أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    ولي العهد: اقتصادنا ينمو بوتيرة متسارعة وبفرص غير مسبوقة    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025م    الذهب يرتفع بعد تهديدات الرسوم الجمركية الأميركية.. وارتفاع الدولار    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    الأسبوع المقبل.. أولى فترات الانقلاب الشتوي    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    حوادث الطائرات    حروب عالمية وأخرى أشد فتكاً    المملكة وتعزيز أمنها البحري    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    رياض العالم وعالم الرياض    "الزكاة ": تقديم البيان الجمركي قبل 72 ساعة من وصول الإرساليات    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    الفيصلي يحتاج وقفة من أبناء حرمة    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    هؤلاء هم المرجفون    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    التعليم تسلط الضوء على تمكين الموهوبين في المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الوزراء العراقي السابق غاب ولم يغير قناعاته . فاضل الجمالي : العراقيون يدفعون اليوم ثمن ثورتهم في العام 1958
نشر في الحياة يوم 14 - 07 - 1997

في الجهة المقابلة لمتحف الشمع "مدام توسو" في لندن، حيث تنتصب تماثيل عشرات الزعماء السياسيين من العالم، لمحت من بعيد سياسياً كبيراً قد لا يعرفه كثيرون إذا رأوه بتلك الحال. كان يتوكأُ عى عصا، ويمشي بخطوات وئيدة، يحاول الانتصاب، لكن اعوام عمره الثلاثة والتسعين اثقلت كاهله، فقوّست ظهره وهو يرفض بعناد ان ينحني لها. قلت لمعرّفي: أليس هو الدكتور محمد فاضل الجمالي رئيس وزراء العراق السابق؟ حدّق وقال: أظنه هو.
اقتربنا منه وسلّمنا عليه، ثم قدّمني صاحبي اليه معرّفاً بأني انا الذي هاجمته قبل فترة في مقال أُعرِّف بكتابه الاخير "فلتشرق الشمس من جديد على الأمة العربية" وزاد ولده اسامه الجمالي: "هذا الذي تساءل متى تشرق الشمس وصدام يطفئها؟!".
هكذا بدأ هذا الحوار الذي استغرق نحو خمس ساعات على مدى يومي 28 و29 آب اغسطس 1996. ففي فندق صغير يقع في منطقة بيكر ستريت وسط لندن اعتاد الجمالي ان ينزل فيه عند زياراته للندن، اتخذ الشيخ الكبير مكانه على أريكة تَسَعْ شخصين في صالة آثاثها قديم من الطراز الفيكتوري.
جلست قبالته ورحت اساءل نفسي: هل هذا هو الفندق نفسه الذي كان ينزل فيه الجمالي في الاربعينات والخمسينات يوم كان يزور لندن بصفته الرسمية في الدولة العراقية؟
اين الصحافة؟ اين الحرّاس؟ اين المرافقون؟ هل هذا هو الجمالي الذي كاد ان يُعدم قبل 38 عاماً؟
كيف سأُحاور رجلاً الفارق بيني وبينه 60 عاماً بالتمام والكمال؟! يوم وُلد الجمالي العام 1903 لم يكن جدّي قد وُلدَ بعد! ويوم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا العام 1932 لم يكن والدي قد وُلد بعد! ويوم أُطلق سراحه من السجن العام 1961 لم أكن أبصرت النور بعد!
بودي ان نبدأ من النهاية، فأنت منذ حرب الخليج الثانية والى اليوم تهاجم الولايات المتحدة. ألم تكن رجلهم الاول في العراق؟
- كنت - وما أزال - صديقهم المخلص، امدح سياساتهم حين اراها قائمة على المبادئ السامية وقيم العدالة كتلك التي اعلنها الرئيس الاميركي ولسون، وهي مبادئ انسانية عظيمة لو عملوا بها واخذت بها الشعوب والدول الاخرى لتجنبوا الكثير من المساوئ. وانتقدهم وانصحهم حينما اراهم يحيدون عنها ويتعاملون مع الدول والشعوب الفقيرة والصغيرة وفقاً لمصالحهم الضيقة وغير المشروعة واهوائهم الشخصية. فأنا اتعامل معهم كند وليس كطرف ضعيف، أنا اعرفهم ولهذا اعتبر من واجبي مصارحتهم بكل ما اعتقده صحيحاً لا مجاملتهم والسكوت على تصرفاتهم.
