نجح الزمالك في الفوز بكأس السوبر الافريقي، ليتربع على قمة القارة السمراء، بعد ان هزم "المقاولون" بضربات الجزاء الترجيحية 4/2. كان الزمالك فاز بكأس الأندية الافريقية أبطال الدوري، بينما فاز المقاولون بكأس الأندية الافريقية أبطال الكؤوس. وفي اللقاء الحاسم الذي جرى بينهما في استاد القاهرة الدولي أمام 60 ألف متفرج، وفي حضور جميع رجال الاتحاد الافريقي برئاسة عيسى حياتو، تمكن لاعبو الزمالك من ان يحسموا المباراة لمصلحتهم بفضل تألق حارس المرمى الاحتياطي نادر السيد الذي صد ضربتي جزاء. وهذه المرة الثانية التي يحقق فيها الزمالك الفوز بكأس السوبر، وهو أول فريق افريقي يحرز البطولة مرتين. ومن المفارقات الغريبة أن المرة الأولى كانت على حساب فريق مصري أيضاً هو النادي الاهلي، عندما التقى الفريقان معاً في جوهانسبرغ العام 1994، وفاز الزمالك يومذاك بهدف نظيف أحرزه أيمن منصور. ماراثون مصري كانت التوقعات ترشح الزمالك للفوز لا بضربات الحظ الترجيحية، بل في الوقت الاصلي، لكن ملعب القاهرة شهد وضعاً ميدانياً مغايراً للتوقعات، فسيطر لاعبو "المقاولون" على معظم فترات المباراة بوقتيها الاصلي والاضافي، ولولا التسرع والرعونة في التسديد، لفاز المقاولون بفضل حسن تحركات لاعبيه، وخطورة مهاجميه التي شكلت عبئاً شديداً على حارس المرمى حسين السيد ثم نادر السيد. أدار المباراة طاقم مصري بقيادة الحكم الدولي احمد الشناوي، ولئن نجح في الوصول باللقاء إلى بر الامان، فإنه لم يحظ برضا لاعبي الفريقين الذين أكثروا من الاعتراض عليه، خصوصاً عندما كانت المباراة تقترب من نهايتها. والواقع ان جميع لاعبي المقاولين كانوا نجوما فوق العادة، لما قدموه من عرض قوي، بخلاف لاعبي الزمالك الذين كانوا بعيدين عن مستواهم وظهروا وكأنهم يعانون من التعب والارهاق، ومن الضغط العصبي أيضاً. وقد شكلت المباراة اهمية مزدوجة للفريقين، فهي تأتي في توقيت عصيب للزمالك بعد هزيمته الاولى في الدوري من الاتحاد صفر/1 في الاسكندرية هذه الهزيمة التي اصابت اللاعبين بالقلق، والتوتر، لانها لم تكن في الحسبان، لذا كان لاعبو الزمالك واداريوه وجماهيره في أمس الحاجة إلى الفوز بكأس السوبر، لأنها ستضيف انجازاً آخر إلى سجل النادي الحافل بالانجازات، وفي الوقت نفسه ستعطي دفعة معنوية للفريق في مشوار الدوري الذي يتربع على قمته. وكانت المباراة في غاية الاهمية ايضا للمقاولين على اعتبار أنها فرصة ذهبية لاستعادة الامجاد واحراز اللقب للمرة الاولى، يساعدهم في ذلك ان الفريق يضم مجموعة لاعبين مميزين. وأمام هذه الأهمية المزدوجة لمباراة كأس السوبر الافريقية، حاول كل فريق ان يقتنص الفرصة، ومن خلال سير اللقاء كان المقاولون هو الأجدر بالفوز، لأنه كان الافضل. تباينت المشاعر خلال المباراة وبعدها، فقد ظلت جماهير الزمالك الغفيرة، تضع ايديها على قلوبها، كلما ضاعت فرصة للمقاولين، وشعرت هذه الجماهير في لحظات كثيرة من المباراة ان الفريق سيخسر كأس السوبر كنتيجة طبيعية لحالة التوتر التي تعيشها جنبات النادي. وعندما كان المستشار جلال ابراهيم رئيس النادي يتابع المباراة في مقصورة ستاد القاهرة، دمعت عيناه وهو يسمع صيحات الاستنكار لاداء اللاعبين الهزيل، ويرى كل من حوله ينظرون اليه، وكأنهم يتهمونه ويقولون له "انت السبب". وكان نادر السيد هو المنقذ، فقد أعاد التوازن النفسي الى الفريق وإلى رئيس النادي الذي بكى فرحاً، لحظة اعلان فريقه بطلا لكأس السوبر 1997. أحزان "المقاولون" وفي معسكر "المقاولون" اكتفى المهندس صلاح حسب الله رئيس النادي بالقول: "قدّر الله وما شاء فعل"، واعتصم المهندس عصام عباس وكيل النادي بالصمت بعدما أشاد بلاعبيه. واصيب المهندس عادل ايوب المشرف على الفريق بالدهشة والاستغراب، لان "المقاولون" قدم افضل عروضه منذ سنوات طويلة، ومع ذلك جافاه الفوز. أما اللاعبان سعد عبد الباقي وعلي عاشور اللذان اهدرا ضربتي الجزاء الترجيحية فقد انتابتهما حالة من