت بدورها للمرة الثانية قبل ذلك بثماني سنوات. لكن والد دايانا تزوج رين من دون اعلام اولاده بذلك، وكان هذا بداية لعلاقة سيئة بين الاولاد من جهة وزوجة ابيهم من جهة اخرى استمرت حتى بعد وفاة والد دايانا في آذار مارس الماضي. وربما كان الشيء الايجابي الوحيد بالنسبة لدايانا في زواج والدها مرة ثانية ان زوجة ابيها هي ابنة كاتبة الروايات العاطفية المشهورة باربارة كارتلاند. اذ كانت السيدة كارتلاند تهدي دايانا التي احبت قراءة مثل هذا النوع من الروايات نسختين من كتبها في كل زيارة تقوم بها لمنزل ابنتها رين.
وفي نهاية العام 1977، تركت دايانا المدرسة وهي في السادسة عشرة من عمرها، حيث شاءت لها الاقدار ان تتعرف في تلك السنة على الامير تشارلز، زوج المستقبل، في الوقت الذي كان يقيم فيه علاقة مع اختها سارة وبعد مرور شهرين على زواج والدها للمرة الثانية.
اللقاء الاول
التقت دايانا الامير تشارلز للمرة الاولى في تشرين الثاني نوفمبر عام 1977 عندما دعته اختها سارة الى رحلة صيد في الحقول قرب منزل عائلة سبنسر. وتذكر دايانا ان امير ويلز لم يترك في نفسها اثراً كبيراً اثناء ذلك اللقاء بل شعرت انه "رجل حزين". وبعد مرور سنة تماماً على هذا اللقاء دعا الامير تشارلز سارة ودايانا الى عيد ميلاده الثلاثين في قصر باكنغهام، وهكذا توجهت "سندريلا" الى قصر الامير من دون ان تفكر يومها انها ستصبح زوجته في ما بعد.
وفي تلك الفترة كانت دايانا تتمتع بحريتها في شقتها في لندن التي اشتراها والدها لها وعاشت فيها مع اثنتين من صديقاتها. ولانها لم تكن مؤهلة بشكل جيد من الناحية الاكاديمية، حاولت دايانا ان تعيل نفسها بواسطة تنظيف منازل صديقاتها والاهتمام بأطفالهن. كذلك عملت مدرسة للاطفال في دار للحضانة حيث علمت تلاميذها الصغار الرسم والتلوين والرقص. وعلى رغم انها خرجت بصحبة عدد من الشبان في تلك الفترة لكنها لم تقم اي علاقة جدية مع اي منهم لانها شعرت في داخلها "ان هناك شيئاً ما ينتظرها". وحصل ما كانت دايانا تتوقعه في تموز يوليو عام 1980 عندما التقت الامير تشارلز في منزل احد الاصدقاء، وكان ذلك اللقاء بداية الدرب الصعب الذي اوصلها الى الشهرة والتعاسة في ما بعد. اذ بدأت العلاقة بينهما بالتطور رويداً وتوجت في 6 شباط فبراير عام 1981 عندما دعا الامير تشارلز دايانا الى قصر باكنغهام وطلب منها رسمياً الزواج منه. ولم تستطع دايانا التي كانت تخاطب الامير تشارلز حتى ذلك الحين بلقب "يا سيدي" سوى ان تجيب حبيبها بقولها: "نعم من فضلك". وكانت هذه الكلمات فاتحة المرحلة الصعبة التي عاشتها دايانا لسنوات طوال لاحقاً.
فترة عصيبة
غالباً ما تترك فترة الخطوبة ذكريات حلوة لدى الفتيات تكون مقدمة بسيطة تعودهن على متاعب الحياة الزوجية في ما بعد. لكن الامر لم يكن كذلك بالنسبة لدايانا، خصوصاً ان خطبتها من الامير تشارلز المرشح ان يكون ملكاً لبريطانيا يوماً ما جعلتها محط اهتمام الصحافة البريطانية والعالمية في ذلك الحين ووضعتها تحت ضغط نفسي كبير.