وهل يستمعون اليك؟
- لا يزال لديّ اصدقاء في الولايات المتحدة وأنا صديق حميم لشعبهم اكتب اليهم والى رؤسائهم - كالرئيس كلينتون مثلاً - ووزرائهم وأنشر في صحفهم ما وجدت الى ذلك سبيلاً لأخاطب الرأي العام الاميركي. واعتقد ان ذلك قد يؤثر في سياساتهم، فالواجب يقتضي منا ان نخاطبهم ونتواصل معهم لا ان نسكت عليهم. انا صديقهم منذ 73 سنة، اذ درست في جامعاتهم سواء في بيروت ام في الولايات المتحدة. وهم ساهموا في تكويني وقد تشبّعت بأفكارهم ومبادئهم واعرف الطريقة التي يفكرون بها وينظرون على اساسها الى الشعوب.
لم تقتصر انتقاداتك على الولايات المتحدة انما تجاوزتها الى هيئة الامم المتحدة حتى وصل الحال بك الى القول انه لم يعد هناك مبرر لوجودها وشرعيتها؟
- انا عضو مؤسس للأمم المتحدة، وأنا احد اثنين ما زالا على قيد الحياة من الذين صاغوا ميثاق الامم المتحدة ووقعوا عليه في سان فرانسيسكو العام 1945. ومن هذا المنطق اتحدث معهم. لست طارئاً على المنظمة الدولية حتى لا يجوز لي انتقادها. فنحن حينما وقّعنا على الميثاق واقررنا مبادئ الامم المتحدة لم نوقّع على منحها صلاحية قتل الشعوب وفرض الحصار والعقوبات غير الشرعية على الدول وشنّ الحروب عليها، انما وقّعنا على ميثاق يُقرّ السلم والامن الدوليين ويُجنّب الشعوب والدول الكوارث ويحقق الامان سواء للدول الخارجة من الحرب العالمية الثانية العام 1945 ام غيرها. ان ما يحصل الآن خرق فاضح لكل المبادئ والاعراف والقوانين الدولية، لهذا اطالب الامم المتحدة بالعودة الى صيغة الميثاق وعدم الانجرار وراء سياسات الولايات المتحدة التي تفرض عليها ارادتها وتتسبّب في انحرافها عن الاهداف التي من اجلها أُنشئت المنظمة الدولية.
لكنك اول مَنْ ادرك هيمنة الولايات المتحدة على الامم المتحدة وانا مستغرب من تأخرك 50 عاماً حتى تقدمت اخيراً باقتراح اجراء اصلاحات فيها. لماذا لم تنتبه الى ذلك في 1945؟
- في ذلك الوقت كانت دول العالم خارجة لتوها من الحرب، والمجتمع الدولي يعاني كثرة المآسي والكوارث التي خلّفتها الحرب. وانتصر الحلفاء ونحن المملكة العراقية معهم. لهذا وافق ممثلو الدول على الميثاق الذي وضعناه بمشاركة الجميع وتعاونهم. ولم يتخلّف احد غير المنبوذين. ناقشنا كل فقرة وكل نقطة ولم يخطر في بال احد بأن هذا الطرف او ذاك ينوي استغلاله مستقبلاً لتحقيق اهداف غير مشروعة. كان الميثاق محل توافق دولي. اما المستجدات فظهرت لاحقاً، فمَنْ كان يتصور مثلاً ان الولايات المتحدة ستنفرد وحدها بالقرارات الدولية. كانت هناك اكثر من قوة دولية واحدة مسيطرة على العالم، ولم تخرج الولايات المتحدة وحدها منتصرة في الحرب العالمية الثانية، انما خرجت معها بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفياتي.
لماذا لم تنتقد صدام حسين في كتاباتك؟
- ليست مشكلتي مع صدام. فأنا لا اعرفه. وكثير مما يُشاع عنه أكاذيب تفبركها دوائر اعرفها واعرف مصادرها وغاياتها. انا لا اعرف شيئاً عن العراق منذ زمن بعيد. ان مبدئي ان لا اشتم احداً، ولذا لا تتوقع مني ان اتحدث بسوء عن صدام. وقد ناقشني اقرب الناس اليّ في ان اكتب شيئاً ضد صدام منذ خمس سنوات فامتنعت وباصرار وبقيت على مبدئي.