الوجوم والاحباط. وكان المدرب الفني الالماني كروجر اكثر الناس حزناً، لأنه كان يتمنى ان يضيف الى رصيده بطولة كبيرة كهذه. قال كروجر: لم احقق أي انجازات أو بطولات طوال مشواري التدريبي، الا مع "المقاولون" عندما فاز قبل نهاية العام الماضي بكأس الأندية الافريقية لأبطال الكؤوس، وتمنيت ان اضيف بطولة السوبر، وقد كنا الافضل باعتراف الجميع. وأضاف كروجر انه عرف كيف يتعامل مع خطة فيرنر المدير الفني للزمالك، وشل حركة لاعبيه، خصوصاً المهاجمين ومفاتيح اللعب، فلم يتهدد مرمى المقاولين بأي كرة خطرة بينما انقذ حارسا الزمالك نادر السيد وحسين السيد كرات صعبة عدة. وبمقدار ما كانت مرارة الألم والحسرة عظيمة في معسكر "المقاولون"، بمقدار ما كانت فرحة المعسكر الزملكاوي غامرة. فخرجت المسيرات تجوب شوارع القاهرة، وسهرت الجماهير في النادي بعد المباراة حتى الصباح، ومعهم اللاعبون والجهاز الفني. وترقرقت دموع الفرح في عيون نادر السيد حارس المرمى المنقذ، الذي نال القسط الاكبر من التشجيع والتهنئة، ولم تكن هذه المرة الاولى التي يلعب فيها نادر الدور الاول في فوز فريقه بإحدى البطولات، فقد كان هو المنقذ في نهائي البطولة الافريقية امام شوتنغ ستارز النيجيري، كما كان المنقذ في دور الثمانية للبطولة أمام صفاقس التونسي. وقال نادر السيد بكل تواضع: "الحمد لله لأنه وفقني في إسعاد جماهير الزمالك". واضاف: ان المقاولين لعب مباراة ممتازة، لكنه لم يوفق في الوقتين الاصلي والاضافي. وأنا توقعت انني سأكون موفقاً في ضربات الترجيح، وقد صحّ ما توقعت. فيرنر المحظوظ ويبدو أن المدير الفني الألماني فيرنر كان طالع خير للزمالك. فمنذ ان تولى مسؤولية قيادة الفريق الكروي، وهو يحقق الفوز تلو الفوز، إلى أن تربع الفريق على قمة الدوري. وعندما ايقن الجميع ان الزمالك سيخرج من الكأس، تمت المعجزة وهزم المحلة السويس في السويس 1/صفر. وكان فيرنر من اسعد الناس لأنه أضاف إلى الزمالك بطولة أخرى الى جوار البطولة الافريقية للأندية خلال أربعة شهور تولى فيها المسؤولية. قال فيرنر: صحيح ان "المقاولون" لعب أفضل، ولكن من المؤكد ان الزمالك أحق بالبطولة لأن الظروف التي مر بها اصعب من كل النواحي "فهو يضم ثمانية لاعبين مع المنتخب، وهناك خمسة لاعبين مصابين". واضاف: اهمية كأس السوبر انها ستعطي دفعة معنوية للفوز بدرع الدوري مشوار البطولة في بطولة الاندية ابطال الدوري فاز الزمالك على صن رايز بطل موريشيوس 3/1 و1/2 وفي دور ال 16 انسحب فريق ديسور تيفو بطل موزمبيق وفي دور الثمانية تغلب على مكناس المغربي 2/صفر و2/2 وفي الدور قبل النهائي هزم صفاقس التونسي بضربات الترجيح 4/3 بعد ان انتهت المباراتان 1/صفر لكل فريق وفي النهاية هزم شوتنغ ستارز النيجيري بضربات الترجيح 4/3 بعد انتهاء المباراتين 2/1. وفي بطولة ابطال الكؤوس فاز المقاولون على راني سبورت بطل جزيرة رينيون 2/1 وصفر/ صفر وفي الدور ال 16 هزم سيمبا التنزاني 2/1 و2/1. وفي دور الثمانية هزم القلح الرياضي المغربي صفر/ صفر و1/صفر. وفي الدور قبل النهائي هزم كانون ياوندي الكاميروني 1/1 و2/1 وفي النهائي هزم سوديغراف الزائيري صفر/ صفر و4/صفر. قالوا في المباراة - عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي: المباراة طيبة. المقاولون هو الأفضل والزمالك اكثر خبرة. - انطوان بيل الحارس الكاميروني الشهير: نادر السيد حارس الزمالك هو صاحب الانجاز، لأن "المقاولون" كان احسن في الوقتين الاصلي والاضافي. - سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري: مباراة حساسة والفرص الضائعة قليلة، لكن الأداء كان رجولياً وقوياً، ومنتخب مصر هو المستفيد الأول. - حمادة امام وكيل نادي الزمالك: المقاولون لعب مباراة طيبة، لكن الزمالك فاز وهذا هو المهم وسيحصل كل لاعب على 10 آلاف جنيه. - فاروق جعفر مدرب مصر: مباراة لا بأس بها، وكان يمكن ان تكون افضل لو تخلى كل فريق عن توتره خصوصاً الزمالك.