دأبت السينما على الاستعانة بممثلين مفتولي العضلات مثل شوارزنيغر وستالون وفان دام للعب أدوار البطولة في أفلام المغامرات والعنف. لكن ها هي الممثلة الاميركية الناشئة ميلا يوفوفيتش الروسية الأصل تخرق القاعدة المألوفة وتطلق صرعة جديدة في هذا المجال بفيلمها "العنصر الخامس" الذي تؤدي فيه شخصية الكائن المسؤول عن إنقاذ البشرية من قوى الشر التي تظهر مرة كل 5 آلاف سنة. وبالتالي تظهر ميلا في مواقف خطرة وتمارس حركات عنيفة تبقى عادة وقفاً على ممثلين "أقوياء" مثل بروس ويليس شريكها في بطولة الفيلم الذي يعتبر من ألمع نجوم أفلام الإثارة. لمعت ميلا يوفوفيتش في فيلم "البحيرة الزرقاء" الجزء الثاني وهي بعد مراهقة، إذ حلت مكان بطلة الجزء الأول بروك شيلدز، ثم اختارها البريطاني ريشارد اتنبره لتكون زوجة شارلي شابلن الأولى في فيلم حمل اسم العبقري الراحل. واذا سمح الفيلمان للجمهور باكتشاف جمال ميلا وبراعتها في الأداء الدرامي والعاطفي، فمن الواضح انها كانت في حاجة الى دور رئيسي في عمل سينمائي يتكفل بإذاعة شهرتها على المستوى العالمي. وهذا ما حققه لها "العنصر الخامس" بفضل سرعة رواجه ولأن مهرجان "كان" لعب دوره بطريقة فعالة في فتح شهية المتفرجين على مشاهدته على رغم الانتقادات السلبية المتعددة التي تعرض لها الفيلم هناك، اذ اتهم مخرجه الفرنسي لوك بيسون بمحاولة تقليد أفلام المغامرات الهوليوودية وتخليه عن هويته الأوروبية. وليست هذه الحكاية الوحيدة التي أحاطت بالفيلم في الدورة الخمسين لمهرجان "كان"، فقد سرت الاشاعات بسرعة البرق عن علاقة ميلا بالمخرج بيسون وكيف صارحته بأنها لم تعد تعشقه قبل ساعات قليلة من صعودها درج قصر المهرجانات متأبطة ذراعه لحضور سهرة العرض الأول. وترقب الحضور تصرفات ميلا إزاء حبيبها السابق في الندوات الصحافية في "لهفة" لا تقل عن لهفتهم لمشاهدة حركات ديمي مور تجاه زوجها بروس ويليس، فإذا كانت "منقذة البشرية" وضعت حداً لحكايتها الحميمة مع المخرج الذي اكتشف مواهبها واطلقها سينمائياً، فهي رمت نفسها في أحضان حبيبها المزعوم في الفيلم بروس ويليس، ولم تنته المسألة في سهرة تسليم جوائز المهرجان، بل استمرت في باريس، اذ قيل انها قضت مع بروس عشرة أيام بلياليها في غرفة فخمة في أحد أرقى فنادق العاصمة وكاد الأمر ان يؤدي الى الطلاق بين ديمي وبروس الذي شكر ربه على حيازته أسهماً في سلسلة مطاعم "بلانيت هوليوود" تسمح له بتناول وجباته مجاناً اذا ألقت به بطلة "ستريب تيز" في عرض الطريق. "الوسط" التقت النجمة التي لا يزيد عمرها عن 21 عاماً، والفخورة بجاذبيتها وشهرتها المتزايدة، فكان الحوار الآتي: من الواضح انك تميلين الى أداء شخصيات قوية مهما كان اللون السينمائي الذي تشاركين فيه. فهل تختارين هذه الأدوار أم أنها تعرض عليك مباشرة؟ - أنا أميل الى أداء دور فتاة تعرف ما تريده وتكافح من أجل تحقيق هدفها. وللرد على سؤالك، انا أرفض الأدوار الضعيفة وأعبر عن رغبتي الدائمة في تقمص شخصيات قوية تعلي شأن المرأة الحديثة ومن صورتها الاجتماعية. هل تشبهين بطلات أدوارك في حياتك الخاصة؟ - لا. فليست هناك علاقة بين ما أمثله والحقيقة. أنا قوية وأتمتع بشخصية تجعلني اسعى فعلاً إلى بلوغ غاياتي، لكني لا أتصرف مثل بطلات أفلامي ولا أدمج بين الخيال والحياة الواقعية. فلست عاشقة تصارع عناصر الطبيعة كما في "البحيرة الزرقاء"، ولست ممثلة تحاول كسب قلب عبقري زمانه مثلما فعلت زوجة شارلي شابلن التي أديت دورها في "شابلن". أما كوني منقذة البشرية تضحك فهي مسألة اخرى تحتاج الى نقاش عميق قد لا يتسع له وقتنا هنا. تعاونت مع لوك بيسون وهو مخرج متخصص في أفلام المغامرات وسبق له منحك دور المرأة الجاسوسة، بطلة فيلمه "نيكيتا"، وها هو الآن يضعك في مرتبة عمالقة أفلام الاثارة، فما رأيك في هذه الشخصيات النسائية التي تستخدم عضلاتها وتجيد المصارعة على الطريقة الرجالية؟ - أنا خضت هذه التجربة بلهفة كبيرة، واعتقد ان افلام المغامرات ستظل ملكية خاصة لأرباب العضلات البارزة وليس للنساء، لقد أراد بيسون تقديم نسخة مختلفة من لون المغامرات ونجح بفضل حسن معرفته للمرأة، وهذا ما لا يدركه النقاد بعد عندما يتهمونه بتقليد هوليوود. فهو لا يقلد بقدر ما يفتح المجال أمام المرأة كي تعبر عن الجوانب المتعددة من شخصيتها، ولا أعرف أي مخرج هوليوودي يفهم المرأة الى درجة قيامه بنسج حبكة فيلمه على اساس الرغبة النسائية في المغامرة العنيفة. كثيراً ما نسمع بشكوى الممثلات من قلة توافر الأدوار النسائية القوية وها أنت تقدمين الدليل على العكس. ما رأيك في ذلك؟ - صحيح ان الأدوار النسائية في السينما الاميركية غير جيدة عموماً ولا تعطي الأهمية التي تتمتع بها المرأة في الحياة العادية. وتعاني الممثلة في هوليوود بطبيعة الحال من هذه الأزمة، لكن هناك فرص هائلة تتيحها أحياناً سيناريوهات مكتوبة تتضمن شخصيات نسائية جذابة وعميقة وجديرة بالاهتمام. غير ان عدد هذه الأدوار أقل بكثير من عدد الممثلات، وأنا من الأقلية التي تعرف كيف تستغل مثل هذه الفرص. إنها مسألة ذكاء وقوة شخصية وتعبير عن الرغبات الكامنة بدلاً من انتظار العروض من دون المشاركة الايجابية في العثور عليها. هل أديت المواقف الخطرة بنفسك في الفيلم أم لجأت الى بديلة؟ - اعتبرت بعض هذه المواقف نوعاً من التحدي فصممت على التدرب عليها وأديتها بنفسي وأصبت بجروح وحروق، لكن شركة التأمين المسؤولة عن الممثلين رفضت قيامي بتمثيل كل اللقطات الخطرة، وأصرت على اللجوء الى بديل متنكر في زي امرأة وتكليفه القيام بالكثير من الأشياء بدلاً عني. هل فكرت في احتراف عرض الأزياء في يوم ما بحكم طولك الفارع وجمالك الفذ؟ - اشكرك على المجاملة، والواقع اني عملت "توب موديل" اثر عروض مغرية تلقيتها في مجال الموضة. لكني سرعان ما اعتزلت المهنة كي أتفرغ للتمثيل لأني فنانة محترفة تعلمت الدراما وليس عرض منتجات التجميل والثياب. هل يخشى على مستقبل الرجل في السينما بسبب فتح الطريق بهذا الشكل امام المرأة؟ - تضحك لا أتخيل ان الرجل في موقف خطر مطلقاً ويكفي النظر الى العدد الأكبر من الأفلام للتأكد من احتلاله 90 في المئة من السوق في العالم على مستوى السينما، فلا تقلق يا صديقي، أنا لا أنوي إلتهام الرجال أو حرمانهم من البطولات السينمائية ميلا يوفوفيتش تاريخ الميلاد ومكانه: كييف - اوكرانيا 17/11/1975. لون الشعر: أحمر. الجنسية: أميركية منذ حوالي 3 سنوات. المهنة: ممثلة وعارضة ومطربة. العمر الفني: 13 عاماً. وهي وحيدة أبويها والدها طبيب وأمها ممثلة، أنتجت قبل ثلاث سنوات ألبومها الغنائي الأول الذي حمل عنوان "الكوميديا الألهية". والى جانب الغناء فهي تنظم الشعر، اذ كتبت كلمات أغاني الألبوم كلها وهي لا تزال في السادسة عشرة من عمرها. وتستعد لانجاز ألبوم جديد ينتظر نزوله الى الأسواق نهاية العام الحالي، ويضم أغاني منها "الغنمة الزرقاء" و"تعال كما تشاء" و"الوقت الثمين". بدأت تعمل عارضة موديل وهي في العاشرة من عمرها. وبعدما نشرت لها حوالي 200 صورة في مجلات كان بعضها مشهوراً مثل "هاربرز وكولينز" قررت التفرغ للغناء والتمثيل. وشاركت حتى الآن في سبعة أفلام آخرها "العنصر الخامس". وقبل ذلك لعبت أدواراً رئيسية وثانوية في "شابلن" 1992 و"قطار كاتماندو الليلي" 1988 و"العودة الى البحيرة الزرقاء" 1991.