اي مبادئ هذه التي تتحدث عنها يا دكتور؟ دمَّر صدام العراق ودول المنطقة فغزا الجيران وقتل الابرياء وأباد الناس بالسلاح الكيماوي، وجعل من أحد أغنى بلدان العالم أفقرها. ألا يُثير ذلك كله في نفسك شيئاً؟
- انتم تقولون ذلك. وأنا لا أعرف الحقيقة. انا لستُ معارضاً لنظام صدام حتى تطالبني بشتمه. وكل ما أعرفه ان أميركا هي التي دمّرت العراق وهي التي سعت الى شنّ الحرب عليه وهي التي تمارس سياسة تجويع الشعب العراقي وانهاءه.
ان هناك مخططاً أميركياً خبيثاً لجعل اسرائيل الدولة المهيمنة على دول المنطقة، ولهذا شنوا حرباً عالمية ثالثة على العراق. لم أعارض في حياتي كلها أي سلطة او حكومة في العراق ولم أنتمِ الى حزب سياسي عراقي لا يوم كنت في الحكم ولا يوم خرجت عنه. ولم أحقد على أحد ولم أهاجم أحداً، فحتى اعدائي الذين انقلبوا علينا في العهد الملكي وحكموا عليّ بالاعدام لا أضمر لهم غيظاً. انني احترم الروح الوطنية لدى عبدالكريم قاسم.
بين عهدين
انت لا تعرف صدام والعراق وتعرف ان هناك مخططاً أميركياً لهيمنة اسرائيل على المنطقة. ما هذا التناقض؟ ألم تسمع بكل ما فعله صدام بالعراق خلال حكمه؟
- أسمعُ وأقرأ وأتساءل لماذا يثيرونها الآن؟ هل هذه الجرائم جديدة؟ لماذا لم يتحدثوا عنها من قبل؟ أين كانت دعاوى حقوق الانسان؟ انني أدرك ان الموضوع ليس موضوع صدام او انتهاكات حقوق الانسان في العراق وما الى ذلك. المسألة أبعد من ذلك بكثير. كان العراق على عهدنا يتمتع بمكانة دولية مرموقة واستطاع الملك فيصل، رحمه الله، ان يُقيم علاقات حسن جوار مع كل الدول الاقليمية…
لكن صدام أساء لكل الدول الاقليمية وفَقَدَ العراق مكانته بين الدول وضاعَ كل ما بنيتموه…
- إذا كان الأمر كذلك فلماذا ثرتم علينا العام 1958؟ ألم تكونوا تعيشون بطمأنينة؟ ماذا فعلنا كي تثوروا علينا؟ انكم تنالون جزاءكم الآن. هل فعلنا ما فعله غيرنا بكم؟ لقد عملنا بكل اخلاص وتفان من أجل شعبنا ووطننا وأعددنا الخطط ووضعنا برامج الاصلاح وأنشأنا مجلس الاعمار لبناء العراق وشرعنا في البناء، واتبعنا سياسة خارجية متوازنة مع جميع الدول، وكسبنا ود الشعوب والحكومات. ولم تدعونا نكمل الطريق فانقلبتم علينا.
كان العراقي في عهدنا يستطيع الوصول الى أي مسؤول في الدولة: الملك، رئيس الوزراء، الوزراء، وغيرهم من المسؤولين. كنتم تستطيعون ان تقولوا ما تريدون وتعترضون وتتظاهرون وتكتبون ما تشاؤون وتُسقطون الحكومات ثم ثرتم علينا وقتلتم رجالنا وسحلتموهم في الشوارع واحلتمونا الى المحاكم. وقد حَكَمَ عليّ فاضل عباس المهداوي بالاعدام و55 سنة سجناً و200 ألف دينار غرامة. لماذا؟!
ان هناك آية في القرآن أرى من الواجب على كل عراقي ان يحفظها عن ظهر قلب تقول الآية 112 من سورة النحل "وضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها رغداً من كلِّ مكانٍ فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون". وها أنتم الآن تدفعون ثمن ما اقترفتموه بأيديكم. لماذا ثرتم علينا؟
أراك تحملنا مسؤولية ما فعله نفر في 1958. فما ذنبي أنا مثلاً ولم أكن ولدت آنذاك؟ ومنْ قال ان عهدكم كان مثالياً؟ تقول ان الله انتقم منا. فلماذا لم ينتقم من الأميركيين؟
- انه ينتقم منهم. انظر اليهم، ستجد عندهم كل الأمراض والعلل والفقر والمساوئ. انهم منخورون من دواخلهم…
لكن حقوقي أنا الأجنبي في بريطانيا مكفولة. فأين حقوق الانسان العراقي في العراق؟
- ولماذا لا تطبقون انظمتهم في العراق وتضمنون حقوق الانسان فيه.