وكان الصحافيون يتابعون تحركات دايانا ليل نهار حتى قبل اعلان خطوبتها الى الامير تشارلز مما اضطهرها الى اتخاذ تدابير واللجوء الى حيل مختلفة للتخلص منهم. ولكن الاقاويل والاشاعات التي نشرتها الصحف عنها خلال تلك الفترة عرضتها الى التوتر والقلق النفسي. وتصف الاميرة دايانا اليوم تلك الفترة وتقول: "كنت ابكي مثل الاطفال بين جدران شقتي ولم استطع تحمل كل ما يجري من حولي". ومما زاد في ضيقها ان الامير تشارلز لم يحاول في ذلك الحين التخفيف عنها، بل كان غالباً ما يشير الى الضغط النفسي الذي تتعرض له صديقته المتزوجة "كاميلا المسكينة" من مضايقات الصحافيين.
وخلال فترة خطوبتها، لاحظت دايانا ان كاميلا باركر - بولز تعرف تفاصيل دقيقة عما يدور بين خطيبها الامير وبينها في اللحظات النادرة التي يكونا فيها لوحدهما، بل تطوعت في اعطاء دايانا نصائح في كيفية التعامل مع الامير تشارلز. وكانت كاميلا وزوجها من بين المدعوين دائماً في اي حفل او مناسبة يقيمها او يحضرها ولي العهد البريطاني. وخلال تلك الفترة ايضاً، حذرت جدة دايانا، اللايدي فيرموي، التي تعمل وصيفة لملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، حفيدتها من صعوبات الزواج من احد افراد العائلة المالكة، وقالت لدايانا: "يجب ان تفهمي ان روح النكتة لديهم واسلوب حياتهم مختلفان تماماً. وانا لا اظن ان ذلك مناسب لك".
وهكذا ساورت الشكوك دايانا من حين الى آخر من خلال فترة خطوبتها، خصوصاً انها كانت تعرف ان الامير كان يقيم علاقات مع فتاتين غيرها خلال سنة واحدة، وكاد ان يتزوج احداهما، اللايدي اماندا ناتشبول، حفيدة اللورد ماونتباثن الراحل. لكنها كانت مقتنعة بحب تشارلز لها وحدها وغطى حبها العميق له على كل المخاوف التي كانت تعتريها. ولكن الاميرة دايانا تذكر اليوم الشعور المؤلم الذي اصابها في الليلة التي سبقت اعلان خطوبتها رسمياً على الامير تشارلز. اذ نصحها مفتش شرطة "سكوتلاند يارد" بول اوفيسر المكلف بحراستها قبل مغادرتها شقتها لاخر مرة والتوجه الى قصر باكنغهام حيث ستسكن حتى زواجها، قال: "أود ان تعرفي ان هذه هي آخر ليلة حرية في حياتك ولذلك استمتعي بها قدر استطاعتك". وجمدت كلمات الحارس دايانا في مكانها لانها: "شعرت وكأن سيفاً دخل في قلبي".
حيرة وشقاء
عندما انتقلت دايانا الى قصر باكنغهام لم تشعر بالسعادة التي يفترض ان تغمر اي فتاة في وضعها بل احست انها سجينة برج عاجي مثل "رابنذل" بطلة القصة الخرافية التي يعرفها الاطفال جيداً. اذ لم يتطوع احد من افراد العائلة الملكية لمساعدتها على فهم حياتها الجديدة. والتأقلم مع عادات وبروتوكول القصر. وتقول صديقة دايانا كارولين بارثولوميو عن تلك الفترة: "لم تكن دايانا سعيدة نتيجة الضغط الذي كان بمثابة كابوس بالنسبة لها … كانت في شبه دوامة وبدأت تخس من وزنها".
