انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس المستقيل لنادي "النصر" يفتح دفاتر الكرة السعودية . الامير عبدالرحمن بن سعود : عنوان مذكراتي "أنا والمافيا الرياضية" اعتزلت ... لكنني لن اسكت الاخيرة
نشر في الحياة يوم 30 - 09 - 1996

يؤكد الأمير عبد الرحمن بن سعود، في الحلقة الأخيرة من حديثه الطويل مع "الوسط"، ان نادي "النصر" مُحارب، وان الصحف بمعظمها هلالية الهوى إلى حد انها تمنع نشر ردود "النصر" على الحملات التي تستهدفه، مشيراً إلى أدلة تثبت ما يقول. ويكشف أن عنوان مذكراته التي يعدها هو "أنا والمافيا الرياضية".
ويتحدث الأمير عبد الرحمن عن المعلقين الرياضيين وموضوع الاحتراف في الخارج، كما يتحدث عن قصته مع الشعر وهواياته... وهنا نص الحلقة الثالثة والأخيرة:
سمو الامير اراك تردد دائماً وبإصرار ان نادي "النصر" محارَب، فما هو دليلك إلى ذلك؟
- دليلي ما تكتبه الصحف عن النادي ولاعبيه ورئيسه وإدارييه وأعضاء شرفه. نحن نقرأ كل ما يتعلق بنادينا، فنجد ان هناك صحفاً ممنوع ان يعمل فيها اي صحافي غير هلالي. وهي صحف تتعمد نشر الاساءات إلى "النصر" وتمنع في الوقت ذاته نشر ردودنا على تلك الاساءات. والدليل على ذلك ان الرئيس السابق لنادي "الهلال" سبق ان أساء اليّ اساءة بالغة في حديث نشرته له صحيفة "اليوم" فرددت عليه وأوضحت وجهة نظري، وأرسلت تعقيبي الى تلك الصحيفة لتنشره عملاً بمبدأ حرية الرأي والمساواة في الفرص. وعلى رغم ان رئيس تحرير الصحيفة امر بنشر التعقيب الذي ارسلته اليه الا أن أمراً صدر بعدم نشر التعقيب الذي كتبته، فاتصل بي رئيس تحرير صحيفة "اليوم" وأخبرني بقرار منع نشر ردي على رئيس النادي الذي كانت الصحيفة مهدت لنشر مقابلته باعلانات كثيفة لاسبوع كامل وبعناوين ومانشيتات كلها اساءة الى "النصر" ورئيسه من دون ان يتدخل احد لوقف ذلك. وحدث الامر نفسه للامير فيصل بن عبدالله بن ناصر رئيس نادي "الرياض".
ماذا حدث له؟
- شن الامير نواف بن محمد مشرف الكرة في نادي "الهلال"، في حديث اجرته معه صحيفة "الرياضية"، هجوماً مبالغاً فيه على الامير فيصل بن عبدالله الذي رد علىه وكتب تعقيباً على ذلك وأرسله لينشر في "الرياضية"، لكن الصحيفة منعت نشر التعقيب الذي كتبه الامير فيصل بن عبدالله دفاعاً عن نفسه كما مُنعت انا من قبل في صحيفة "اليوم". فهل يُعقل ان يحدث ذلك مصادفة وان يمنع نشر ردود يكتبها رئيسا ناديين للدفاع عن نفسيهما ونادييهما في حين يُنشر بالخطوط العريضة الهجوم الذي يشنه عليهما اثنان ممن ينتمون الى ناد واحد؟
أجمل الشعر
بعيدا عن الرياضة نسأل عن موهبة الشعر لديكم؟
- الحكم في ذلك يكون للآخرين، لكنني راض عنها كل الرضا، وقد بدأت بكتابة الشعر النبطي منذ سنوات الطفولة وكتبت بعد ذلك القصيدة النثرية والعمودية.
