قال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الافريقية جورج موس ل "الوسط" ان العلاقات مع السودان تتسم بالصعوبة "بسبب قلق الولاياتالمتحدة من استمرار الحكومة السودانية في مساندة الارهاب الدولي والسعي الى زعزعة استقرار الدول المجاورة للسودان". وجاء تصريح موس في أعقاب اختتام الرئيس الاريتري أسياس أفورقي زيارة لواشنطن استغرقت اسبوعاً. وقال مراقبون ان الولاياتالمتحدة تعتبر بلاده "حجر الزاوية" في سياسة واشنطن التي تهدف الى احتواء السودان وتنفيذ استراتيجية في القرن الافريقي تجعل اريتريا واثيوبيا واوغندا خط مواجهة ضده، خصوصاً ان اريتريا أقامت معسكرات للتدريب العسكري لمعارضي الحكومة السودانية للاستفادة منهم في فتح جبهة شرقية تعمل مع جبهة الحرب الأهلية في الجنوب على اسقاط الحكومة. وتعتبر الولاياتالمتحدة السودان تالياً فقط لايران في مجال دعم الارهاب الدولي. ويتوقع ان يدعم تعيين مندوبة الولاياتالمتحدة السابقة في الأممالمتحدة مادلين أولبرايت وزيرة للخارجية النهج الأميركي المتشدد ضد السودان وتسعى جهات عدة حالياً في الولاياتالمتحدة الى استغلال اتهامات ضد السودان بممارسة الرق لحث الادارة الأميركية على اتخاذ اجراءات تشريعية لحماية السكان ذوي الأصول الافريقية في البلاد. ونفى الرئيس أفورقي، الذي يعتقد مراقبو الشؤون الافريقية في واشنطن انه ارتكز على التهديد الأصولي الذي يقول انه يأتيه من السودان للحصول على دعم عسكري أميركي، ان يكون قد ناقش هذا الدعم خلال لقائه الرئيس بيل كلينتون والمسؤولين في وزارة الدفاع والخارجية. وقال في لقاء نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "لا خطورة مباشرة لهجوم من السودان علينا لكن التهديد الأصولي والنيات المبيتة ضدنا قائمة ونحن نملك ترسانة من الأسلحة تكفي لتسليح خمسة جيوش افريقية". غير أنه اشار الى ان الحكومة السودانية وافقت أخيراً على توقيع اتفاقية ثنائية مع اريتريا لاعادة توطين ما يربو على نصف مليون لاجئ اريتري يقيمون في معسكرات على حدود البلدين . واتهم أفورقي، من جهة أخرى، مصر بالتناقض في سياستها نحو السودان والوقوف ضد تشديد العقوبات الدولية عليه الى "ان مصر تنظر الى السودان واثيوبيا واريتريا وباقي دول المنطقة باعتبارها خطراً يهدد مصالحها في منطقة حوض النيل والبحر الأحمر التي تعتبرها منطقة مهمة لاستراتيجيتها المائية والأمنية. وقال ان مشكلة جزر حنيش بين اريتريا واليمن انتهت باتفاق الطرفين على اللجوء الى التحكيم الدولي، لكنه أضاف "نسأل، لماذا أضحت هذه الجزر مطلباً لليمن بعد استقلال اريتريا فقط ولم تكن كذلك خلال حكم الامبراطور هيلاسلاسي أو الرئيس منغستو هايلي مريام بجيوشه وأساطيله أو عندما كانت هذه المنطقة تحت سيطرة القوى الاقليمية؟" وأشار ايضاً الى الخلاف الجيبوتي - الاريتري حول الحدود، وقال ان المسؤولين الجيبوتيين قالوا انه "سوء فهم ولم تحدث أي مواجهات عسكرية على الحدود وان الخلاف أصلاً كان حول خريطة للحدود وضعها معهد في سويسرا ولا صلة لها بالحدود العالمية الفعلية بين البلدين".