ولفهم الضغط الذي شعرت به دايانا يجب تذكر عدم ثقتها بنفسها، خصوصاً انها كانت تشعر انها غير مؤهلة لمواجهة التحدي الكبير الذي ستعيشه كونها اميرة ويلز المقبلة. ومما زاد الطين بلة ان الامير تشارلز لم يحاول ارشادها ومساعدتها بما فيه الكفاية مما اثار فيها المخاوف من ان تسبب لخطيبها الاحراج في حال لم تتصرف بالاسلوب الملائم لمركزها الجديد.
وعلى رغم ان عائلة دايانا احتكت دائماً بالعائلة الملكية، خصوصاً ان والدها كان المسؤول عن اصطبلات الملكة، لكن اولاده لم يكونوا معتادين تماماً على اجواء الابهة والتكلف التي تميز الحياة في القصر الملكي البريطاني. اضافة الى ذلك، كانت دايانا من عامة الشعب على رغم ان والدها وريث لقب نبيل. ولم تبدر من اي احد آنذاك محاولة لفهم ما تمر به تلك الفتاة البسيطة سوى من اميرة موناكو الراحلة غريس التي التقتها دايانا في احدى المناسبات اثناء فترة خطوبتها وباحت لها بمخاوفها حيال المستقبل وشعورها بالعزلة وضيقها من مطاردات الصحافيين لها. ومازحتها الاميرة غريس قائلة: "لا تقلقي، الوضع سيزداد سوءاً".
لكن سبب حيرة وشقاء دايانا الاساسي تلك الفترة كان على ما يبدو قلقها من علاقة خطيبها بكاميلا باركر - بولز. وقبل نحو اسبوع من زواج اللايدي دايانا، وهو لقب منحته اياها الملكة اليزابيث الثانية، من الامير تشارلز جرت بين الاثنين مشادة سببها هدية ارسلها الامير الى صديقته كاميلا. اذ اكتشفت دايانا ان الامير اشترى سواراً ذهبياً تزينه حلقة ذهبية مطلية بالميناء الازرق محفور عليها حرفي "ف" و"غ" F وG المتشابكين ببعضهما البعض. وهذان الحرفان يرمزان الى اسمي "فريد" و"غلاديس" وهما اسما التحبب للامير تشارلز وصديقته كاميلا على التوالي. وواجهت اللايدي دايانا خطيبها باكية واحتجت غاضبة على ارساله تلك الهدية لصديقته قبل ايام من زواجهما ولكن من دون جدوى. اذ اصر تشارلز على ارسال ذلك السوار الى كاميلا مما ضايق دايانا وجعلها تفكر جدياً بالغاء حفل زواجها، لكنها لم تفعل لانها كانت تشعر ان قدرها يحتم عليها القيام بذلك.
وتصف الاميرة دايانا الليلة التي سبقت يوم زواجها بقولها: "كنت هادئة جداً في الليلة التي سبقت يوم زفافي …، شعرت وكأني نعجة تساق الى الذبح. كنت اعرف ما يحدث ولم استطع فعل شيء حيال ذلك". وخلال العشاء الذي اقيم ليلتها افرطت دايانا خلاله في تناول الطعام ثم اصيبت بالتقيؤ بعد ذلك. وعلى رغم ان اقاربها ظنوا انها مصابة بالتوتر العصبي بسبب اقتراب موعد زواجها، كان ذلك الحادث مؤشراً وعارضاً من عوارض مرض "بوليميا نرفوزا" الذي سيطر على حياة الاميرة دايانا في ما بعد.