وما اجمل ما كتبت من شعر؟
- اذكر من ذلك ما قلته في الملك فهد بن عبدالعزيز في حرب الخليج:
فهد الحكيم الذي من اجله وقفت
قوافل الحق حتى تنجلي الغمم
انت العظيم فما زلّت او انحرفت
يوماً لكم عن مرافع عزةٍ قدمُ
ومنها قصيدة كتبتها في رثاء والدي الملك سعود بن عبدالعزيز عنوانها "مات ابو الضعفاء" وهي قصيدة طويلة أعتز بها كثيراً. وهناك قصيدة اخرى كتبتها عندما ماتت والدتي "ام فيصل"، وقد درجت تقاليدنا النجدية على عدم ذكر اسماء الامهات والزوجات فنقرنها عادة باسم اكبر ابنائهن، ونقول "ام فيصل" لأنه شقيقي الاكبر.
الا تفكر في جمع قصائدك وإصدارها في ديوان مطبوع مستقبلاً؟
- لقد طلب مني بعض الاصدقاء المسؤولون عن دور النشر جمع هذه القصائد لإصدارها في ديوان. وبالفعل افكر في ذلك، وسيصدر هذا الديوان بعنوان "همسات السحر"، وكنت كتبت له كلمة الاهداء قبل اكثر من عشرين عاماً. وهو في المناسبة اول ديوان شعر يُكتب اهداؤه في صورة ابيات شعرية وأذكر منها:
الى كل صبّ شهيد الغرام
تعلّق في حب ذاك الخطرْ
ورام الوصال فكان المحال
وجرَّعه الهجر كأس الامرْ
وناجى الحبيب بدمع صبيب
وبات الليالي حليف السهرْ
تعثّر حظٌ له في الهوى
ولم يقضِ في حبه من وطرْ
وهي كلمة اهداء شعرية طويلة اقول في نهايتها:
أقدم ديوان شعري الجديد ليسمعني همسات السحرْ.
القريبون منك يقولون انك كتبت عشرات القصائد اضافة الى تلك التي ذكرتها فلماذا تؤخر اصدار الديوان؟
- لم اصدر ديواني حتى الآن لأنه يتضمن قصائد غزلية صريحة جداً والصراحة الشديدة احدى صفاتي في كل شيء حتى في كتاباتي.
هل ترفض نشرها إذاً خوفاً من الحملات الاعلامية عليك؟
- اجاب ضاحكاً بسخرية انا لا اخشى هذه الحملات لكنني أرى تأجيلها لبعض الوقت.
فريقك "النصر"، ما نصيبه من قصائدك؟
- مقاطع شعرية صغيرة جداً نسجتها حول نادي "النصر" منها قصيدة بعنوان "احبك يا نصر" التي يغنيها الفنان طلال مداح ويرددها معه كثير من النصراويين.
وماذا عن مقالاتك الاسبوعية في الصحف التي كانت تنشر في زاوية عنوانها "بصراحة"؟
- سأجمعها أيضاً لتصدر في كتاب مستقبلاً.
هل تكتب مذكراتك؟
- نعم، أكتب مذكراتي وسأصدرها قريباً وهي بعنوان "أنا والمافيا الرياضية"، وكنت أحرص منذ سنوات على جمع كل الصور والوثائق وتسجيل كل ما يمر بي طوال سنوات عملي في المجال الرياضي في شكل نقاط مختزلة أو رؤوس موضوعات، وقد أكملت الآن 25 في المئة من كتابة هذه المذكرات، واحتاج الى بعض الوقت للانتهاء من إعدادها للنشر، ولعلي الآن أتفرغ لاستكمالها.
ما هي أبرز ملامح هذه المذكرات وأهم موضوعاتها؟
- تتضمن كل الأحداث التي مرت بي منذ أن كنت طفلاً صغيراً عشقت الرياضة ومارستها في ميدان المدرسة مروراً بكل الأحداث والقضايا وحتى المناقشات والمشاكل والمواقف التي مرت بي وبنادي "النصر"... كلها تجدها مسجلة في هذه المذكرات.
كم عدد اخوانك الأشقاء؟
- نحن الآن ستة أشقاء بعدما فقدنا ثلاث اخوات شقيقات توفين الى رحمة الله، وترتيبنا حسب العمر هو: الأمير فيصل وهو أكبرنا وبعده كانت هناك شقيقتان توفيتا الى رحمة الله، ثم يأتي بعد ذلك شخصي، وبعدي كانت هناك أخت شقيقة توفيت ايضاً الى رحمة الله ثم يليها في الترتيب الأمراء نايف وأحمد وممدوح وعبدالعزيز.
