كان حفل افتتاح نهائيات كأس آسيا الحادية عشرة في منطقة كاسر الأمواج في أبو ظبي تحفة فنية بكل المقاييس. وقد تزامن مع اليوبيل الفضي لقيام دولة الامارات العربية المتحدة ومع الذكرى الثلاثين لاعتلاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سدة الحكم. وجاء الحفل بما تخلله من تقنيات وما حفل به من فخامة وأبهة بمستوى العروض التي تقدم في افتتاح المونديال أو في افتتاح الدورات الأولمبية، اضافة الى أنه سابقة كونه أقيم لأول مرة في غير المكان الذي تقام فيه المباريات فبهر الحاضرين وسحر الملايين الذين شاهدوا "اوبريت المعجزة" عبر القنوات الفضائية في مختلف أنحاء العالم. وبمقدار ما كان العرض آسراً بمقدار كان الصراع على زعامة الكرة الآسيوية محتدماً بعد توزع المنتخبات على ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى ضمت كلاً من الامارات الدولة المضيفة والكويتوكوريا الجنوبيةواندونيسيا. وضمت المجموعة الثانية التي أطلق عليها "مجموعة الموت" المملكة العربية السعودية والعراق وإيران وتايلند. أما المجموعة الثالثة فضمت اليابان حاملة اللقب والصين وسورية واوزبكستان. ويتأهل من كل مجموعة للدور ربع النهائي الفريقان اللذان يحتلان المركزين الأول والثاني اضافة الى فريقين حققا أفضل نتيجة في المركز الثالث. شهدت المجموعة الأولى أكثر من مفاجأة وكان المنتخب الكويتي سيد المفاجآت بلا منازع اذ أعاد سيناريو نتائجه في كأس الخليج فخسر أو تعادل حيث كان من المتوقع أن يربح وربح حيث كان من المتوقع أن يخسر، لكنه رغم تعثره أمام اندونيسيا 2/2 وخسارته أمام الامارات 2/3 بعد تقدمه بهدفين في الشوط الأول، استطاع ان يقلب المواقف رأساً على عقب وان ينتزع بطاقة التأهل بعد فوزه على كوريا الجنوبية 2/صفر واحتلاله المركز الثاني في مجموعته بفارق النقاط عن كوريا. وأما الامارات الدولة المضيفة فقد تصدرت المجموعة بسبع نقاط بعد تعادلها مع كوريا 1/1 وفوزها على الكويت 3/2 في اعادة منقحة للقائهما في كأس الخليج وفوزها على اندونيسيا 2/صفر وتعرضت كوريا الجنوبية التي كان يكفيها التعادل في لقائها الأخير مع الكويت لنكسة خطيرة قد تحول دون انتقالها الى ربع النهائي في حين أن اندونيسيا التي فاجأت الجميع في مباراتها مع الكويت سقطت أمام كوريا الجنوبية 2/4 وكانت أول المنتخبات التي خرجت رسمياً من الدور الأول. وشهدت المجموعة الثانية بدورها مفاجأة لا يعتقد أن المنتخب الايراني الذي فجّرها والحق هزيمة قاسية بالمنتخب السعودي 3/صفر كان يتوقعها أو يحلم بها خصوصاً ان السعوديين بدأوا بداية ممتازة فأتخموا شباك تايلند بستة أهداف نظيفة وتغلبوا على العراق بهدف يتيم وكانوا أول المتأهلين رسمياً للدور ربع النهائي ولعل أقصى ما كانت تطمح اليه ايران هو التعادل مع السعودية على أمل ان تتأهل بوصفها أحد فريقين حققا أفضل نتيجة في المركز الثالث لكن فوزها على السعودية جعلها تتصدر المجموعة بعدما تساوت معها نقاطاً وأهدافاً وجمع العراق 6 نقاط على غرار السعودية وايران لكنه تخلف عنهما بهدف واحد فاحتل المركز الثالث وتأهل بعد فوزه على ايران 1/صفر وعلى تايلند 4/1 وخسارته أمام السعودية صفر/1 في مباراة كانت قمة في الاثارة والأداء. اما المنتخب التايلندي فقد كان جسراً عبرت عليه فرق المجموعة الثلاثة الى الدور ربع النهائي ومما لا شك فيه أنه كان ضحية القرعة التي أوقعته في "مجموعة الموت". في المجموعة الثالثة بدأت اليابان حاملة اللقب بداية مضطربة وأفلتت من الهزيمة في مباراتها مع سورية قبل النهاية بست دقائق، حين سجلت هدف التعادل وما لبثت ان حولت الهزيمة انتصاراً عندما هزت الشباك السورية ثانية، وفي مباراته الثانية مع اوزبكستان بدد المنتخب الياباني الانطباع السيئ الذي تركه في أذهان المشاهدين وقدم أداء يليق ببطل آسيا مسجلاً أربعة أهداف نظيفة جعلته يتأهل للدور ربع النهائي. أما سورية التي كادت تفجر مفاجأة أمام اليابان فقد خيبت آمال مشجعيها وخسرت أمام الصين بثلاثة أهداف نظيفة وخرجت من دائرة المنافسة. وشهدت الجولة الأخيرة من مباريات هذه المجموعة مفاجآت صاعقة إذ خسرت الصين أمام اليابان بهدف يتيم في الوقت القاتل فتجمد رصيدها عند ثلاث نقاط. وجاءت الصحوة السورية متأخرة ففازت على أوزبكستان في آخر مباراة لها بهدفين مقابل هدف واحد فأدت خدمة للصين لا تقدر بثمن إذ أأعادت إليها الحياة بعد إعلان نعيها، ومرد ذلك إلى أن أوزبكستان وسورية والصين تعادلت نقاطاً 3 نقاط لكل منها على غرار ما حصل في المجموعة الثانية عندما تعادلت السعودية وإيران والعراق برصيد 6 نقاط لكل منها، ،وقد تأهلت الصين لأن فارق الأهداف لصالحها إذ سجلت ثلاثة أهداف ودخل شباكها ثلاثة بينما سجلت أوزبكستان 3 أهداف ودخل مرماها ستة وهو الرصيد ذاته لسورية التي حلت ثالثة لتغلبها على اوزبكستان. وبعد مباريات الدور الأول يمكننا القول ان ايران والسعودية والعراق من المجموعة الثانية واليابان من المجموعة الثالثة هي المنتخبات المرشحة لاحراز الكأس ولا يجوز أن نسقط الامارات من حسابنا رغم تفننها في إهدار الفرص، وليس من المستبعد أن يكون المنتخب الكويتي حصان البطولة الأسود، أما الفريق الأكثر تماسكاً أداء ونتائج فهو المنتخب العراقي