وفي 29 تموز يوليو عام 1981، تزوجت اللايدي دايانا من الامير تشارلز في كاتدرائية "سانت بول" في وسط لندن، وشاهد نحو 750 مليون شخص في اكثر من سبعين دولة حول العالم على شاشات التلفزيون العروس الجميلة الخجولة بفستانها اللؤلؤي الالوان الحالم وهي تتبسم بحياء وتقول "نعم" لعريسها الامير. ولم يدر في ذهن احد في ذلك الحين ان دايانا كانت تشعر في ذلك اليوم بأنه "اكثر ايام حياتي حيرة". على رغم ذلك، حاولت الاميرة دايانا اقناع نفسها ان كل شيء سيكون على ما يرام وان كاميلا باركر - بولز ستختفي من حياة زوجها الى الابد. واقنعها حبها للامير بأن حياتها ستعود الى شكلها الطبيعي بعد الزواج. وتقول الاميرة عن تلك الفترة: "كانت لدي امال كبيرة في قلبي". لكن اماني الاميرة العروس لم تتحقق وكان شهر العسل الذي امضته مع تشارلز على متن اليخت الملكي "بريتانيا" الفترة التي شهدت بداية سيطرة مرض "بوليميا نرفوزا" عليها.
اضطراب غذائي
لم يتسم شهر العسل الذي امضته اميرة ويلز مع زوجها بالسعادة والبساطة بل كان في كثير الاحيان مناسبة رسمية وغير عفوية. وكان تشارلز يود امضاء شهر العسل في قراءة كتب الفها صديقه الفيلسوف الجنوب افريقي السير لورنس فان دير بوست ومناقشتها في ما بعد مع زوجته الحسناء. اما دايانا فأرادت التعرف على زوجها بشكل أعمق على رغم انها لم تتمتع برفقته وحيداً الا في ما ندر، خصوصاً في ظل وجود نحو 280 ضابطاً وعاملاً على متن اليخت الملكي. وبدأ قلق دايانا يظهر على شكل نوبات افراط في تناول الطعام، ويذكر الطباخ ومساعدوه العاملون انذاك ان الاميرة كانت تلتهم صحوناً من البوظة وتطلب صنع شطائر ومقبلات خاصة بها بين الوجبات الرئيسية. وكانت شهية دايانا موضع عجب العاملين في القصر الملكي لاحقاً لانها كانت تأكل كميات ضخمة من الطعام وتظل نحيفة على الدوام. ولم يدر احد انذاك ان الاميرة الرشيقة تعاني من اضطراب غذائي يؤدي احياناً الى تدمير حياة المصابين به.
ويصيب مرضى "بوليميا نرفوزا"، الذي عانت منه الاميرة دايانا، عادة الشابات والمراهقات اكثر من غيرهن، ويتسم بنوبات افراط شديد في تناول الطعام تتكرر باستمرار وترتبط عادة بفقدان السيطرة على النفس. وغالباً ما يلي هذه النوبات فترات صيام او تقيؤ متعمد تصحبها تغيرات مفاجئة في المزاج تؤدي الى شعور بالذنب واكتئاب وكره للذات ونزوع نحو الانتحار. وكثيراً ما يظن المصابون بهذا المرض انهم مصابون بالسمنة على رغم انهم يكونون غالباً ذوي وزن طبيعي، ولذلك يلجأون الى الصيام بعد نوبات الشره للتخلص مما يعتبرونه وزناً زائداً. ويؤدي مرض "بوليميا نرفوزا" في مراحله المتقدمة الى خسارة في الوزن، وتوقف عمل الكليتين، وسقوط الشعر وتشوه الجلد، وحتى الموت. وعلاج هذا المرض ليس بالامر السهل لانه ذو منشأ نفساني، ولكنه غير مستحيل خصوصاً اذا عولج في مراحله الاولى.
ترى ما الذي سبب للاميرة دايانا هذا المرض؟ هل يعود اصل مرضها الى طفولتها غير المستقرة او الى غيرتها وعدم ثقتها بنفسها؟ وهل زاد عدم اهتمام الامير تشارلز بها في تفاقم مرضها؟ ربما كانت جميع هذه العوامل مسببة لمرض دايانا الذي حول حياتها الى جحيم لا يطاق ودفعها الى التفكير جدياً مرات عدة بانهاء حياتها.
محاولات انتحار
يعتبر علماء النفس ان محاولات الانتحار، خصوصاً غير الجدية منها، غالباً ما تكون صرخات استغاثة يطلقها الانسان في محاولة لجذب عطف واهتمام من حوله وطلباً للمساعدة. ويبدو ان الحال كان كذلك بالنسبة للاميرة دايانا التي ظنت انها ستلفت انتباه زوجها الامير اليها وتحصل منه على العون والتفهم.
