السيد رئيس تحرير مجلة "الوسط" الغراء، اكتب اليكم الآن وأنا جالس في شقتي في كينشاسا والرصاص يدوي في كل مكان والشوارع خالية من الناس ولكن مليئة بالجنود. انها معركة حقيقية. انها العاصمة كينشاسا تسقط بيد الثوار. والأحداث بدأت تتجه نحو الأسوأ منذ شهور، ورأينا المراسلين والصحافيين الذين جاؤوا من جميع البلدان لتطمين دولهم عن مواطنيها الذين يعيشون هنا. ونحن كجالية لبنانية عددنا لا بأس به ليس لدينا أي معين ولم نر أي مراسل لبناني او عربي. كل الجاليات أُرسلت لها تعليمات عن أماكن للتجمعات وتم تنظيم حياة كل أفراد هذه الجاليات من قبل سفرائهم، لكن نحن لم يأتنا أي خبر او اشارة من سفيرنا او القائم بالأعمال، فلماذا كل هذا التقصير من دولتنا التي لم ترسل أي موفد ليطلع على أمور الجالية؟ بعض الأشخاص اللبنانيين قاموا بمبادرات فردية واستأجروا طائرة وأرسلوا جميع النساء والأطفال لأن البعض ليس لديه ثمن تذكرة سفر وبعض الأشخاص تبرعوا بعدد من التذاكر. والجميع يعرف كم يدخل على لبنان سنوياً او شهرياً أموال من المغتربين، والاستثمارات والمشاريع التي يمولونها، ألا يجب ان يتعلموا أي الدولة من احداث ليبيريا وسيراليون وما سقط فيهما من القتلى، ومن أحداث زائير سنة 1991/ 1992 التي كان عدد ضحاياها اكبر. للتذكير في سنة 1978 قاد زعيم الثوار الحالي حركة ثورية في منطقة شابا جنوب شرق زائير ضد نظام موبوتو وذهب ضحية هذه العملية حوالى عشرة لبنانيين واستمرت حركته حتى يومنا هذا وخلع موبوتو من جذوره، وكان الله أرحم الراحمين. حسين عبدالكريم كينشاسا - زائير