أنت حكمت العراق مرتين رئيساً للوزراء ووزيراً ومسؤولاً في الدولة. لماذا لم تَسْع الى تطبيق هذه الأنظمة؟
- لم أحكم العراق سوى بضعة أشهر، ولم يكن بوسعي تنفيذ أي شيء.
الاستخبارات والأمية
أنت رئيس وزراء وتقول هذا الكلام؟ فمن كان بوسعه ان ينفذ؟!
- كانت الدولة واقعة تحت سلطة العسكر ولم يكن باستطاعة السياسيين ان يفعلوا كل ما يريدون. سأروي لك بعض الحكايات.
في عام 1936 اعدم بكر صدقي 20 شيخاً من شيوخ الفرات وجيء بقرار الحكم الى الملك غازي رحمه الله، وطلبوا منه التوقيع عليه. فسأل الملك: ولماذا يُعدم هؤلاء؟ ماذا فعلوا؟ أراد غازي التحقيق في الموضوع. فأجابوه بأن عليه ان يوقع على القرار ولا يناقش أبداً لأنهم - أي الشيوخ - أُعدموا فعلياً! فوّقع غازي مجبراً ولم يكن عنده خيار آخر وتصوّر الناس ان الملك هو الذي اعدمهم، وهم لا يعرفون الحقيقة.
هكذا كان العسكر يتدخلون في السياسة ويفرضون رأيهم علينا لأنهم يملكون القوة ولم يكن باستطاعة الدولة تجريدهم منها او الاستغناء عنهم.
سأعترف لك بأننا نتحمل مسؤولية نقصين كبيرين كانا في الدولة أيامنا لم نستطع سدّهما، الأول: لم يكن لدينا جهاز استخبارات كفء او حتى عادي. ولم نعتنِ به. أتذكر انني في يوم محاكمتي أمام المهداوي جيء بمرعي مسؤول الاستخبارات ووضع أمامي في قفص الاتهام. فسألته: أين كانت استخباراتك يا مرعي يوم الانقلاب؟ أجابني: أي استخبارات يا دكتور؟ لقد حلّ عبدالاله الوصي على عرش العراق هذا الجهاز قبل أشهر وأحالني الى وظيفة تشريفات في القصر!
اما النقص الثاني فهو: اننا لم نثقف الشعب العراقي كما يجب. وبصفتي مسؤولاً عن التعليم فأنا أتحمل جزءاً من مسؤولية تدهور التعليم في العراق. لقد اعتمدنا العلمانية في مناهج الدولة وكان هذا خطأ فادحاً، كان يفترض ان يكون التعليم اسلامياً فالعراقيون معظمهم من المسلمين.
عاصرت احد عشر وزيراً في وزارة المعارف كعبدالحسين الجلبي وابو المحاسن وسيد عبدالمهدي المنتفكي وغيرهم. معظم الوزراء كانوا أُميين يأتون الى الوزارة لا يعرفون شيئاً عنها ولا يعمرون فيها طويلاً، وما ان احاول اعطاءه لمحة او صورة عن التعليم في العراق ليضع مخططاته حتى يُعزل الوزير من وزارته بحيث لا يُعطى فرصة كافية لتنفيذ ما اتفقنا عليه.
هذان النقصان هما اللذان أوديا بحياة المملكة العراقية.
وماذا عن ساطع الحصري؟
- لم يكن ساطع يعرف طبيعة المجتمع العراقي وكُلّف بوضع مناهج التعليم في العراق فدخل في مشاكل معي ومع وزراء ومسؤولين وشعراء ايضاً. ولعل قضيته مع محمد مهدي الجواهري واتهامه اياه بالشعوبية مشهورة. ولكن انقل لك قضية أخرى حصلت للجواهري وهو لا يعرف الى الآن اني وراءها.
كان الجواهري يعمل مصححاً لغوياً في وزارة المعارف. وفي احد الأيام كتب قصيدة عن "طبع العشائر وعشائر الطبع" أثار عليه المسؤولين فصدر قرار بعزله من الوظيفة وشُكل مجلس انضباط يتكون من ستة أشخاص - في ما اتذكر - كنت أحد اعضائه بصفتي مديراً للمعارف وقتذاك - لننظر في قرار عزل الجواهري. فأرسلنا اليه وطلبنا منه قراءة القصيدة بحضورنا فقرأها وخرج.