وحاولت الاميرة التعيسة الانتحار للمرة الاولى في كانون الثاني يناير عام 1982 بينما كانت حاملاً للمرة الاولى. اذ عانت جداً خلال تلك الفترة من الغثيان والدوار الذي يصيب النساء الحوامل، اضافة الى الاضطراب الغذائي الذي كان متحكماً بها. وبدا لها ان الامير تشارلز غير قادر او مستعد لتفهمها ويفضل صحبة كاميلا باركر - بولز على تمضية الوقت معها. وهددت الاميرة زوجها بانها ستنتحر في حال لم يغير من موقفه تجاهها، لكنه لم يصدقها وخرج لركوب الخيل في أرجاء المنطقة المحيطة بالقصر الملكي في ساندرينغهام. ونفذت دايانا تهديدها ورمت بنفسها من اعلى الدرج الخشبي في بهو المنزل الى الارض مما اصابها برضوض قوية على رغم ان الجنين لم يتأثر بالحادث.
وتكررت هذه لمحاولات خلال السنوات الاولى من زواج الاميرة دايانا. اذ رمت مرة نفسها على واجهة زجاجية في قصر كنزنغتون حيث تقيم رسمياً مع الامير تشارلز، وقطعت شرايين معصميها بواسطة شفرة حلاقة، وطعنت نفسها بسكين في صدرها ورجليها اثناء مشادة حامية مع زوجها. وعلى رغم ان هذه المحاولات كانت نداء استغاثة من الاميرة، لكن تشارلز لم يعرها اي اهتمام بل زادت هذه الحوادث في شق الخلاف بين الزوجين.
وزاد الضغط على دايانا وجوب قيامها على الدوام بمهمات رسمية تشمل جولات وزيارات والقاء خطب وافتتاح احتفالات وغيرها، اضافة الى اضطرارها للمحافظة على مظهر سعيد متألق واخفاء حقيقة مرضها وما تعاني منه عن الناس. وهكذا كان العالم يشاهد الاميرة الجميلة المختبئة خلف قناعها الزائف، ولم يشك احد في ذلك الحين بما يعتري دايانا في قرارة نفسها او يعرف مدى العذاب الذي تعانيه سوى قلة قليلة من الاهل والاصدقاء المقربين.
فرح الامومة
وبعد ولادة طفلها وليام في 21 حزيران يونيو عام 1982، عاشت دايانا فترة سعادة موقتة لأن فرح الامومة غطى على الاضطراب الغذائي الذي تعاني منه، اضافة الى ان تشارلز اظهر اهتماماً اكبر بها وبالمولود الذي قد يرث عرش بريطانيا يوماً ما. لكن هذه السعادة لم تدم طويلا، وعادت مشاعر الغيرة والقلق تسيطر على دايانا خصوصا بعد سماعها لزوجها يقول لصديقته كاميلا في حديث هاتفي: "مهما حدث سأظل أحبك دائماً". واستمرت اميرة ويلز تعيش في دوامة مستمرة حتى حملها الثاني بطفلها هاري، حيث شهدت اسعد ايام حياتها الزوجية مع الامير تشارلز. لكن لسوء الحظ، كانت ولادة هاري في 15 ايلول سبتمبر عام 1984 المنعطف الذي باعد بين دايانا وزوجها بشكل لا عودة عنه وسبب بداية نهاية زواجهما. اذ كان الامير يتمنى انجاب طفلة، وشعر بخيبة الامل عندما علم ان زوجته انجبت صبياً وعلق قائلاً: "اوه، انه صبي، ولون شعره احمر ايضاً". ولون الشعر هذا تتميز به عائلة سبنسر. ولم يمكث الامير مع زوجته في المستشفى وخرج للعب "البولو"، احدى رياضاته المفضلة. وصرحت دايانا لاصدقائها في ما بعد "ان شيئاً ما مات داخلي" نتيجة تصرف الامير آنذاك. ومنذ ذلك الحين، بدأ الخلاف يظهر الى العلن بين الزوجين وبدأت الصحف بالتكهن عن مستقبل زواجهما. واستمرت دايانا تعيش كذبة السعادة وتعاني من الاضطراب الغذائي حتى العام 1988 الذي شهد تحولها نحو مسار جديد في حياتها.
