عادت قضية انضمام مصر الى اتحاد دول المغرب العربي الى السطح بعد زيارة الرئيس حسني مبارك لكل من ليبيا وتونس. فخلال المحادثات التي جرت بين الرئيس المصري والعقيد معمر القذافي أكد الزعيم الليبي تأييد الطلب المصري الذي قدم خلال قمة الاتحاد المغاربي التي عقدت في تونس العام 1994 بانضمام مصر الى الاتحاد بصفة مراقب، وهو الطلب الذي قد يتطور في مرحلة لاحقة الى عضوية كاملة. وتقول مصادر ديبلوماسية مغاربية ان القذافي أكد للرئيس مبارك ان ليبيا ستبذل كل جهودها لتحقيق الانضمام المصري في اطار المساعي التي تبذلها "من أجل تحقيق الوحدة العربية الشاملة". لكن لم يعرف اذا كان الرئيس المصري اثار هذا الموضوع خلال زيارته القصيرة لتونس. ولا يبدو أن هناك احتمالاً بعقد قمة قريبة للاتحاد المغاربي، وهي قمة تقرر انعقادها منذ أكثر من عامين في الجزائر لكنها تأجلت اكثر من مرة. واستناداً الى ميثاق الاتحاد فإن القمة وحدها مخولة اتخاذ القرار بانضمام أي عضو جديد الى الاتحاد، سواء كان كامل العضوية أم بصفة مراقب. ويتطلب قبول عضو جديد اجماع الأعضاء الخمسة. وإذ يبدو ان احتمال انضمام مصر لن يثير معارضة إلا أن الاجراءات الخاصة به قد تطول، خصوصاً أن مسيرة الاتحاد مجمدة منذ أن قرر المغرب قبل عام تجميد نشاطه داخل الأجهزة الاتحادية احتجاجاً على موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية. أما مصر فانها تحاول الانضمام الى أحد التكتلات العربية منذ انحلال الاتحاد العربي الذي تأسس في العام 1988 وانفرط عقده مع الاجتياح العراقي للكويت وبروز خلافات بين الدول التي كان يتشكل منها وهي مصر والعراق واليمن والأردن. وتقول مصادر مغاربية انه في حال قبول الطلب المصري فإن على الاتحاد المغاربي أن يبحث عن تسمية أخرى له، لافتين الى أن اليمن قدم أخيراً طلباً رسمياً للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي، حسب قول مسؤول يمني، لكن القمة الخليجية الأخيرة في الدوحة لم تنظر فيه رسمياً، الأمر الذي يعني أن الاتحاد العربي دفن نهائياً.