سألت الحضور عن المعاني النقدية التي احتوتها القصيدة، وما هو رأيهم فيها. ثم قلت لهم: ان كان ما قاله الجواهري صحيحاً وهو صحيح بلا شك. فعلام عزله من الوظيفة؟ فالرجل لم يقل إلا الحقيقة. وإن كان ما قاله خطأ. فهو شاعر، وورد في الآية "والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر انهم في كل وادٍ يهيمون. وأنهم يقولون ما لايفعلون". وطالبت بالغاء القرار. وعاد الجواهري الى وظيفته واستلم جميع رواتبه المستحقة. وهو لا يعلم أنني وراء هذه القصة.
ما رأيك في الكتابات التي تتهمك بخيانة العراق والعمالة للأميركيين؟
- هذه الكتابات ليست منصفة، غالباً كان كتابها يرجعون الى خصومي - خصوصاً السياسيين منهم - ويسألونهم عن أمور تخصني فروي لهم هؤلاء أشياء وحكايات لم تحصل أبداً أو انها حصلت فعلاً ولكن ليس كما يرويه الخصوم. ولو كان هؤلاء الكتّاب يعودونني لذكرت لهم الحقيقة ولأجبتهم بمنتهى الصراحة عن كل ما يودون سؤالي عنه.
سأعطيك مثلاً: قامت الدنيا ولم تقعد على معاهدة بورتسموث بيننا العراق وبين بريطانيا، والأمر نفسه مع سياسة الاحلاف والمواثيق، وأنا مستغرب لأنه حتى المؤرخين العراقيين لم يفهموها على حقيقتها لذلك ادعو الى اعادة دراسة تاريخ العراق من جديد بعيداً عن التشويه والتشويش.
من هم خصومك السياسيون؟
- توفيق السويدي رئيس وزراء العراق إبان العهد الملكي مثلاً. كثيراً ما كانوا يرجعون اليه فكان يتقول عليّ أشياء كثيرة، وهو من المتحاملين عليّ.
لقد أفتري عليّ كثيراً وأنا رددت على الكثير من الافتراءات في كتبي.
كيف كانت علاقتك بنوري السعيد؟
- كانت علاقة شخصين مختلفين في كل شيء، فنحن من مدرستين متباينتين في النشأة وممارسة الحكم. لنا عقليتان متمايزتان متنافرتان. حكم نوري السعيد العراق حكماً بوليسياً. كان يريد إلغاء الاحزاب ومنع الصحف وحرية التعبير عن الرأي. عمل على إنهاء الشيوعيين وإبعادهم عن الحكم. أما أنا فخلافه تماماً. وقد قارنت بين أسلوب حكمينا في أحد كتبي.
وماذا كان كامل الجادرجي؟
- يضحك كان الجادرجي كثيراً ما يبحث في أصول الناس وأحسابهم وأنسابهم فكان يقول مثلاً: انظر الى هذا، انه هندي "مبين من شكله"!
هل أنت سياسي أولاً أم معلم؟
- التربية والتعليم مجال تخصصي الأول اذ قضيت أكثر سنوات عمري في هذا المجال، وشهاداتي الجامعية في التربية وعلم النفس. كانت رسالتي للدكتوراه التي قدمتها الى جامعة كولومبيا العام 1932 عن "أخلاق البدو" وهي لم تترجم الى اللغة العربية حتى الآن.
حين استلم بكر صدقي رئاسة الوزارة وصلني تهديد بالقتل جاءني به حكمت سليمان واخرج التهديد مكتوباً من جيبه، وسألني ماذا تريد ان أفعل لك يا دكتور؟ قلت له أريد السفر الى تركيا. هيأ حكمت لي الطريق وسفرني الى تركيا. بقيت هناك فترة أبحث في مجال التعليم، فألفت كتاباً عن التعليم في تركيا الحديثة، نال اعجاب كثيرين واشترى منه الاتراك 400 نسخة. وحين عدت الى العراق كان بكر صدقي انتهى مع حكومته.
