قرأت في صحيفة مسائية في باريس ما يلي: رفع رئيس جمعية مكافحة العنصرية في باريس السيد فودي فيلا قضية ضد رئيس الجبهة الوطنية بزعامة جان ماري لوبان لوصفه إياه بأنه حيوان من الثدييات البدينة، والمجترة ذات الحجم الذي لا يتناسب مع عملها القليل. حتى هذه الأسطر يبدو الخبر من النوع العادي في ركن "أصداء المحاكم" التي تحفل بها صحفنا الشعبية، وغير ملفتة للانتباه. لكن العدالة الفرنسية قالت كلمتها. وماذا قالت؟ هنا يكمن السر الذي أدهشني فقرأت وأعدت القراءة لعلي فقدت التمكن من لغة فولتير. لا والله، فقد أصدرت الغرفة السابعة عشرة من محكمة الناحية الباريسية في حيثياتها الحكم التالي يوم 4 تموز "وحيث أن وصف زعيم جمعية مكافحة العنصرية في فرنسا بالحيوان تُعَدّ غير مهينة بالضرورة...". نعم هذا منظارهم للانسان وهذه هي حقوق الانسان التي يريدونها لنا، والتي ربطوا مساعداتهم لنا، بتطبيقها. وهذا هو الفرق بين معاملتهم للعرب والأفارقة من ناحية، والعبرانيين من ناحية أخرى. فلو صدر مثل هذا الحكم على عبراني لقامت الدنيا ولم تقعد، ولفصل الحاكم، ولرُشت المحكمة بمبيد الحشرات. متى يستيقظ أبناؤنا العرب والأفارقة ويكفون عن أخذ الغرب كمقياس لحقوق الانسان والديموقراطية. ولكن بعد التثبت تبيّن ان الحاكم الذي أصدر هذا الحكم من المعجبين حتى النخاع بالعجوز بريجيت باردو رئيسة جمعية الرفق بالحيوان في فرنسا. محمد علي بن رمضان باريس - فرنسا