* سأكشف قصة الأسرى الكويتيين * أبلغت زوجتي بقرار الخروج قبل عشرة أيام كشف الفريق الاول الركن حسين كامل، في حديث الى "الوسط" ان الاتصالات العراقية - الاسرائيلية بدأت في 1987 ومستمرة الآن عبر قنوات عدة. وقال ان حالة من التململ تسود الجيش العراقي والحرس الجمهوري وان العسكريين ينتظرون الفرصة. ونفى حسين كامل ان يكون قد أطلع اي جهة على قراره قبل مغادرة البلاد وقال انه كان قادراً على انهاء صدام لكن صلات القربى والتقاليد منعته من ذلك. وأعرب حسين كامل عن أمله في اجراء اتصالات مع الولاياتالمتحدة مشيراً الى انه سيزور دولاً عربية لشرح موقفه والوضع في العراق وكشف عن اتصالات اجراها مع سورية عبر سفارتها في عمان. وقال ان عدي، نجل الرئيس العراقي، "مجنون سلطة ومال ويطمح الى ازاحة والده" وحمل بعنف على برزان التكريتي وحمّله مسؤولية اعدامات حصلت في العراق واكد ان العلاقات بينهما مقطوعة. وذكر كامل ان الرئيس العراقي يكنّ كراهية شديدة لدول عربية وزعمائها، ووعد بكشف رواية عن الأسرى والمفقودين الكويتيين في الوقت المناسب. لماذا قررت مغادرة العراق، ومتى اتخذت قرارك؟ - تفكيري في مغادرة بغداد ليس جديداً، لكن الذي أخرني هو مجموعة روابط وضوابط بينها صلات القربى والعائلة. كنت انتقد اخطاء النظام من الحروب المستمرة الى معاداته الدول العربية وتآمره عليها وإدخال العراق في أمور أكبر بكثير من حجمه، وهذه الأمور جعلت العراق بلداً ضعيفاً ومنهكاً ويعيش حالة صعبة. هل سبق خروجك صدام مباشر مع الرئيس العراقي او نجله؟ - شخصي تقصد؟ نعم. - لم يكن هناك أي صدام شخصي ومباشر مطلقاً. ولكن الصدام المباشر كان حول ضرورة ان يصحح النظام من أخطائه وأن يعالج أموره. كنت أوضّح هذا بشكل مستمر، وهذا حصل منذ سنوات وليس منذ أيام. خلال مؤتمر الحزب بعد نهاية حرب الخليج، أوضحت موقفي ووجهت انتقادات شديدة لم تسفر عن تصحيح المسيرة، وعندما كنت وزيراً للدفاع استقلت من منصبي بسبب استمرار هذه الاخطاء، وتركت العمل وجلست في منزلي أشهراً عدة، ثم دعوني لحضور اجتماعات وأوضحوا لي أنه من الصعب معالجة بعض الاخطاء بسبب الظروف وبعد أن تركت العمل وجلست في منزلي، حصلت محاولة لاعادتي، وقالوا لي ان هذه الاخطاء بحاجة الى وقت وظروف مناسبة لمعالجتها، أقنعوني بالعودة الى العمل فعاودت نشاطي في الدولة، تسلمت مسؤولية عدد من الوزارات، ولكن رأيت أن الأخطاء مستمرة ومنها التخطيط لغزو جديد للسعودية والكويت جرت مناقشته في أكثر من مناسبة. وأعلنت أنني ضد هذه التحركات، وقلت أن السياسة الداخلية تتميز بالبطش والإيذاء كما أن الاعدامات التي تجري لا يتصورها أي عقل، ففي العراق سجون ومعتقلات صعبة، والمواطن يعامل معاملة رديئة. وبين أزلام النظام من يستغل الفرص ويجمع المال ويحاول فرض رأيه على الكثير من الوزارات. كل هذه كانت أشياء غير مشجعة بالنسبة لي. انها أمور عجلت في اتخاذ قراري. وبدأت أشرح وأوضّح وأنتقد بقوة، ولم يخل اجتماع لمجلس الوزراء من انتقادات قوية وشديدة كنت أوجهها. وسبب عدم تصديهم لي، هو أن تاريخي معروف، فقد قمت بأشياء جيدة لمصلحة بلدي. وكان مثل هذا الأمر