لماذا توقفت عن نشر مقالاتك الاسبوعية التي كانت بعنوان "بصراحة"؟
- لأنني اكتشفت أن اختلاف الرأي يفسد للود مليون قضية على خلاف ما كنت أتصور أو على خلاف ما اؤمن به الآن وهو أن "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية". كما أنني وجدت مضايقات من الصحافة "العوراء" أو صحافة "الريموت كونترول" التي أخذت تحذف اجزاء من مقالاتي قبل نشرها، الأمر الذي ضايقني كثيراً لأنني لا أحب ان يحذف شيء مما أقوله.
والاعلام يا أخي رسالة عظيمة وحرام ان يحمل القلم من لا يقدر قيمته. مهما أنجزنا من منشآت ضخمة وصروح شامخة ومهما بذلنا للرياضة لا يمكن أن نرتقي بمستوانا ما دام هناك إعلام يقصد الاعلام الرياضي مثل هذا النوع الذي ينخر في الجسد الرياضي السعودي.
سبق ان كنت في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فلماذا خرجت منه؟
- لأنني رجل صريح وواضح. التحقت بالاتحاد السعودي لكرة القدم لخدمة الرياضة في وطني واخترت لذلك، وكان لا بد من ان اؤدي رسالتي على أكمل وجه والا فالأفضل أن أبقى في بيتي مع أبنائي وزوجتي. وانا شخصياً لي مكانتي الرياضية على مستوى السعودية ودول الخليج والعالم العربي وكل دول آسيا، والحمد لله أن الجميع يعرف من هو عبدالرحمن بن سعود.
عندما التحقت بالاتحاد السعودي لكرة القدم كانت الجماهير التي قرأت آرائي ومواقفي في الصحف تنتظر مني الكثير، ولك أن تتصور كيف ستكون نظرتها الي عندما انضم إلى الاتحاد من دون أن أنفذ لها ما كنت وعدتها به. ستكون نظرة احتقار وعدم احترام، فهل من المعقول ان أتمسك بعضويتي في الاتحاد أو بأعظم منصب آخر في العالم، حتى لو كان رئاسة الولايات المتحدة، وأبيع محبة واحترام هذه الجماهير الوفية التي أفاخر بها لأنها ثروتي الحقيقية في هذه الحياة؟ هذا مستحيل.
لقد التحقت بالاتحاد السعودي مرتين لأحقق بعض الانجازات الرياضية في وطني لكنني وجدت أن المناخ لم يكن ملائماً لذلك.
هل معنى ذلك ان خلافات حدثت بينك وبين الاتحاد السعودي لكرة القدم أبعدتك عن الاتحاد؟
- نعم خلافات كثيرة جداً كان آخرها قضية وقف كابتن "الهلال" يوسف الثنيان ولاعب "النصر" فهد الهريفي ومنعهما من السفر، فبعضهم كان يعتقد خطأ بأنني أطالب بمعاقبة هذين اللاعبين إلا أن ذلك ليس صحيحاً ولأنني لم أشارك في الاجتماع الذي تقررت فيه معاقبتهما فقد طلبت من عبدالرحمن الدهام سكرتير الاتحاد أن يرسل الي التقرير الذي استند اليه في قرار التوقيف لاطلع عليه لأنني كنت وقتها رئيساً للجنة الفنية للاتحاد... لكنه تهرب من ذلك. وبالمناسبة أقول، لله سبحانه وتعالى وللتاريخ، إن الرياضة السعودية لن تزدهر بوجود الدهام وصالح بن ناصر لأنهما مركزيان ويتآمران على أي شخص ناجح لأنهما أعداء النجاح.
وفي أول اجتماع للاتحاد السعودي بعد ذلك طلبت احاطتي بأسباب وقف الثنيان والهريفي فأخبروني بأن ذلك تم بموجب تقرير من صالح بن ناصر وعبدالرحمن الدهام وعلي داود، ولما سألتهم هل تحققوا من صحة التقرير الذي كتبه هؤلاء الثلاثة نفوا ذلك واستنكروا سؤالي هذا، فذكرتهم بأن أنظمة الحكم في الدولة لا تجرم أحداً حتى تثبت ادانته. وطلبت ان تشكل لجنة تحقيق برئاسة الأمير سلطان بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ونائب رئيس الاتحاد وعضويتي وعضوية الجهات المختصة وأحد أعضاء الاتحاد السعودي من غير الأشخاص الثلاثة الذين أصدروا التقرير. لكنني لم أجد تجاوباً كما سمعت بعض الكلمات التي لم يكن ينبغي أن تقال في الاجتماع.
