من الرائج ربط السيارة الفخمة بصورة مريحة تدخلها عالم الرزانة الهادئة... ولو قسراً أحياناً. ليست الصورة مخطئة، لكنها ليست كاملة أيضاً، والا كيف يمكن تصنيف جديدة آودي التي ستتربع في أعلى فئات موديل "آي 8" الفخم العالي ابتداء من مطلع 1997، ناسفة حتى الحرف التعريفي الأول ليطلق عليها اسم "اس 8"؟ فعندما تستعمل آودي حرف "إس"، تعرف نواياها بوضوح: الرياضية الفعلية لا "الانطباعية" فحسب. هذا لا يلغي تمتع فئات "إس" بأعلى مستويات تجهيز موديلات آودي، لكنها تعني ما تعنيه أيضاً في باب العدائية. تمتعت أعلى فئات موديل "آي 8" حتى الآن بدفع رباعي كواترو، مع محرك ذي ثماني أسطوانات V سعتها 4.2 ليتر، وقوته محترمة جداً 300 حصان. لكن إنزال فئة "إس 8" الرياضية يتطلب المجيء بما يميزها أكثر. فمرسيدس - بنز وبي ام ف مثلاً تخصان أعلى موديليهما من فئتي "إس" و"7" على التوالي بمحركين ذوي اثنتي عشرة اسطوانة: 6.0 ليتر/ 394 حصاناً في مرسيدس - بنز "600" و5.4 ليتر/ 326 حصاناً في بي إم ف "750". صحيح ان الرياضية البحتة ليست هدف هذين المحركين بل القوة والنعومة الأكثر نبلاً، لكن طالما شاءت آودي تمييز أعلى عروضها فخامة بصورة رياضية النخبوية، وطالما ليس لديها محرك بدزينة من الاسطوانات، يبقى أمامها التحرش بالمحرك ذاته لرفع قوته وعزم دورانه، مع دفع رباعي ممتاز لا يتوافر لدى أي من منافستيها المباشرتين لتحفظ علاماتها الفارقة بدورها. لذلك فتح مهندسو آودي غطاء المحرك من جديد وأتوا بما أوصله الى ما بين قوتي محركي منافستيها المباشرتين: 340 حصاناً. أبرز وسائل رفع القوة اثنتان، أولاهما اطالة رحلة صمامي ادخال مزيج الهواء/ الوقود الى كل من الاسطوانات 4 صمامات للأسطوانة الواحدة، بينما تطيل الثانية مهلة انفتاح الصمامين المعنيين. صحيح ان نظام ادخال المزيج متبدل ضمن نمطين حتى في صيغة ال 300 حصان، بمسالك طويلة تحسّن العزم في الدوران المنخفض، وأخرى قصيرة تسرّع دخول المزيج لزيادة القوة في مجالات الدوران العليا، لكن التغيير الذي حصل في صيغة ال 340 حصاناً بدّل كلاً من تلك المعايير مع البرمجة الالكترونية لادارة وظائف المحرك، الى جانب تطويرات أخرى منها رفع نسبة انضغاط مزيج الهواء/ الوقود قبل اشتعاله في غرف الاحتراق، من 10.8:1 إلى 11.6:1. وفي النظر الى سعة المحرك 4172 سنتم3، تبدو نسبة استخراج القوة في معدل ممتاز، 81.49 حصاناً في الألف سنتم3، لا سيما أنها لا تأتي على حساب عزم الدوران والتلبية بالتالي مطلقاً لأن المحرك يستخرج 98.2 نيوتون - متر في الألف سنتم3 410 نيوتون - متر/ 3500 د.د.. وبعلبة عادية ذات ست نسب أمامية لا تتطلب "إس 8" أكثر من 5.5 ثانية لتخطي المئة كلم/ ساعة، علماً بأن سرعتها القصوى محددة لئلا تتخطى 250 كلم/ ساعة. ويمكن طلبها أيضاً مع علبة أوتوماتيكية بخمس نسب أمامية، مع نظام "تيبترونيك" الذي يمكن السائق من اختيار النسبة التي يريدها انما من دون السماح بنسبة سيؤدي تعشيقها الى رفع دوران المحرك الى حدود مؤذية. فوق ذلك، لن تتركك آودي مع "إس 8" وأحصنتها من دون وسائل الحماية اللازمة. فعدا عن الوسادتين الهوائيتين ومختلف وسائل امتصاص الصدمات، تأتي علبة التروس التفاضلية بنظام تورسن الذي ينقل العزم من المحور المعرضة عجلتيه للانزلاق بفعل العزم، الى عجلتي المحور الآخر الأكثر ثباتاً. وحتى إذا مالت العجلات الى الانزلاق عند الانطلاق، يتدخل نظام الكبح لضبط عزم العجلة المائلة الى الانزلاق ونقله بنعومة الى الأخرى الأكثر تشبثاً. وفي المناسبة، يتمتع نظام منع الانزلاق الكبحي بميزة تضبط نسبة الكبح الترددي على كل من العجلات حسب طبيعة الطريق، آخذة في الاعتبار الخطوط المستقيمة أو المنعطفات للحفاظ على سلامة سلوك السيارة في مختلف الظروف. وطبعاً، هناك تعديل معايير التعليق الأكثر قسوة لتحمل فارق القوة مع خفض السيارة نحو 20 ملم عن موازيتها "آي 8"، وعجلات الألومينيوم 8 × 18 بوصة الخاصة بهذه الفئة مع اطارات 245/45 زد آر بما يزيد الشعور بمباشرة اللف أي بدقة خضوع عجلتي التوجيه لحركة المقود. ويشار الى أنه في الطرف المقابل التحق حديثاً بأدنى فئات موديل "آي 8" خيار محرك ال 2.8 ليتر ذي الصمامات الخمسة لكل من الاسطوانات الست V، والبالغة قوته 193 حصاناً كانت 174 حصاناً في سابقه، وبعزم دوران يوازي 280 نيوتون - متر عند 3200 د.د. كان 250 ن - م/ 3000 د.د.. وتتولى ثلاثة من الصمامات الخمسة مهمة ادخال مزيج الهواء/ الوقود في مقابل اثنين لتنفيس الغازات المحترقة. وهي ستتوافر مع علبة أوتوماتيكية بأربع نسب أمامية، وتبلغ سرعتها القصوى 233 كلم/ ساعة كما تتطلب 9.8 ثانية لبلوغ سرعة 100 كلم/ ساعة. وهو محرك متوافر أيضاً في موديلي آي 4 المتوسط - الكبير و"آي 6" الكبير. ويذكر أخيراً أن أسعار الفئات وتجهيزاتها تتفاوت بين الدول بمعزل عن قيمة صرف العملات.