هل تعتقد انك حققت كل أمانيك وطموحاتك؟ وما هي انجازاتك؟
- كلا... كانت لي أمنيات كثيرة لم استطع تحقيقها. كنت أتمنى ان أرى الدول العربية موحدة وقد بدأنا بفكرة الوحدة مع سورية. وأنا صاحب فكرة "الاتحاد الهاشمي" بين مملكتي العراق والأردن وانا أول من استخدم مصطلح "الناصرية" بحق المرحوم جمال عبدالناصر. وكنت وراء إدخال الشبيبي وعبدالواحد آل سكر في مجلس الأعيان. وقد ساندت الدول الضعيفة والمستعمرة ودعمت مطالباتها في التحرر والاستقلال والتخلص من الاستعمار ولم أبخل بشيء. إن حب فلسطين يسري في دمي ولحمي. يجب ان تتحرر هذه الدولة ويعود أهلها اليها وتعود اسرائيل من حيث أتت.
لقد وقفت الى جانب الحق طوال حياتي، ولم أخش في الله والحق لومة لائم، ولهذا حين حكم علي المهداوي بالاعدام وقف الى جانبي مسؤولو دول العالم وطالبوا الحكم الجديد بإطلاق سراحي رادّين الجميل اليّ.
مثلُ منْ؟
- جمال عبدالناصر وداغ همرشولد السكرتير العام للامم المتحدة وجواهر لال نهرو والملك محمد الخامس ملك المغرب.
ولكن كيف أطلقت ومن له الفضل؟
- إنه الملك محمد الخامس اذ زار في تلك الفترة دولاً عربية عدة ورفض زيارة العراق قائلاً لعبدالكريم قاسم إلا ان تطلق سراح الجمالي، فأعطاه قاسم وعداً بذلك فزار العراق في شهر رمضان وبقي اياماً في بغداد يلح على عبدالكريم لاطلاق سراحي حتى خفض الحكم بحقي الى عشر سنوات ولم يرض محمد الخامس رحمه الله حتى أطلق سراحي العام 1961م وبعد خروجي من العراق عرض علي ولده الحسن الثاني الإقامة في المغرب، لكني اخترت تونس.
ولماذا تونس؟
- هكذا كان... لقد كرمني الحبيب بورقيبة ومنحني وساماً ودرجة المواطنة، واحترمني، وسمى شارعاً في تونس باسمي ومنحني بيتاً يدفع ايجاره من خزينة الدولة، وسيارة وسائقاً وسمح لي بممارسة مهنتي التعليم في تونس حتى كبرت فأحلت على التقاعد.
كيف هي علاقتك بالرئيس زين العابدين بن علي؟ أعتقد أن باستطاعتك الحصول على أذن الزيارة...
- علاقة جيدة. وهو يحترمني كثيراً. ما من مناسبة الاّ ويدعوني اليها وحين ينزل من منصة الخطابة يمشي خطوات اليّ ويصافحني ويُسلّم عليّ ويسألني عن حالي، فيستغرب بعض من لا يعرفونني ويقولون مَنْ هذا الذي يذهب اليه الرئيس للسلام عليه!
كم كان راتبك عندما كنت رئيساً للوزراء او وزيراً في العراق؟!
- يبتسم كان راتب الوزير على عهدي 100 دينار عراقي وليس هناك اي مخصصات اضافية لسيارة او سائق وما الى ذلك. كان على الوزير ان يحضر سيارته الخاصة وسائقه معه الى الدوام او الاجتماعات، والحكومة ليست ملزمة بتغطية هذه المصاريف. اما راتب رئيس الوزرار فكان 200 دينار.
وحين اصبحت رئيساً للوزراء، اقترحت مضاعفة راتب الوزير الى 200 دينار على ان يُطبّق هذا الاقتراح القرار بعد انتهاء حكومتي، كما ألغيت مظاهر الحراسة وغيرها.
أما زلت تستلم راتبك التقاعدي من السفارة العراقية في تونس؟
- يتحسّر بعد مجيء البعثيين الى السلطة في 1968 قطعوا راتبي التقاعدي، وهو حق لي ولأسرتي، اذ خدمت العراق وكنت موظفاً في الدولة العراقية، والدولة تقتطع جزءاً من الراتب لاغراض التقاعد. ومنذ ذلك التاريخ لم استلم درهماً واحداً من الدولة لا من السفارة العراقية ولا من غيرها.
الحكومة التونسية هي التي أجَرَت لي راتباً اعيش منه. لم أكن املك شيئاً يُذكر، كان لي بيت في بغداد صُودر مني وحين أسأل بعض الناس عنه اليوم يقولون انه تحول الى خَرِبة يسكن فيها بعض البدو الذين لا اعرفهم.
