أصدر «معهد وورلد ووتش» World Watch Institute (معهد مراقبة العالم) أخيراً، تقريراً لافتاً يسلط الضوء على ابتكارات في الزراعة وصفها بأنها قد تكون حلولاً أساسية لمكافحة الفقر والجوع. ويتميز التقرير بطرحه مجموعة من الحلول التقنية المتقدّمة والمتسمة بالبساطة أيضاً، والتي تساعد على مكافحة الجوع. ولم يكتفِ التقرير بطرح هذه الحلول في شكل أكاديمي وعلمي، بل دعمها بنماذج تجريبية نُفّذت على أرض الواقع في بلدان أفريقية مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا. ومن النماذج التي قدّمها التقرير، تقنية حصاد الأمطار، بمعنى تخزين مياه المطر لوقت الحاجة إليها، واستخدام مواقد ذات تكنولوجيا بسيطة تعتمد على طاقة الشمس (طبّقت في بعض قرى السنغال)، نظم لتقليل الهدر أثناء الحصاد ومختلف عمليات الإنتاج الزراعي، وتطوير أساليب تقنية بسيطة للتخزين الجيد للطعام وغيرها. وأبرز التقرير أهمية تقنيات أخرى مشابهة، مثل الزراعة في المدن. وأشار إلى أن هذه التقنية جُرّبت في كينيا، حيث جرت الزراعة في أكياس مثقوبة مملوءة بالتراب. واستطاعت هذه الأكياس فعلياً إطعام الآلاف من سكان المدينة، كما وفّرت في الوقت نفسه مصدراً لدخل مستدام لكثيرين. وأكّد التقرير أهمية هذه التجربة. وأورد التقرير أن من المتوقع أن ينتقل 60 في المئة من السكان في أفريقيا إلى المناطق الحضرية بحلول عام 2050. وأشار إلى اشتغال قرابة 70 مليون شخص في الزراعة الحضرية، وهم ينتجون ما يراوح بين 15 و20 في المئة من الغذاء عالمياً. وطرح التقرير أفكاراً لمشروعات للتغذية المدرسية تعتمد على محاصيل تزرع محلياً، بدلاً من الاستيراد. ومن هذه الأفكار تعليم الأطفال طُرُقاً كي يصبحوا مزارعين في المستقبل. وأشار التقرير (استناداً إلى تجربة طُبّقت في أوغندا) إلى ضرورة طرح برامج للابتكار في الزراعة المدرسية، مثل إنشاء حدائق للخضر محلياً، ووجود دروس للتغذية وإعداد الطعام في مناهج المدارس. ودعا التقرير إلى إحياء تقاليد الطبخ الوطنية، والاستفادة من الخبرات المحلية واحترامها. واعتبر أن هذه الأمور تؤول إلى تحسين وضع الفقراء، عبر الحصول على غذاء جيد وبأسعار أقل. وأخيراً، دعا التقرير إلى خفض هدر الطعام، على المستويات كافة وفي كل شرائح المجتمع.