بداية التغيير
كان يوم 10 آذار مارس 1988 بداية لتغيير جذري في حياة دايانا. اذ كانت تمضي عطلة تزلج في بلدة كلوسترز السويسرية مع زوجها واخيه دوق يورك اندرو وزوجته الدوقة سارة وبعض الاصدقاء. وادى انهيار ثلجي قوي الى مقتل احد مرافقيهم المايجور الرائد هيو ليندسي، وسبب هذا الحادث بداية عملية تغيير داخل شخصية دايانا جعلتها تعي الامكانات والطاقات الموجودة لديها. اذ اراد الامير شارلز الاستمرار في العطلة وكأن شيئاً لم يحدث، لكن زوجته اصرت على ضرورة العودة الى بريطانيا وقالت لزوجها ان مسؤولية مرافقة جثمان القتيل تقع على عاتق الامير وان ذلك اقل مما يجب فعله حيال ارملته سارة التي تنتظر مولودها الاول. وعلّمت هذه المأساة دايانا انها تستطيع مواجهة الازمات واتخاذ القرارات المناسبة، وزادت من ثقتها بنفسها وقدرتها على السيطرة على مشاعرها. وقررت آنذاك ان تبحث عن علاج للاضطراب الغذائي الذي تعاني منه بتشجيع من صديقتها كارولين بارثولوميو التي هددتها باخبار العالم حقيقة مرضها في حال لم تسارع الى تلقي علاج طبي له.
رحلة الشفاء
وبدأت رحلة الشفاء البطيئة بعدما نصح طبيب العائلة دايانا ان تزور الدكتور موريس ليبسدج، اختصاصي الاضطرابات الغذائية في مستشفى غاي في وسط لندن. وبعد حديث مطول مع الاميرة خلص الدكتور ليبسدج الى نتيجة ان المشكلة التي تعاني منها الاميرة سببها زوجها تشارلز وشجعها على قراءة كتب عن مرضها وعلمها كيفية التخلص منه. وبعد ستة اشهر من العلاج، شعرت دايانا انها ولدت من جديد. اذ كانت تتعمد سابقاً التقيؤ نحو اربع مرات يومياً بينما لا تفعل ذلك الآن سوى مرة كل ثلاثة اسابيع. وادى تحسن وضعها الصحي الى زيادة ثقتها بنفسها ما دفعها الى مواجهة كاميلا باركر - بولز بالشكوك التي تساورها حيال طبيعة العلاقة بينها وبين الامير تشارلز. وعلى رغم ان الامير ما زال على علاقة مع كاميلا حتى اليوم، لكن تلك المواجهة خففت من الغضب والمرارة المخزونين في نفس اميرة ويلز وغيرت من اسلوب تعاملها مع هذه المسألة. اذ صارت تشعر الآن بالبرودة واللامبالاة حيال علاقة زوجها مع كاميلا عوضاً عن الغيرة القاتلة التي كانت تدمر اعصابها.
ومنذ ذلك الحين، اختارت دايانا مسلكاً جديداً لنفسها يعتمد على العلاج الروحي كما الجسدي. وهي تخضع لجلسات العلاج البديل الذي يعتمد على التدليك والتنويم المغناطيسي والعلاج بالزيوت العطرية والوخز بالابر. كذلك تؤمن بالقدرة العلاجية لبعض انواع البلورات وتمارس نوعاً من التأمل الصيني يدعى "تاي كاي شوان" يعتمد على حركات بطيئة تساعد الانسان على التوصل الى تناغم بين العقل والروح والجسد. ومنذ نهاية العام 1988، تخضع الاميرة لجلسات علاج نفسي على يد اختصاصي يدعى ستيفن تويغ مما ساعدها على الخروج نهائياً من الفترة العصيبة التي مرت بها والتي تسميها دايانا اليوم ب "العصور المظلمة". وادى هذا التحول في حياة ديانا الى اختيارها مهمة جديدة لنفسها تعتبرها رسالة لحياتها ضمن العائلة الملكية وربما تستعيض بها عن السعادة التي لم تعرفها مع زوجها.
