تكثر قصص التهرب الضريبي في الشرق والغرب حيث تتكررمع تغيير طفيف او جذري في بعض تفاصيل الحبكة. حتى ان هذه المشكلة تمثل استنزافاً خطيراً لأموال دول في ثراء ألمانيا التي اجرت تحقيقاً طويلاً وشائكاً مع والد بطلة التنيس العالمية شتيفي غراف انتهى بزجه في السجن بعد محاكمة مثيرة. الا ان هذه المخالفة اكثر ايذاء لخزينة بلد مثل مصر تعتبر الضرائب المصدر الاساسي لدخله القومي. واذا كثرت المخالفات في مصر، فهي مُكلفة و لايُكتب لها النجاح في اغلب الحالات كماتدل وقائع المواجهات بين جباة الضرائب والفنانين المتهربين من دفعها والمبالغ والغرامات التي اخذنا ارقامها عن الزميلة القاهرية "المصور". يلجأ بعض الفنانين المصريين الى محاسبين صقلتهم التجربة في مساعدة زبائنهم على "توفير" ما يمكن توفيره من الضريبة التي قد تبلغ 60 في المئة من ارباحهم. ولعب فنانون وفنانات بطولة 80 قضية تهرب ضريبي من اصل 1300 قضية تم كشفها العام الماضي. ولو لم تضبط هذه المخالفات ويُغرم اصحابها لكانت كلفت الخزينة مبلغاً يزيد على 5،11 مليار جنيه مصري. ولايستبعد ان يكون الجزء الاوفر من هذا المبلغ الذي استردته وزارة المالية قد أتى من جيوب الفنانين لارتفاع مداخيلهم عموماً بالمقارنة مع المحامين والاطباء والتجار... ومن اشهر الفنانين الذين واجهوا "صعوبات" ضريبية هي الراقصة عطيات عبد الفتاح المعروفة باسم فيفي عبده. ويبدو ان النجمة التي وصفت نفسها اخيراً في مقابلة تلفزيونية بأنها "الهرم الرابع" في مصر، لم تصرح في شكل "دقيق" عن دخلها خلال السنوات الاربع الاخيرة مما اضطرها الى دفع ضريبة 362 جنيه مضاعفة عن ارباح قُدرت ب5،4 مليون جنيه. أما الراقصة دينا فدفعت حوالي نصف مليون جنيه بين غرامة وضريبة عن دخل بلغ 3 ملايين جنيه كانت أبقته سراً لفترة طويلة. ومن جهة اخرى، أبلى نجوم الغناء أيضاً بلاءً حسناً في ميدان التهرب الضريبي. وكان المطرب عمرو عبد الباسط عبد العزيز الشهير باسم عمرو دياب، من النجوم الشباب الذين ذاعت اخبار خلافهم مع الدوائر الضريبية. وهو اضطر ان يسدد غرامة 100 في المئة - بلغت مع الضريبة 160 الف جنيه - حين اكتشفت الاجهزة المختصة أنه "غضّ الطرف" عن 8،3 مليون جنيه من أصل اجمالي الارباح التي حققها بين 1986 و1989. ودفع زميله المطرب مصطفى قمر حوالي 200 الف جنيه لإرضاء مأمورية الضرائب التي تثبتت من أنه أخفى عنها جزءاً لابأس به من دخله بين عامي 1990 و1991. وعدا عن الفنانين الذين "يتجاهلون" قسماً سخياً من الارباح التي وجدت طريقها الى جيوبهم، يفضل آخرون عدم التصريح للدوائر الضريبية بأي شيء عن نشاطاتهم وارباحهم. ويتناقل متابعو ملف التهرب الضريبي في مصر قصة مطرب معروف تجنب اخبار وزارة المالية بالاتعاب التي قبضها على امتداد 5 سنوات بدءاً من 1985 مع انه لم يكد يتوقف عن العمل في تلك الفترة التي جنى فيها ارباحاً تقدر بثلاثة ملايين جنيه مصري. واشتهرت في هذا المجال ايضاً راقصة معروفة أبلغت الدوائر الضريبية انها اعتزلت العام 1985 فيما كانت لاتزال منهمكة في "هز البطن" على نطاق واسع. ومع ان امرها انكشف وعوقبت بغرامة كبيرة، حاولت ان تعيد الكّرة العام الماضي فرفعت الاجهزة المختصة قضية ضدها بتهمة التهرب من الضرائب مرة اخرى. بقي ان الايرادات التي تسترت عليها في كل مرة كانت بالملايين. تكثر الاسماء وتتعدد السبل التي اتبعها البعض لإخفاء دخلهم الحقيقي أو ادعاء التقاعد، علماً ان القانون لايطالبهم بدفع اي ضريبة عن الهدايا والمكافآت الثمينة التي يغرقهم بها الاثرياء أو اصحاب الاعراس ... كما لايتوجب عليهم التصريح بما يتقاضونه في رحلاتهم الخارجية. ومع هذا كله، كثيراً مايجبرون مأمورية الضرائب على احالة الامر الى الشرطة والقضاء!