وهناك حادثة اخرى استنكرتها في احد اجتماعات الاتحاد عندما وجدت ذات مرة في معسكرات المنتخب السعودي نحو 14 نارجيلة شيشة يدخنها لاعبو المنتخب وكان مظهرهم يدل على عدم الانضباط. ولما قدمت احتجاجاً على ذلك الى الاتحاد وطالبت بمحاسبتهم كان تعليق صالح بن ناصر أن الشيشة مثل السيجارة وان لا شيء في ذلك، فوجدت ان النقاش ليس مجدياً وأن وجودي غير مرغوب فيه فانسحبت من الاجتماع ومن عضوية الاتحاد لأنني وجدت ان هناك أشخاصاً يظلمون ولم أشأ ان أكون أحد المشاركين في ارتكاب تلك المظالم فخرجت من الاجتماع وقطعت صلتي بالاتحاد السعودي لكرة القدم نهائياً.
لماذا نراك تجلس دائماً أثناء المباريات مع الطاقم الاحتياطي للاعبين وتترك مكانك في المنصة الرئيسية المخصصة لكبار الشخصيات؟
- أنا لا اؤمن بالبروتوكولات، ومن تقاليدنا في السعودية أننا جميعاً نبقى بعضنا مع بعض ونعيش معاً كمواطنين بغض النظر عن المناصب أو الألقاب، كما أنني أعرف قيمة ان يبقى الاداري أو رئيس النادي قريباً من لاعبيه لما في ذلك من تأثير نفسي جيد فيهم، ولذلك أفضل دائماً أن أكون قريباً منهم.
بعيداً عن كرة القدم ما هي هوايتكم المفضلة؟
- القراءة وكتابة الشعر والمقالات والمذكرات الخاصة، كما أعشق السباحة. وكما ترى نحن الآن نجلس أمام المسبح، ولا بد لي أن أمضي ساعتين يومياً - ولكن من دون أن تكونا متواصلتين - في السباحة. كما أحب جلسات المناقشة الفكرية في بيتي حيث أمضي مع أصدقائي من أمثال الدكتور عبدالرحمن العتيبي والدكتور عبداللطيف العوفي وعبدالله الدوسري وعبدالعزيز بن شنار والدكتور جمال الشرقاوي والدكتور سعد الطمرة وغيرهم... نمضي معاً أمسيات جميلة في جلسات حوار فكري ودردشة.
التصريحات النارية
غالباً ما توصف تصريحاتكم الصحافية بأنها نارية سواء كانت قبل مباريات "النصر" أو بعدها، فهل سمعت عتاباً من بعض المسؤولين يدعوك الى التخفيف من حدة ذلك ولو على سبيل المزاح؟
- كلا، لم يحدث ذلك مطلقاً بل على العكس أحظى، والحمد لله، باحترام وتقدير من جميع المسؤولين، كما ان تصريحاتي ليست نارية لكنها صريحة جداً، ولا أسيء فيها الى أحد، وأتحدى كل من يدعي انني أسأت اليه، إلا إذا كان هو الذي بدأ بذلك، والبادئ أظلم، كما يقولون، وعليه في هذه الحالة ان يتحمل لأنني سأرد له الصاع صاعين بالواقع وبالمنطق وبعد ذلك أتصافح معه وأحترمه أيضاً، لأنني لا أحمل في قلبي كرهاً لأحد، ولذلك تجدني أصافحهم وأمازحهم.
ولكن مع الأسف هناك من يعتقدون بأن هذه سذاجة ولا يعرفون انها من طيبة قلبي وتقاليدي العربية الأصيلة التي تربيت عليها وتجعلني دائماً أكبر من الضغائن وأحاديث القيل والقال. والمسؤولون دائماً يرحبون بالانسان الواضح والصريح، وأنا لا أحب ان أتكلم من فراغ، وحتى هجومي على الاعلام الرياضي الذي يعمل بپ"الريموت كونترول" يستند الى حقائق ووثائق احتفظ بها، وأتحدى كل من يحاول ان ينفي ذلك او يرد عليه لأنني سأثبت له وللجميع بالوثائق والمستندات حقيقة اتهاماتي وعندي كل ما يثبت لك صحة الاتهامات التي ذكرتها لك في هذا الحوار.
