يطالب بعض المواطنين العرب، الحكومات العربية بتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات حتى تنخفض اسعارها كي يتسنى لأكبر عدد من المواطنين اقتناء سيارات. ولكنني ومن خلال تجربتي الخاصة ومن خلال اسفاري الى كل من دمشقوالقاهرة وتونس وبيروت اختلف مع هؤلاء. ان تخفيض اسعار السيارات بتخفيض الضرائب والجمارك المفروضة عليها في دول العالم الثالث، التي لا تنتج السيارات، هي سياسة خاطئة حسب اعتقادي، لأن ذلك يتسبب بهدر العملات الصعبة ويؤدي الى تدهور اسعار العملات المحلية وارتفاع نسبة التضخم العالية في هذه الدول ويؤدي الى ازدحام لا يطاق في عواصم هذه الدول بسبب عدم وجود طرق وشوارع ومواقف كافية للسيارات تتناسب مع اعداد السيارات الجديدة المستوردة كما يحدث في القاهرة وبيروت حالياً! ولكنني في المقابل ادعو الحكومات العربية الى زيادة عدد سيارات التاكسي والسرفيس وباصات النقل العام حتى تخف أزمة المواصلات التي تخنق المواطن في العالم الثالث. كذلك فإنني ادعو وبالحاح الى السماح لأصحاب السيارات القديمة، التي تجاوز عمر بعضها ثلاثين عاماً، بتبديل سياراتهم باخرى حديثة لأن السيارات القديمة تسيء الى سمعة بلادنا السياحية، ولأن تصليحها المستمر يؤدي الى إهدار ملايين الدولارات لشراء قطع التبديل، ولأنها تسبب الازدحام بسبب اعطالها المتكررة في وسط الشوارع، ولأنها تسبب عدداً كبيراً من الحوادث التي تزهق أرواح المواطنين الأبرياء. وكما هو الحال في الدول المتقدمة حيث لن تجد سيارة يتجاوز عمرها 15 عاماً يسمح لها بالسفر، فإنه يتوجب علينا عدم السماح للسيارات غير الصالحة فنياً بالسفر على طرقاتنا لأنها معطوبة وتشكل خطراً على سائقيها وركابها وأبرياء آخرين. بسام نصري الخوري ألمانيا