حكم عليّ المهداوي بغرامة قدرها 200 الف دينار. لم يكن عندي شيء من هذا. انتم الذين اتهمتمونا اتهامات شتى. لماذا ثرتم علينا؟
لم أتهمك انا! اتهمك خصومك الذين رأوا انك وغيرك من سياسي العهد الملكي ربطتم العراق بأحلاف ومواثيق استعمارية.
- ابداً. لم يكن حلف بغداد حلفاً استعمارياً كما زعموا. كان حلفاً لمصلحة العراق. لمواجهة خطر الشيوعية الذي بدأ الزحف على بلداننا العربية والاسلامية. ان الشيوعيين يدعون الى الكيان البهيمي الاول وكان لا بد من مواجهتهم. هل تعلم ان عبدالناصر كان من الممكن ان يكون زعيماً لهذا الحلف وذلك لعلاقته بتركيا في ذلك الوقت؟ لقد اسمعته كلاماً لم يسمعه من أحد طوال حياته. نحن فعلنا كل ما في وسعنا من اجل العراق سواء من خلال المعاهدات او الاحلاف التي دخلنا فيها. يجب اعادة النظر في كل ما زعمتموه في السابق.
هل تشعر ان هناك طائفية في العراق؟
- انها موجودة في العراق، ولكن ليس بشكل فاضح، وعلينا ازالتها من خلال التفاهم المشترك وليس عن طرق القوة، فحينما كنت في المعارف اعتمدتُ اسلوب المخصصات وفتح المدارس وما الى ذلك على اساس النِسَب السكانية وليس على اسس اخرى كالنخبوية وغيرها ممن كان يعتمد عليها غيري. وهذا الاساس هو الذي فتح الابواب امام الشيعة للحصول على نصيبهم في التعليم. كنت ولا زلت اشجع وأحث على التزاوج بين الشيعة والسُّنة للاختلاط واذابة الفوارق بينهما. أنا شيعي مثلاً ولكني مسجل في سجلات محاكم بغداد سني شافعي المذهب. هل تعلم لماذا؟!
بالطبع لا.
- لانني حينما اردت الزواج من زوجتي الاميركية كان المرجع وقتذاك السيد أبو الحسن الاصفهاني جد موسى الموسوي.
نعم كان جده افتى بالزواج من غير المسلمة زواج متعة اي زواجاً موقتاً فقلت للقاضي الجعفري السيد حسين كمال الدين انني لا اريدها زوجة مؤقتة انما انوي ان تكون زوجتي وكانت مسيحية مدى الحياة. فقال لي: لا يجوز ذلك لانها كتابيّة، على رأي السيد الاصفهاني.
وتعجبت من هذا الرأي فذهبت ابحث عن رأي آخر بين المذاهب الاسلامية يجيز لي الزواج الدائم. ووجدت الشافعية يقولون بذلك. ولهذا سُجِّلت شافعياً.
ما رأيك بحكم صدام حسين؟
- اعرف ان صدام قاسٍ لا يرحم، ولو كان بدلاً من عبدالكريم قاسم لأعدمني فوراً في 1958. أول مرة سمعت باسمه عندما تعرضت مجموعة من البعثيين لمحاولة اغتيال قاسم كان هو احدهم. يومها راودني احتمال اعدامي، فسارعت الى ارسال برقية الى عبدالكريم اهنئه فيها على سلامته من محاولة الاعتداء يضحك ثم يمتعض الذين انقلبوا علينا في 1958 قتل بعضهم بعضاً، وشاء الله ان اعيش بعدهم الى اليوم. تصور حينما سأل جمال عبدالناصر عبدالسلام عارف عني. اجابه عارف: ان ثمن رأس الجمالي لا يكلفني سوى عشرين فلساً. فاستغرب عبدالناصر هذا الجواب.
مَنْ نقل لك هذه الرواية يادكتور؟ لقد ذكرتها في كتاباتك لكنك لم تذكر المصدر.
- نقلها لي احد اعضاء الوفد العراقي الذي حضر ذلك اللقاء.
مَنْ هو؟
- يفكر قليلاً انه فائق السامرائي، ولهذا الرجل حكايات كثيرة معي.
ما هو هدف زيارتك هذه الى لندن؟
-أنا ازور لندن بشكل مستمر ومنذ سنين طويلة. وَلَدي الكبير ليث مريض وهو يُعالج في اسكتلندة آتي للاطمئنان عليه.