وليعلم الجميع من خلال "الوسط" ان اعتزالي الرياضة لا يعني اطلاقاً انني سأغض الطرف عن الحملات التي تستهدف نادي "النصر"، فإذا استمرت هذه الحملات سأكون مضطراً إلى فضح كثير من الأمور لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولا أريد ان أكون كذلك.
ما رأيكم في المعلقين الاذاعيين لمباريات كرة القدم السعودية، هل تجد بينهم هلاليين أيضاً؟
- لا شك في ذلك فمنذ ان تقلد منصور الخضيري وخالد الحسين مسؤولية الاعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتربّع على القمة صالح بن ناصر لم يعد هناك من معلقين او صحافيين إلا "الهلاليون" فقط. وكلنا نذكر ما لقيه محمد البكر وكيف انني دافعت عنه في زاويتي الأسبوعية "بصراحة"، لكنه لما "قُرّص" انقلب ليعمل ضد من دافعوا عنه وأصبحت صحيفته تعمل ضد "النصر"، ولم يعد بوسع المعلق الرياضي الذي لا يتحامل على "النصر" ولا يجامل "الهلال" ان يستمر في عمله. ولكن هناك معلقون جيدون أخشى عليهم من صحافة "الريموت كونترول" ومن هؤلاء محمد الفايز وابراهيم الجابر لأنهما يتميزان بأداء رائع يستند الى خبرات رياضية جيدة.
ما الذي يميزهما؟
- في رأيي، ان من المهم ان يكون المعلق الرياضي لاعباً يفهم فنون كرة القدم، والمعروف ان الفايز كان يلعب سابقاً في فريق "الوحدة" وفي المنتخب الوطني، وقد ساعدته خبراته الرياضية في ان يكون معلقاً جيداً. كما ان ابراهيم الجابر جيد على رغم هلاليته ومتميز في تعليقاته التلفزيونية على المباريات. ولا غضاضة في ان يكون هذا نصراوياً او ذاك هلالياً، فكلنا اخوة، ولكن ما لا نريده هو التعصب واستغلال الميكروفون او القلم او المركز الوظيفي لمصلحة نادٍ معين او ضد نادٍ آخر.
وأذكر من المعلقين الممتازين ايضاً زاهد قدسي الذي ترك العمل في هذا المجال نظراً إلى كبر سنه وهو شيخ المعلقين الرياضيين في السعودية. وهناك ايضاً غازي صدقة وعلي داود الذي كان في السابق معلقاً رائعاً على رغم اختلافي معه الآن بعدما أصبح مديراً للمنتخب الوطني، وأتمنى ان يعود الى الميكروفون مرة أخرى لأنه افضل معلق رياضي في تاريخ الرياضة السعودية، وفي اعتقادي انه يمثل مع يوسف سيف من دولة قطر أبرز المعلقين الرياضيين في العالم العربي.
جماهير "النصر" اكرم
ماذا عن اقتراح الأمير ممدوح بن عبدالرحمن تطبيق فكرة المئة ألف عضوية لتوفير دعم مالي ثابت للنادي؟
- الأمير ممدوح يدرس الآن هذه الفكرة وهو عادة يعلن أفكاره على الملأ ليرصد ردود الفعل ويتبين من خلالها الجوانب الايجابية والسلبية للفكرة ثم يخضعها لدراسة دقيقة قبل ان يقدمها إلى إدارة النادي.
