للمرة الأولى منذ تحرير اريتريا في 24 ايار مايو 1991 بعد سقوط نظام منغستو هايلا مريام في اثيوبيا، تبرز الى واجهة العلاقات الاريترية - السودانية خلافات صامتة حاول الطرفان حجبها طويلاً. بدأت الازمة بين اسمرا والخرطوم في العام الماضي حين اتهمت "الجبهة الشعبية" الحاكمة في اريتريا "الجبهة القومية الاسلامية" الحاكمة في الخرطوم بدعم حركة "الجهاد الاسلامي الاريتري" و"جبهة التحرير الاريترية" ضد حكومة اساياس افورقي. وفي 4 كانون الثاني يناير الجاري خرج الخلاف السوداني الاريتري الى العلن حين التقى أفورقي رؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة في اسمرا وكشف لهم ان مجموعة مقاتلة مكونة من 20 شخصاً، ينتمون الى جنسيات متعددة، مشرقية ومغاربية، عبرت حدود السودان الشرقية مع اريتريا في 16 كانون الأول ديسمبر الماضي وهاجمت قرية عدي حكو على بعد 20 كلم داخل اريتريا. وقال ان "اثنين من افراد المجموعة ينتميان الى بلدين عربيين في المغرب العربي، ما يشكل تطوراً جديداً في تصعيد اعمال العنف"، مضيفاً "اننا نعرف ان ما يدعى بحركة الجهاد الاريتري تقف وراءها الجبهة القومية الاسلامية بزعامة الترابي في الخرطوم". وأشار افورقي الى ان السودان يستغل وجود حوالي نصف مليون لاجئ اريتري لديه فيسعى مع الجبهة القومية الاسلامية الى تدريبهم وتجنيدهم في ميليشيات شعبية لمقاتلة حكومة بلادهم في اسمرا. وناشد افورقي الحكومات الغربية مساعدة اريتريا وتمكين هؤلاء اللاجئين من العودة الى بلادهم. من جانبها اعلنت "جبهة التحرير الاريترية" في بيان أصدرته من جدة وقوع معارك ضارية بين قواتها والقوات الحكومية في مناطق هدمدمي وأمومال وكركبت اسفرت عن سقوط 40 قتيلاً من القوات الحكومية و4 قتلى من قواتها. مشيرة الى ان الخيار العسكري لم يكن في هذه المرحلة هدفها، وانها حاولت التفاهم مع "الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا" بزعامة افورقي، خصوصاً في مرحلة الاستفتاء، "لكن قيادة الشعبية اصرت على عدم التفاهم مع الفصائل الاريترية الوطنية الاخرى". واتهم الناطق باسم "جبهة التحرير" قيادة الجبهة الشعبية "توجهاتها الطائفية وتطلعاتها المعادية للديموقراطية وحقوق مسلمي اريتريا"، وأضاف: "عرضنا مذكرة تفصيلية عن تردي الاوضاع الاريترية الداخلية وخرق حقوق الانسان في بلادنا على الرئيس حسني مبارك بصفته رئيس الدورة الحالية للقمة الافريقية". تجدر الاشارة الى ان جميع فصائل حركة التحرير الاريترية انطلقت من السودان لقتال النظام الاثيوبي في عهد هايلا مريام بهدف تحرير اقليم اريتريا. ويرتبط كل من اساياس افورقي زعيم "الجبهة الشعبي لتحرير اريتريا" ومحمد عرفه زعيم "حركة الجهاد الاريتري"، بعلاقات طيبة مع الدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة القومية الاسلامية.