مساعدة الآخرين
في حزيران يونيو 1990، كسرت الذراع اليمنى للامير تشارلز اثناء ممارسته رياضة البولو. وكان ذلك الحادث المناسبة التي ساعدت دايانا على اختيار المسلك الذي تسير عليه حياتها الآن. اذ علمت الاميرة اثناء وجودها بصحبة زوجها في المستشفى ان سيدة متزوجة نقلت الى قسم الطوارئ بسبب نزيف دماغي ادى الى وفاتها في ما بعد. وقررت دايانا ان تقف الى جانب افراد عائلة تلك السيدة في تلك الساعات الصعبة وخففت عليهم من مصابهم. ومنذ ذلك الحين بدأت تكتشف تلك الحاجة داخل نفسها لمساعدة المرضى والعاجزين وركزت اهتمامها على المصابين بمرض الايدز المميت والمدمنين على المخدرات والمشردين. كذلك تابعت نشاط الام تيريزا التي اشتهرت بمساعدة الفقراء والمحتاجين ورعت نشاطات جمعيات خيرية عدة من بينها مؤسسة "برناردو" التي تعنى بالاطفال ومشاكلهم. وهكذا لم تعد الاميرة تحتاج الى اخفاء مشاعرها وراء قناع زائف، بل بدأت لأول مرة منذ سنوات بالتصرف وفقاً لما تؤمن وتشعر به. وهي تصف التغيير الذي طرأ على حياتها بقولها: "لقد توصلت الى اعماق داخل نفسي لم اتخيل وجودها من قبل. وتغيرت نظرتي الى الحياة نحو مسار جديد اكثر توازناً وايجابية".
خيارات صعبة
على رغم ان الاميرة ديانا اكثر سعادة الآن من الاوقات الماضية لكنها مقتنعة ان زواجها من الامير تشارلز فاشل تماماً. لكن الخيارات المفتوحة امام الزوجين ليست سهلة. فالاميرة لن تطلب الطلاق لأنها لا تود التخلي عن اولادها وتعتبر ان دورها داخل القصر الملكي يساعدها على مساعدة الآخرين بشكل افضل. لكن من جهة أخرى، فهي لم تعد تستطع تحمل حياتها مع زوجها وهي مقتنعة انه لا يهتم بها او بالاولاد نتيجة طبيعته الباردة وتربيته الخالية من العواطف. اما الامير تشارلز فهو لن يخاطر بترك دايانا لأن عادات وتقاليد العائلة المالكة لا تحبذ ان يكون وريث العرش مطلقاً. وفي حال قرر تشارلز الانفصال عن دايانا والزواج من كاميلا باركر - بولز سيضطر الى التنازل عن العرش لأن القوانين الملكية ترفض زواج ولي العهد من سيدة مطلقة.
ويبدو ان الاميرة دايانا مقتنعة انها لن تصبح ملكة بريطانيا المقبلة ولكن ذلك الامر في علم الغيب فقط. وعلى رغم انها ستظل بعيدة عن زوجها لكنها سبتقى محافظة على التزامها بالتقاليد الملكية. ومهما خبأ المستقبل لها، فان فصول قصتها التي لم تكتمل بعد ذات مغزى عميق. اذ برهنت هذه الاميرة التي فتنت وشغلت الكثيرين ان المال والشهرة والجمال والالقاب لا تصنع السعادة وحدها، وان القصص الخرافية لا مكان لها في عالم الواقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.