بالمناسبة لماذا نجد دائماً ان أعضاء شرف "الهلال" وكبار مشجعيه ومسؤوليه أكثر سخاء من نظرائهم في "النصر" في ما يتعلق بتمويل ناديهم ودعم لاعبيه بالأموال؟
- جماهير نادي "النصر" أكرم من جماهير "الهلال" في دعم ناديهم بدليل كثافة حضورهم مباريات "النصر". كما ان اعضاء شرف "النصر" لا يدخرون جهداً في دعم النادي. اما نادي "الهلال" فتمويله يقتصر على رجل ثري واحد هو الأمير الوليد بن طلال صاحب البنك السعودي المتحد الذي يشجع "الهلال". ومن المعروف الآن ان نادي "الهلال" أصبح يعتمد على الأمير الوليد بن طلال وابنه الأمير خالد حتى في مكافآت لاعبيه فيما يتبنى الأميران فيصل بن سلطان وتركي بن سلطان فريقي الناشئين والشباب بنادي "الهلال"، وكثّر الله خيرهم. وبالمناسبة فإن الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز من أحب الناس الى قلبي وأكن له كل تقدير واحترام، وأتمنى من كل قلبي ان يكون في نادي "النصر" اليوم قبل غد لأنني أراه عضواً مثالياً بكل معنى الكلمة.
ولدينا في نادي "النصر" من يدعمنا سواء من أعضاء الشرف او من غيرهم من النصراويين، وإن كان هذا الدعم لا يصل الى حجم الملايين الخمسة التي يدفعها الأمير الوليد بن طلال سنوياً لنادي "الهلال". ولكن هناك ايضاً من يدعمون "النصر" بأكثر من ذلك من دون ان يذكروا أسماءهم.
الاحتراف في الخارج
هل صحيح ان الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز أحد الذين يمولون ويدعمون نادي "النصر"؟
- صمت قليلاً، ثم أجاب: أنا أفتخر بالأمير عبدالعزيز بن فهد وأعتز به كثيراً وهو من الشخصيات التي أكن لها كل حب وتقدير واعجاب. والواقع ان خيراته على الشباب السعودي، سواء في الأندية الرياضية أو خارجها، كثيرة جداً، ولهذا الرجل مواقف مشرفة جداً في المجالات الاجتماعية والدينية والرياضية والثقافية والعلاجية للمواطنين، وله اياد بيضاء على الجميع ومن بينهم نادي "النصر".
هناك من يتحدث عن ضعف مستوى اللاعبين المحترفين في صفوف "النصر" بدعوى ان تواضع الحالة المالية للنادي حال دون تعاقده مع لاعبين أفضل، فما هو تعليقكم على ذلك؟
- على النقيض من ذلك تماماً نجد ان لاعب "النصر" يوسف فوفانا هو صاحب أعلى العقود قيمةً بين اللاعبين الاجانب في السعودية، كما ان أوهين كنيدي هو هداف الدوري ونحن لا نختار إلا أفضل اللاعبين للتعاقد معهم.
ما هو رأيكم في اتاحة الفرصة أمام اللاعب السعودي للاحتراف في الخارج، ألا يؤثر ذلك سلباً في الأندية الوطنية التي ستفقد في هذه الحالة أفضل لاعبيها؟
- هذه فكرة ممتازة لأنها سترتقي بمستوى اللاعب السعودي وتجعل منه لاعباً طموحاً، ولكن لدي ملاحظات على هذا الموضوع:
الأولى، تتعلق بنظام الاحتراف المطبق حالياً والذي توجد فيه أخطاء كثيرة جداً خصوصاً ان من يرأس لجنة الاحتراف هو صالح بن ناصر وعبدالرحمن الدهام، وكما يقول المثل ان فاقد الشيء لا يعطيه، فهما لم يكونا في يوم من الأيام لاعبين ولا إداريين في الاندية ولم يسبق لهما ان مارسا الرياضة ومع هذا نجد انهما وضعا 70 في المئة من نظام الاحتراف، لذلك جاء مليئاً بالاخطاء حتى أصبح يضر بفكرة الاحتراف أكثر مما يفيدها.
