ليست كتاباً جديداً يضاف الى ركام الترجمات التي تثقل يومياً كاهل المكتبة العربية، ذاك الذي عرّبه أخيراً الشاعر اللبناني بسام حجار، وصدر عن "دار الجديد" البيروتية تحت عنوان: "يا لها من فتاة شقراء، تباً! إنها مارلين". فالكتاب يحمل توقيع الروائي الاميركي نورمان ميللر. وصاحب "أنشودة الجلاد" يكتب هنا نوعاً من السيرة، مضيفاً اليها لمسات الروائي. السيرة تروى على لسان مارلين مونرو. انها أكثر من جولة في حياة النجمة الهوليوودية التي بقي انتحارها سراً ولغزاً محيرين. يبدأ ميللر من شخصية ميلتون غرين، المصور الذي رافق مارلين، وأدار شركة انتاج باسمها. كان ميلتون صديقاً، ولم تتجاوز علاقتهما هذا الحد. ولأن علاقتهما اتخذت هذا المنحى، فهي - حسب ميللر - تخفي حباً مموهاً، هو الأبقى والأهم في حياة مارلين. فسقوطها بدأ مع تركها ميلتون الذي برهن أيضاً، بعد الفراق، عن صداقة - وربما عن حب - لا ينتهيان. مونرو المعذبة نشأت في مأوى للأيتام، وتعرضت في شبابها الاول لبؤس جرها الى ان تفعل كل شيء بجسدها ونفسها. وهي لن تُشفى، حسب الكاتب، من هذا الجرح، ولن تغدو سيدة أبداً. ستكون الاشهر والاجمل، لكنها، بينها وبين نفسها، ستظل ابنة الشارع. وستظل روح الحضيض الذي خرجت منه، تلاحقها وتعذبها. أما آرثر ميلر، المسرحي المعروف الذي تزوجها وكتب عنها مسرحية بعد انتحارها، وتكلم عنها مطولاً في مذكراته، فلن يفعل لها شيئاً. لا يخفي الروائي ميللر نورمان، كرهه للمسرحي ميلر آرثر. انه في نظره يائس، محبط، وبخيل ايضاً. هكذا يحطم ميللر أسطورة اليساري الذي واجه المكارثية، بصلابة ومبدئية. إذ يبدو آرثر آخر من يقدم دعماً لمارلين. بل انه يقطعها عن مصادر قوتها ودعمها آل ميلتون، ثم يتركها في الحضيض. ويشير كاتب "تباً! انها مارلين" الى زميله، بشكل غير مباشر، بصفته المسؤول الاول عن انتحارها. والكتاب الذي يميزه غلافه عن معظم اصدارات "دار الجديدش، يدفع الى تساؤل: هل تحاول هذه الدار الطموحة التي ترفع لواء النوعية والتمايز وسط أجواء النشر المتردية، ان تزيد انتشارها عبر اختيار توجهات جديدة، وسياسة نشر قد تطال دائرة أوسع من القراء، من دون تقديم تنازلات على مستوى النوعية؟