معظم الموديلات يزداد حجماً ونضوجاً مع السنين إلا "سيفيل"، فهي تمضي في الخط المعاكس ساعية الى تجديد شبابها بإستمرار. إستخدمت كاديلاك تسمية "سيفيل" للمرّة الأولى في كوبيه "إلدورادو سيفيل" 1956 في هيكل لم يقل طوله عن ستة أمتار. ولم تكن تلك إلا البداية. فبعد أزمة النفط الأولى في 1973، أطلقت الماركة الأميركية جيلاً جديداً بدأ معه الموديل رحلته العصرية، في صالون "أصغر" حجماً فبلغ طوله 18.5 متر، مع محرّك "أقل إستهلاكاً" من الماضي ف"لم تتعدَّ" سعة أسطواناته الثماني V 7.5 ليتر، بما قلّ بوضوح عن سعة محرّك موديل "فليتوود" آنذاك 2.8 ليتر. بمبيعاتها التي ناهزت خمسين ألف وحدة سنوياً، فتحت "سيفيل" صفحة جديدة عنوانها التغيير المستمر. ففي الجيل الثاني الثاني في هيكل الصالون، نزل الموديل في العام 1980 بدفع أمامي هذه المرّة. خطوة لا يستهان بها في عالم السيارات الفخمة، بغض النظر عن الآراء المتباية في تفضيل الدفع الخلفي لهذا القطاع من السيارات. لم يمنع هذا التغيير بيعَ أربعين ألف وحدة "سيفيل" في السنة الأولى لإطلاقها. وبعد أزمة نفطية أخرى قصّرت هيكل جيلها الثالث 1986 ليبلغ 78.4 متر، عادت "سيفيل" الى "النمو" في جيلها الرابع فأطلقت في 1992، لكن في أكثر من هيكل أطول 19.5 متر من السابق. في تلك السنة خلعت السيارة خطوطها المشدودة التقليدية ل"ترتدي" عصرية الزوايا الناعمة، مع تقنية أكثر تطوّراً لا سيما في المحرّك الذي "طلّق" الحديد لإعتماد الألومينيوم للقالب والغطاء على حد سواء، فحلّت "سيفيل" في المرتبة الأولى في سوق سيارات الصالون الفخمة في الولاياتالمتحدة، بمعدّل بيع 37 ألف وحدة سنوياً. وما "سيفيل" 1998 إلا خطوة جديدة نحو مزيد من العصرنة والفتوة. ومع أن القاعدة الأساسية تستمر من جيل 1992، فهي خضعت لتعديلات عميقة، بنيوية وتجميلية وتجهيزية على حد سواء، دفعت الى تعريف السيارة قبل إطلاقها وكأنها جيل جديد كلياً. فموديل 1998 حظي فعلاً بتمتين زاد البنية الداخلية مقاومة للإلتواء والإنثناء بنحو خمسين في المئة عمّا في صيغة 1992، بينما قُصّر هيكله نحو 20 سنتم 991.4 متر، وأطليت قاعدة عجلاته 5.2 سنتم 850.2 متر لزيادة المساحة الداخلية. وتلك التغييرات تتخطى في الحقيقة ما يوصف ب"اللمسات التجميلية". وخلافاً لميل النضوج الى الإكتفاء بكنز القناعة "غير القابل للصدأ أو الفناء"، نادراً ما تنجو الفتوة من الطمع، الوجه الآخر لنَهَم الشباب. ف"سيفيل" لم تعد تكتفي بنجاحها في السوق الأميركية، بل رفعت المِرساة لتبحر الى الخارج هذه المرّة، ووعدت "الجنرال" بالعودة عليه بخِمس مبيعاتها من الخارج... بالين الياباني والجنيه الإسترليني والمارك الألماني أو الفرنكات السويسرية والفرنسية. لكن إنتحال "سيفيل" عدداً من الصفات الأوروبية في شكلها وحجمها وتجهيزاتها الجديدة يتعدّى دوافع إغراء الأوروبيين واليابانيين. فجنرال موتورز