وسبق ان قلت رأيي في ذلك صراحة وهو اننا لو أردنا تطبيق نظام صحيح للاحتراف فيجب ان ندرس جيداً الأنظمة المطبقة في مختلف الدول المتقدمة في هذا المجال ثم نشكل لجنة من عدد من اللاعبين المثقفين وعدد من الاداريين في الأندية ومن الاتحاد السعودي لكرة القدم لدرس الموضوع وتكوين قاعدة صحيحة لنظام الاحتراف للخروج بنظام جيد. لقد دعمت الدولة نظام الاحتراف دعماً كبيراً، كما دعمت غيره من المشاريع الرياضية في السعودية التي تعتبر من أكثر دول العالم دعماً للحركة الشبابية والرياضية. وعلى رغم ان الاعانات للأندية الرياضية قد تكون قليلة فإن دعم الدولة للرياضة كبير جداً بدليل ان هذه الصروح الشامخة لا يوجد مثلها في أي دولة في العالم، مما يؤكد اهتمام حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز. واتمنى ان يكون هناك ترشيد وان ينصب الدعم عبر قنواته الصحيحة وهذه مهمة الجهات المسؤولة عن الحركة الرياضية.
ما هو المطلوب إذن لارساء نظام احتراف على أسس صحيحة؟
- الدولة تدفع سنوياً ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ريال للنادي ويجب ان تذهب هذه الاموال عبر قنواتها الصحيحة وتُرشّد بشكل صحيح. فكيف تطبق الاحتراف من غير ان تقدم مكافآت إلى اللاعبين المحترفين؟ حتى الموظف المتميز في عمله عندما لا تقدم إليه مكافأة فإنه سيتساوى مع غيره من الموظفين العاديين، وكيف يتسنى لي استقدام لاعبين ممتازين من دون ان يكون لي دخل مالي كاف من المباريات، خصوصاً ان دخل التلفزيون والاذاعة لا يتجاوز 10 الى 12 ألف ريال على المباراة، في حين انه يحرمني من قيمة تذاكر مئات الآلاف من الجماهير التي كان يمكن ان تحضر لمشاهدة المباراة في الملعب.
ثانياً: كيف اسمح للاعب السعودي بأن يلعب في الخارج وهو محروم حتى من اللعب لناديه كما حدث مع لاعبي المنتخب السعودي الذين حرموا من أنديتهم لمدة سنة كاملة في الموسم الماضي فهل تجد نادياً أوروبياً يقبل بأن يتغيب اللاعب المحترف في صفوفه لمدة عام كامل؟ هذا مستحيل.
يبدو ان لكم فلسفة معينة في التعامل مع مدربي الفريق النصراوي، فما هي أهم اسس هذا التعامل؟
- الاحترام والتقدير الكاملان وإفهام المدرب ان معه لجنة ادارية واعية وعدم ترك الحبل على الغارب للمدرب لكي يتصرف كما يشاء. فهو اشبه ما يكون بالقائد العسكري الذي يضع خططه للوصول الى الأفضل، ولكن لا بد من ان يكون معه مساعدون وأركان حرب يناقشونه في خططه لتكون على أكمل وجه. ولكن ليس معنى ذلك ان تفرض رأيك على المدرب لأن الرأي الفني يبقى في النهاية للمدرب والرأي الاداري يبقى للادارة، كأن تتدخل لمنع المدرب من تجميد أو توقيف أي لاعب لخلاف بينهما في الرأي.
لكن بعض المدربين السابقين في نادي "النصر" تذمر من تدخلك الشخصي في اعماله وخططه، خصوصاً في المباريات الكبرى، فهل ترى ضرورة ذلك؟
- لا اعتقد بأن هناك مدرباً اشتكى. ولو نُشر ذلك في أي من الصحف فقد يكون مجرد تلفيق ينسب زوراً الى المدرب بعد سفره الى بلاده ببضعة اشهر. ولو كنت انا الذي أضع خطط لعب الفريق في المباريات الكبرى وأعمل بالتالي كمدرب واداري للفريق واخطط لكل شيء ومع ذلك حققت كل هذه الانتصارات العظيمة ل "النصر" فمعنى ذلك انني يجب ان أبقى حالة استثنائية تجب دراستها على مستوى المعاهد الرياضية المتخصصة في العالم، وهذا غير صحيح، فأنا لا أتدخل في مهمات احد لكنني أقدم رأيي الفني إلى زملائي والمدرب فإما ان أقنعه وإما أن يقنعني، ولكن يبقى له القرار الأخير.
في حياة الانسان اليومية كثير من المواقف الطريفة والصعبة فماذا تتذكر من ذلك الآن؟
- مثل هذه المواقف كثير، لكنني لا استطيع ان استحضر هذه المواقف الآن وستقرأها، ان شاء الله، في مذكراتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.