احتفل "بيت الشعر" في تونس أخيراً بميلاده الثالث، وهو مؤسّسة رائدة أنشأتها وزارة الثقافة بقرار خاص من رئاسة الجمهوريّة. وعلى رأس هذه المؤسسة، عُيّن الشاعر التونسي المشاكس أولاد أحمد، صاحب التجربة الرائدة والمعروف مغرباً ومشرقاً. كانت بداية المغامرة صعبة بالنسبة إلى الشاعر، بسبب الموازنة المحدودة التي خصّصت ل "بيت الشعر". لكنّ أولاد أحمد صمد وحاول ونجح في خلق حركة من حوله، وتبدو اليوم جردة الحساب ايجابيّة، والرهان رابحاً بشكل عام، إذا تجاوزنا بعض المسائل التفصيلية التي يفرضها الأمر الواقع. أعدّ أولاد أحمد برنامجاً طموحاً، خوّله اقتحام المشهد الثقافي التونسي. نظّم "بيت الشعر" لقاءات وندوات شعريّة في عشرات المدن والقرى التونسيّة. ودعا محمود درويش إلى قفصة في ربيع 1995. وأشرف على لقاء شعري ناجح في مدينة تطاوين أقصى الجنوب التونسي خلال الربيع الماضي، حضره شعراء من لبنان والمغرب وسويسرا واسبانيا. وقبل أسابيع صدر الكتاب الأوّل ل "بيت الشعر"، متضمّناً قصائد لأبرز الشعراء التونسيين من أمثال محمد العزّي، عزّوز الجملي، حشاد الزموري وفتحي النصري. كما تضمّن الكتاب مداخلات نقديّة ومقاربات في الشعر التونسي المعاصر قدّمها كلّ من القصّاص عبدالجليل بوقرة، والناقد أحمد الحاذق العرف، والقصّاص حسن بن عثمان، والشاعرين محمد الغزي والمنصف الوهايبي.