تسعى منذ سنوات الى جذب شرائح فتية تخفّض معدّل أعمار زبائن الماركة. وبعدما أضافت موديل أوبل "أوميغا" مدخلاً الى موديلات كاديلاك في الولاياتالمتحدة وبعض الأسواق الأخرى كالخليج، في حلّة معدّلة تُعرَف بتسمية كاديلاك "كاتيرا"، تنوي الشركة اليوم أداء اللعبة ذاتها في الإتجاه المعاكس. فإذا كانت "كاتيرا" أوروبية مصدّرة في حلة أميركية، ستكون "سيفيل" 1998 أميركية مصدّرة في حلّة أوروبية الى حد ما. للعب دورها المزدوج تأتي "سيفيل" الجديدة اليوم في فئتَين: "إس إل إس" للباحث عن أداء قريب النعومة والليونة مما عُرِفَ في السيارات الأميركية، و"إس تي إس" الأقرب الى الأوروبية في زيادة قسوة التعليق وحدة الإستجابة على نحو رياضي الطابع. المحرّك هو ذاته بأسطواناته الثماني V المتسعة ل6.4 ليتر 4 أعمدة كامات لتشغيل 32 صماماً، مع عيارَين مختلفين يمنحان 279 حصاناً و300 نيوتون-متر في "إس إل إس"، و305 أحصنة مع 295 ن-م في "إس تي إس". وقد يكون تجهيز المقصورة هو ما يقرّب "سيفيل" الجديدة من السيارات الأوروبية، والألمانية تحديداً، أكثر من سلوكها الذي بدا من تجربة قصيرة وبسرعات محدودة على الطرقات الأميركية أقرب حتى الآن من الطابع الأميركي مما الى الأوروبي الفعلي، حتى في فئة "إس تي إس". ففي تجهيزها الداخلي تتمتّع السيارة، إضافة الى وساداتها الهوائية الأربع في المقدّم، بتصميم يرتّب وسائل التحكّم في منطق واضح عوضاً عن نثرها هنا وهناك. تجد أيضاً كلاً من حزامَي السلامة الأماميين مثبتاً في جانب المقعد وليس في العمود "ب" الفاصل بين البابين الأمامي والخلفي، لضبط الجسم الى المقعد كيفما كانت وضعية الجلوس مع أن موقع تثبيت بَكَرَة الحزام ضخم قليلاً في الجانب الأعلى لكل من المقعدين. كذلك يتمتّع المقعدان الأماميان في "إس تي إس" بنظام جُعَب هوائية داخلية تضبطهما حسب حجم الجسم ووزنه، لتحسين الراحة والسلامة. يُلاحظ في السيارة أيضاً تحسين وسائل العزل الصوتي والحراري عن الخارج، مع إستخدام زجاج سماكته 5 ملم عوضاً عن ال4 ملم الأكثر إنتشاراً في السيارات. في التعليق أيضاً جوانب مثيرة للإهتمام، كإعتماد الألومينيوم مثلاً لتخفيف العناصر غير المعلّقة وتحسين الرشاقة والثبات، ونظام التعديل الإلكتروني لقسوة التعليق CVRSS حسب ظروف الطريق وأسلوب القيادة في "إس تي إس"، إضافة الى نظام ضبط إستقامة السلوك ستابيليتراك المتوافر في الفئتَين، والذي يكبح ذاتياً عجلة الدفع الآخذة في الإنزلاق بفعل العزم. طبعاً، تجد في الموديل أيضاً تجهيزات الراحة والحماية الأخرى ومنها مانع الإنزلاق الكبحي ABS والمرآة الإلكتروكرومية الذاتية التعتيم عند تعرّضها لضوء مُبهر في الداخل كما في الخارجية الواقعة الى جهة السائق، وقفلاً مركزياً متحكّم من بُعد، وأزراراً للتحكّم بالمكيّف والنظام السمعي من المقود القابل للرفع والخفض والتقديم/الإرجاع كهربائياً .