يجعلهم في وضع صعب اذا فكّروا في ابعادي عن السلطة، لسببين، الأول ان العراقيين سيحتجون ويفسرون ذلك تفسيرات كثيرة، والسبب الثاني انهم يحتاجون الى عملي داخل البلد. في نهاية الامر قررت ان اخرج وأعمل. لم أرغب في القيام بنشاط داخل بلدي بسبب صلة القربى وقوة العلاقة العائلية، لأن هذا يعتبر شيئاً معيباً في عرفنا. ولكن أن أخرج من البلد وأعمل جهراً ضد النظام فهذا من حقي، خاصة وأن النظام معروف بالأذى الذي ألحقه ببلده وبالمنطقة العربية كلها والدول المجاورة خصوصاً. كل هذا جعلني أترك بلدي بشكل مفاجئ وأعلن عن بدء عملي ضد النظام. أشرت الى وجود اخطاء قالوا انها غير قابلة للتصحيح سريعاً. ما هي هذه الاخطاء؟ الاخطاء كانت في السياسة الخارجية للنظام، لماذا يخفي العراق مستندات مهمة عن مجلس الأمن بعد أن وافق على قرارات المجلس، ثم ان اسلحة التدمير الشامل دُمرت في العراق. لماذا الاستمرار في اخفاء هذه الاوراق لسنوات، والتسبب في مضاعفة معاناة الشعب العراقي من الحصار، لقد فقدت الحكومة العراقية مصداقيتها أمام العالم، لا يوجد احد يصدق ما يقوله العراق الآن، لأنه يقدم كل يوم رواية جديدة للأحداث. هذا اضافة الى الاعدامات والمسيرة الداخلية للحكم. لم يكن هناك اهتمام بالانتاج المحلي وبرعاية الانتاج، أخطاء كبيرة تحصل. الاعدامات ترتكب يومياً. هناك عمليات تبديل مستمرة للقيادات العسكرية والمدنية ودفعها الى ادوار هامشية لتبقى الزعامة في العراق لرجل واحد. قيل الكثير عن خلافات داخل العائلة، ما صحة هذه الخلافات، وما هو موقع عدي وقصي فيها؟ - لا توجد خلافات جوهرية. هذه حقيقة الأمر، كان برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام يثير الخلافات، لكنه شخص ساقط في كل العائلة وكل المجتمع العراقي. باستثناء ذلك، هناك حساسيات بسيطة، لم يكن لها تأثير مطلقاً. حصل خلاف يوم دخولي الأردن وأطلق عدي النار مباشرة على وطبان وأربعة رجال آخرين وست نساء، وكان الخلاف بسيطاً لكنه أدى الى هذه الحالة. رحلة الخروج الى عمان ماذا كانت أسباب هذا الخلاف؟ - الأسباب أن لؤي خيرالله طلفاح دخل في مشادة كلامية مع نمير دهام ابن اخ وطبان، على احد المواضيع. والحقيقة ان عدي يمتلك شركة لحوم عراقية وهي قطاع مشترك تستورد اللحوم بسعر الدينار العراقي سابقاً أي عندما كان الدينار يساوي اكثر من ثلاثة دولارات أميركية، ويبيع اللحم في السوق بالسعر السائد حالياً. ونتيجة لتوفر اللحوم تولوا موضوع غذاء الجيش العراقي، وشارك لؤي حسن القصاب، أعتقد ان التجارة كانت سبب الخلاف الذي حصل في مزرعة حسن القصاب وبحضور صلاح وعلاء القاضي. عندما حصل الشجار، ذهب لؤي للاستعانة بعدي، وأطلقوا النار على وطبان وعلى من كان معه. هل يمكن ان تصف لنا رحلة خروجك من بغداد الى عمان؟ - خروجي معروف، اذ لم أكن أخضع لتحديد في حركتي، أنا مسؤول في الدولة العراقية، واسمي معروف وعلاقاتي معروفة، خرجت في صورة طبيعية بسياراتي وحماياتي. خرجت عصراً الى أن وصلت الحدود بشكل عادي، ثم دخلت الى الأراضي الأردنية، لم يكن الأردنيون على علم مسبق بوصولنا. كانوا في العادة يرسلون سيارات لاستقبالنا ورعايتنا عندما نخبرهم بزيارتنا لعمان، لكن هذه المرة فضلت ان لا أخبر المسؤولين الأردنيين خشية الحديث عن تنسيق وأن يقولوا في بغداد انني عميل ولديّ اتصالات مع المخابرات الأميركية. ان النظام العراقي يتهم كل شخص يقول الحقيقة عن وضع العراق. لقد وصفوني بأنني عميل لدول أجنبية اخرى، لهذا قررت الخروج بشكل طبيعي وفي وضح النهار. كان فريق الحماية معي كبيراً، وعند وصولي الى عمان طلبت منه العودة الى بغداد. لم تكن السلطات الأردنية على علم بوصولي لتوفر لي قصراً للضيافة أو مكاناً للراحة. حوالي الرابعة فجراً، أوقفنا سيارة تاكسي في وسط عمان، وطلبنا منها ان ترشدنا الى أي فندق، ولم يعرفني سائق التاكسي، وكان يسير أمامنا، دخلنا الفندق، وجلسنا حتى الصباح، بعدها اتصلت بجلالة الملك حسين ووضعته في اجواء الخطوة التي اتخذناها. ذكر أنك اطلعت الملك حسين في موعد سابق على خلافك مع الرئيس العراقي، هل هذا صحيح. وما هو جوهر الخلاف؟ - لم يكن لديه اي اطلاع، لم يكن هناك أي خلاف مطلقاً، لقد تحدثت مع الملك حسين في السابق عن خلافات في العمل الرسمي، اما خلافات شخصية، فلا يوجد أي خلاف بيني وبين الرئيس العراقي. وكان خطاب الملك حسين واضحاً، اذ قال انه لم يكن يعرف بأسباب خروجنا. بكلام أدق، هل كان الملك حسين يعرف بقراركم مغادرة بغداد بهذه الطريقة؟ - أبداً، عرف بعد أن قابلته في عمان، وأبدى ترحيبه، وهذا شيء نشكره عليه ونقدره له، كما نقدّر للشعب الأردني على ما قام به تجاهنا وهو عوّدنا في السابق والحاضر على مثل هذه المواقف. قلت بعد وصولك الى عمان ان النظام فقد مصداقيته العربية والدولية، فهل تعتبر ان التغيير في العراق حتمي ووشيك؟ - كل العراقيين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين أصبحوا بعيدين عن النظام، علماً أن النظام كان يتمتع بثقة المجتمع العراقي، لكن سياسة الحروب والسياسة الداخلية كشفتا ان النظام صار بعيداً عن الحقيقة الأمر الذي أفقده مصداقيته. الجيش ينتظر الفرصة كيف ترى الوضع داخل المؤسسة العسكرية العراقية وتحديداً داخل الحرس الجمهوري والمجموعة التي تنتمي الى منطقة تكريت؟ - الحرس الجمهوري لا ينتمي الى منطقة تكريت، الحرس الجمهوري كبير ويضم أفراداً وضباطاً من كل محافظات القطر العراقي. الحرس الجمهوري أنا مؤسسه منذ البداية وشاركت فيه كل عشائر العراق في الجنوب والشمال والوسط. حالياً كل القطاعات العسكرية بما فيها الحرس الجمهوري والحرس الخاص تعيش حالة تململ شديد، وتنتظر الفرصة، بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من النظام وبشكل لا يتصوره العقل. حتى قائد الفرقة أو قائد الفيلق لا يضمن موقعه ولا حتى حياته، تراه يتحدث مدافعاً عن النظام، لكن في حقيقة الأمر فان موقفه غير ذلك، انا اعرفهم وتفاعلت معهم، وعندي علاقات وطيدة معهم سواء كانوا في الحرس او في الجيش. هل اطلعت الاميركيين على ما لديك من معلومات، وهل التقيت ممثلين لدول عربية؟ - بأي خصوص تقصد المعلومات؟ في ما يتعلق ببرامج التسليح العراقية، وما تم اخفاؤه من معلومات؟ - لا، لم تجر أي اتصالات بيني وبين الأميركيين، وان كنت أرغب في مثل هذه الاتصالات. انني أرغب بالاتصال مع الدول العربية أي مع الأردن والمملكة العربية السعودية والكويت وسورية، كما انني أنوي الاتصال بالعواصم الغربية الفاعلة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة لأنها تتمتع بنفوذ وتأثير كبير في منطقتنا العربية. في ما يتعلق بأسلحة التدمير الشامل، رأيي واضح، وعلينا أن نقدم هذه المعلومات لأن اخفاءها لا يضر أحداً باستثناء الشعب العراقي. لقد طلبت من المعنيين تكراراً ان لا يخفوا هذه المعلومات لكنهم تمسكوا بموقفهم وكانت النتيجة استمرار هذا الحصار. رواية عن الأسرى الكويتيين هل هناك اتصالات مع دول عربية؟ - نعم، تسلمت دعوات ولديّ اتصالات مع جهات عدة، وان كانت الى الآن بسيطة، لكن انوي الاتصال بالسعودية والكويت المعنيتين بوضعنا بشكل مباشر، ومستقبلاً لن أترك دولة عربية الا وسأوضح لها موقفنا بشكل كامل. ما هي معلوماتك عن الأسرى والمفقودين الكويتيين؟ - قضية الأسرى الكويتيين لم تكن من اختصاصي، لكن أعرف رواية عنهم سأتحدث عنها في الوقت المناسب. هل لا يزالون احياء في السجون العراقية؟ - سيأتي الوقت المناسب لكشف هذا الموضوع بشكل مفصّل. ماذا عن الاتصالات مع دمشق؟ - نعم جرت اتصالات مع بعض المسؤولين من خلال السفارة السورية في عمان ومن خلال بعض الشخصيات العراقية المعارضة، أبلغتهم حسن نوايانا تجاه سورية، وان لدينا الرغبة في أن يكون عملنا مع الاخوة السوريين متفاعلاً وجدياً، وانه لا توجد اي حساسية أو خلافات بيني وبين الاخوة في دمشق، على عكس العلاقة الحالية بين النظام الحالي في بغدادودمشق. وماذا كانت الردود على رسائلك؟ - لم أطلب شيئاً، وقد شكرني الاخوة السوريون على موقفي، وأبدوا استعدادهم لمناقشة أي أمر. أموال ومعلومات تتهمك بغداد باختلاس ملايين الدولارات فضلاً عن اخفاء معلومات عن لجان التفتيش الدولية؟ - إذا أردت أن تعود الى الاتهامات الموجهة الينا لم يبق شيء سيء على وجه الأرض الا واتهمونا به، من الأموال الى اخفاء المعلومات، وكل هذا كذب وافتراء والقصد منه تشويه سمعتنا داخل المجتمع العراقي، يعتقدون ان المجتمع العراقي سيصدق كلامهم بأن الفريق حسين كامل سرق الأموال. انني أتساءل ما فائدة الأموال، وأهلنا وبيوتنا داخل العراق، كما أنني مسؤول في الدولة العراقية وأحتل مواقع قيادية بارزة. فأين هي الأموال التي ستغريني لترك بلدي وأخرج بشيء سخيف. يعرفون في بغداد من أخفى المعلومات، كانوا يعتقدون أنهم يحملوني مسؤولية ذلك أمام شعب العراق والعالم حتى لا يظهروا كمذنبين ومقصرين أمام شعبهم. هل ستسعى لكشف هذه المعلومات ما دام هدفك رفع الحصار؟ - بغداد كشفت حديثاً عن كل المعلومات، وإذا كانت هناك معلومات لم يكشف عنها، فأنا مقتنع بأهمية كشف كل شيء يتعلق بأسلحة التدمير الشامل، اما عن الأسلحة التقليدية فليس من شأني الافصاح عن الأسلحة التقليدية مطلقاً. لأن هذا شيء يتعلق بجيشنا، ويجب ان لا نبوح به لأي جهة. لقد كشفت بغداد عن كثير من المعلومات، وهي في طريقها لكشف ما تبقى. لست مستعجلاً هل لديك شعور بأن الاميركيين يتعاملون معك بحذر؟ - لا أعتقد ذلك، لم تكن لديّ أي اهداف سيئة تجاه الأميركيين ولا تجاه العراق، قصدي واضح والهدف هو ان يتخلص العراقيون ومعهم المنطقة من المأساة الحقيقية. ولقد أصاب المنطقة ضرر مباشر من سلوك النظام العراقي، ولا يوجد لدي ما يثير حساسية وحذر الاميركيين في التعامل معي، كما انه لم يكن لديّ أي حساسية شخصية في التعامل مع الأميركيين. الولاياتالمتحدة بلد كبير وقوي وساعد المنطقة العربية في كثير من المناسبات. واحدة من اخطاء النظام العراقي انه تبنى العمل مع الاتحاد السوفياتي ودخل في صراع مع المنطقة وفي صراع دولي داخل المنطقة. ولولا هذا التبني لكانت المنطقة اكثر راحة واستقراراً بكثير مما هي عليه الآن. هل هناك مطالب أو شروط أميركية للتعامل معك؟ - لم يحدث أي اتصال مع الأميركيين حتى اليوم الخميس وطلبت حصول لقاء بيننا، ولا أعتقد أبداً ان الاميركيين يضعون شروطاً للتعامل معي. أنا لم تكن لديّ رغبة الا في تغيير النظام، ليكون العراق بلداً آمناً مطمئناً مستقراً، يتفاعل ايجابياً ويبتعد عن الحروب ويحافظ على التوازن في المنطقة. العراق بلد كبير وهو الوحيد الذي يجاور ايران براً، في حين تفصلها المياه عن الدول العربية الأخرى. نريد أن نتعامل مع ايران بشكل ايجابي ولا نريد صراعات لا معها ولا مع تركيا أو اي دولة اخرى. لماذا يتباطأ الاميركيون في التحدث اليك؟ - لست مستعجلاً في طلبي عقد لقاءات مع الاميركيين، ولا أعتقد انهم متباطئون، انهم يتحاورون مع اشقائنا العرب، وهذا امر طبيعي. هل صحيح ان العراق كان على وشك إجراء اختبار نووي قبل غزو الكويت؟ - نعم كانت لدى العراق امكانية اجراء هذا الاختبار وكان لديه من اليورانيوم المخصب ما يكفي، ولكن التقديرات كانت ان يترك ذلك جانباً. لو كان في نية العراق اجراء الاختبارات لحصلت خلال ثلاثة أشهر ولتمكن من حيازة القنبلة النووية. ما هي مصادر التمويل التي لا تزال بغداد تعتمد عليها لحل مشكلة الرواتب؟ - بغداد تحصل على تسهيلات تأتيها من دول. من هي هذه الدول؟ هذا أمر لا اريد الخوض فيه، لأن شعب العراق يستفيد منه بشكل او بآخر. يتردد ان برزان التكريتي صاحب دور في ادارة الشبكات المالية للنظام في الخارج؟ هل جرت بينكما اتصالات بعد خروجك؟ - انا لا اقبل الاتصالات مع برزان، هذا غير ممكن وهو يعرف ذلك ولو قبلنا لسارع الى الاتصال. برزان يعرف ان علاقتي به علاقة غير طبيعية منذ 1979 وانني قطعت العلاقة معه كلياً في 1981. ماذا كانت الاسباب؟ - برزان رجل سجله حافل بالاجرام والايذاء للمواطنين، بعضهم تعرض للأذى على يديه لأنه كان يريد الحصول على اموالهم وبينهم من اعدم. انه لايختلف عمن هو موجود داخل النظام. ما هي ابرز ممارساته؟ - انها جرائم معروفة داخل المجتمع العراقي، كان على رأس جهاز المخابرات، واعدم عدداً كبيراً من شخصيات العراق بحجج واهية وبذريعة كانت تعمل ضد النظام، والحقيقة ان الاسباب كانت شخصية. من هي الشخصيات التي اعدمها؟ - كثيرة جداً، ومعروفة، لن ادخل في التفاصيل الآن. ما هي مهمة برزان التكريتي في جنيف؟ - في جنيف يعمل برزان على حبال متعددة، يعمل مع النظام، وهو على اتصال يومي به ويعمل ضد النظام يومياً. انه يأمل في ان يسند النظام اليه منصباً كبيراً وفي الوقت نفسه يعمل مع جهات دولية اخرى ربما تساعده في الوصول ذات يوم ولكن اهم نقطة هي ان وجوده في جنيف مرتبط بالعلاقات التجارية فهو يحاول ارسال شركات الى العراق وبمساعدة من الداخل للحصول على عملات اضافة الى راتبه وسكنه وكل ما يحتاجه من اموال الدولة. هل تأثرت علاقته مع النظام بعد عزل وطبان؟ - برزان لا يهمه الا نفسه، ربما يظهر بعض الانزعاج بقصد تقريبه، لكنه لا يتأثر بمصير وطبان وغير وطبان. يعتبر ذلك طريقاً للحصول على المزيد من الاحترام له. ماذا عن علاقات النظام في بغداد بالمنظمات والحركات المهتمة بالارهاب؟ - استمرت هذه العلاقات مع عدد من المنظمات العربية والفلسطينية، لكنها مع حركة أبو نضال مقطوعة. ماذا عن المنظمات الاخرى؟ - لا أريد الخوض في ذلك. ولا يهمني هذا الموضوع. مصير صدام ما هو مصير الرئيس العراقي صدام حسين في حال حصول تغيير، وما هو برنامجك للتغيير؟ - البرنامج هو ان نعد العراقيين لهذا التغيير سواء كانوا عسكريين أم مدنيين، وأهم ما يجب ان نعمل له هو ان نحول العراق الى بلد آمن ومطمئن وبعيد عن الحروب والنزاعات. يعيش فيه الجميع بخير، سواء كانوا عرباً أم أكراداً وشيعة أم سنة. يجب ان نبتعد جميعاً عن التفرقة، فلا نثير هؤلاء ضد اولئك وبالعكس. اننا نريد علاقات ايجابية مع الجيران واذا ظهرت مشكلة، فمن الممكن حل هذه المشكلة بهدوء، ولا حاجة لتوجيه الاعلام أو الجيوش لحل هذه المشكلة مثلما حصل مع ايران أو الكويت. ماذا سيكون مصير الرئيس لو نجحتم في احداث تغيير؟ - من الصعب التكهن بذلك، أهم نقطة هو ان يعزل عن عمله في العراق، وان تشكل حكومة جديدة لا علاقة لها بالماضي. ان الشعب يجب ان يكون صاحب الفصل والقول في هذا المضمار. هل تحدث الرئيس صدام حسين يوماً ما عن عزمه التخلي عن السلطة؟ - لم يحدث هذا مطلقاً، وهذه واحدة من الأمور التي أوقعته في المأزق. ولهذا اتسم خطابه دائماً بالتشدد. على من يعتمد الآن؟ - على النظام في هيكله الحالي، لكن كل القرارات يتخذها شخصياً وعلى الآخرين ان يصدقوا ويصفقوا لهذه القرارات. من هم أبرز اركانه؟ - من الصعب تحديدهم، لا تعرفپعلى من يعتمد، كل من يبرز يزاح. لذلك يعتمد في الجانب المالي على مجموعة وفي الجيش على مجموعة وفي الحرس الجمهوري على مجموعة، انه لا يعتمد على شخص واحد. عدي مجنون سلطة ما هو الدور الحالي لعدي؟ - لا توجد لديه مسؤولية، لديه طموح في ان يكون رئيس الدولة الآن، وان يعزل والده. اعطوه مسؤوليات مزعجة وتوسع فيها، منصبه أصلاً في اللجنة الاولمبية، ولكن ما يحصل الآن، هو ان أي وزارة تحاول تعيين كاتب يجب ان تحصل على موافقة عدي. وهذا لم يحصل في تاريخ العراق مطلقاً. أدخل "فدائيو صدام" الى الدولة العراقية، لكنهم لا يحبون عدي ولا يعتمد عليهم، عدي رجل مجنون يحب السلطة وجمع المال. كنت قادراً على انهاء الرئيس صدام حسين، لماذا لم تفعل، وهل حاولت؟ - لم أحاول، وان كنت قادراً على ذلك. صلة القربى والعلاقة العائلية منعتني، كيف أكون في موقعي وأقوم بمسؤولية هو اختارني لها وأقوم بشيء من هذا القبيل، انني اعتبر ذلك عيباً بالنسبة لعائلتي ومضراً لتاريخي وشخصي. لم أفكر في ذلك، الى ان ظهرت أمام العالم في عمان. هل هناك بديل لصدام حالياً؟ - العراق بلد كبير وامكانياته ضخمة. وطبعاً هناك امكانية لاستبداله وتغييره، وهناك من هو مؤهل لذلك. هل هدد صدام حسين باحراق بغداد اذا ارغم على مغادرتها؟ - لم أسمع شيئاً من هذا القبيل. انه يعتقد ان مثل هذا الأمر لن يحصل. هل هناك حالياً بديل يمثل دور الرئيس العراقي في مهمات معينة؟ - لم يحصل مثل هذا مطلقاً. متى عرفت زوجتك كريمة الرئيس العراقي وشقيقتها بعزمك على مغادرة بغداد؟ - قبل ان اخرج من بغداد بعشرة أيام اخبرتهما، وقلت لهما انني اتخذت قراري بالمغادرة بسبب السيئات، ووافقتا على المغادرة معنا. ماذا كان رد فعلهما؟ - في البداية، دعتاني الى الصبر على جعل الأمور تتغير، وطلبتا مني ان أشرح الوضع للرئيس صدام حسين، وقلت لهما انني شرحت الامر في السابق ولم تعد لدي قناعة بأن شيئاً سيتغير وان الأمور وصلت الى طريق مسدود، وما علي الا ان أغادر، ففضلتا المغادرة معي. وماذا عن القول انهما خدرتا؟ - هذا كلام غير صحيح، وأفراد الحماية الذين زاد عددهم عن الثلاثين يعرفون حقيقة ما أقول. كما ان عدداً من أطفالنا كانوا معنا، وكلهم يعرفون اننا عبرنا الحدود العراقية بشكل طبيعي. الاتصالات مع اسرائيل هل جرت محاولات عراقية رسمية للاتصال باسرائيل؟ - نعم جرت محاولات في العام 1987 عبر شخص اسمه عبود يقيم في الولاياتالمتحدة وهو يدير مصارف وهو من أصل عراقي. لكن في العام 1988 عندما بدأ الاتصال عن طريق مصر قطعت هذه الاتصالات. وماذا عن الاتصالات الحديثة؟ - نعم وبعضها يتم عن طريق برزان التكريتي. والقنوات الاخرى؟ - موجودة، ولكنني لا أعرفها، وهناك كلام يتداول في هذا الخصوص. ماذا يقول الرئيس العراقي عن التسوية مع اسرائيل؟ - يريد ان يستخدمها ورقة ضغط، ولكن لا يريد ان يظهر أمام العالم وشعبه انه بنى علاقة في يوم من الأيام. على أي من الدول العربية أو الانظمة تنصب كراهية الرئيس العراقي؟ - من خلال عملي معه لاحظت انه يكرههم جميعهم وفي مقدمتهم السعودية وسورية ومصر. انه يعتبر الزعماء العرب ضعفاء وان الشعوب العربية محكومة بالقوة، والحقيقة انه هو الذي يحكم شعبه بالقوة. كراهيته للرئيس السوري معروفة وهو ينظر الى الرئيس الفلسطيني النظرة نفسها. هل تنوي زيارة دول عربية قريباً؟ - نعم أشرت الى ذلك، وبهدف المساعدة في جوانب عملنا الحالي وتوضيح موقفنا. فالعراق بلد مهم للدول العربية. ما رأيك برد فعل المعارضة العراقية على خطواتك؟ - المعارضة لم تبد ردود فعل سيئة، باستثناء جانب منها، وموقف هذا الجانب يرجع الى اسباب خارج ارادته. بعد ان لاحظت تصريحاً مؤيداً من هذا الجانب، سمعت في اليوم التالي تصريحاً مناقضاً، أما القسم الباقي من المعارضة، فاننا على اتصال يومي معه وموقفه مؤيد. اننا نعمل على ان تكون علاقتنا ايجابية مع الجميع وان نطرح كل مشاكلنا وان لا تكون بيننا عداوات. ما هي أهم محاولة جرت لقلب نظام الحكم في السنوات الأخيرة؟ - هذا موضوع طويل، لقد حصلت محاولات كثيرة ولا أعتقد ان الوقت مناسب الآن للخوض في تفاصيلها.