هذه المرة جئت بكتبي لاطبعها من جديد، كنت طبعتها في تونس وبقيت محدودة التداول والانتشار مقتصرة على تونس ودول شمال افريقيا. ونظراً لاهميتها واهمية ما ورد فيها الكتب من مواضيع وذكريات وحوادث اتمنى ان يطلع عليها اكبر عدد من القراء والمثقفين والسياسيين. لذا فاني ابحث عن ناشر ولم يحصل اي اتفاق لحد الآن مع اي واحد منهم. انني اتمنى ان ارى كتبي في لندن قبل ان أموت.
بعد هذه التجربة الطويلة ماذا تقول للعراقيين؟
- أقول لهم توحدوا واتفقوا على كلمة واحدة طيبوا نفوسكم وارتفعوا بها فوق الضغائن والاحقاد. ان بلدكم ينتظركم. افعلوا كل ما من شأنه ان يخدم بلدكم. قولوا قولة الحق ولا تخشون من احد. "ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
هل تتمنى عودة الملكية الى العراق؟
- هذا خيار العراقيين اذا اتفقوا حققوا كل ما يريدونه. لا تنسى انني ملكي الولاء.
أتتمنى زيارة بغداد؟
- يطرق قليلاً يحرك رأسه يسحبُ نَفَساً عميقاً ويجيب بصوت متحشرج نعم... ولكن ليس تحت ظرف الحصار، انني لا أريد ان أرى الناس بهذه الحال جوعى، لا غذاء، لا دواء.
هل تعني انك ستزورها بعد زوال الكابوس؟
- نعم... يضحك ولكن يومها سأكون قد مت!
سيرة الجمالي
- ولد محمد فاضل بن الشيخ عباس الجمالي العام 1903 في مدينة الكاظمية قرب بغداد، لأسرة دينية ملتزمة. كان أبوه رجل دين معروفاً.
- درس في مدرسة الامام الخالصي وفي دار المعلمين في بغداد، وأجاز له الامام الشيخ مهدي الخالصي السفر للدراسة في الجامعات الاميركية.
- التحق بالجامعة الاميركية في بيروت العام 1922 وتخرج منها العام 1927. غادر الى الولايات المتحدة لإكمال دراسته.
- حاز على الاستاذية والدكتوراه في 1932 من جامعة كولومبيا. وكانت رسالتاه لنيل الماجستير والدكتوراه في التربية وعلم النفس.
- عاد الى العراق ليوظف في مجال التربية، فعيّن مرشداً عاماً ثم مديراً للمعارف حتى 1942.
- في 1943 نُقلت خدماته الى وزارة الخارجية وتولى حقيبتها ثماني مرات في حكومات عدة.
- ترأس مجلس النواب مرتين.
- تولى رئاسة الوزارة مرتين خلال العهد الملكي، كانت الأولى في 17 ايلول سبتمبر 1953 واستقالت حكومته في 27 شباط فبراير 1954. وشكل حكومته الثانية في 8 آذار مارس 1954 واستقالت في 19 نيسان ابريل 1954.
- يجيد الانكليزية بطلاقة ويتكلم الفارسية والتركية والفرنسية.
- القي القبض عليه عام 1958 من قبل الانقلابيين وأحيل الى محكمة المهداوي فوجهت إليه تهماً شتى وحكم عليه بالاعدام والسجن 55 عاماً مع غرامة مالية قدرها 200 ألف دينار. ثم خفضت الاحكام فيما بعد الى عشر سنوات حتى اطلق سراحه العام 1961.
- اختار تونس منفى له. ومنحه الرئيس الحبيب بورقيبة درجة المواطنة ووسام الاستحقاق وسمى شارعاً باسمه. وهو كان يعيش فيها منذ ذلك الوقت.
- في 24 مايو أيار 1997 توفي الجمالي في احد مستشفيات تونس عن عمر يناهر 94 عاماً، ودفن بعيداً عن وطنه وأهله.
- ترك مؤلفات شتى وعشرات المقالات في الصحف، ومن كتبه:
- العراق الجديد: مشكلة تربية العشائر البدوية فيه اطروحته للدكتوراه باللغة الانكليزية.
- التربية والتعليم في تركية الحديثة.
- اتجاهات التعليم في المانيا وانكلترة وفرنسة
- الخطر الصهيوني.
- مواقف وعبر في القضية الفلسطينية.
- مواقف وعبر سياستنا الدولية.
- وكتب اخرى آخرها "فلتشرق الشمس من جديد على الأمة العربية" طبع 1996.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.