بدأت المنافسة بين الزعماء الجمهوريين لضمان الحصول على موافقة حزبهم على ترشيحهم في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة ضد الرئيس بيل كلينتون تثير قدراً كبيراً من الاهتمام، بعدما أصبح الثري ستيف فوربس يتصدر السباق الجمهوري ومتفوقاً على خصمه الرئيسي السيناتور روبرت دول. ولم يتضح حتى الآن هل سيرشح الثري الآخر روس بيرو نفسه، وهل سيخوض السيناتور بيل برادلي ديموقراطي قرر الاستقالة من حزبه المعركة الانتخابية مستقلاً. خصوصاً انهما يستطيعان استقطاب اصوات الناخبين من كلا الحزبين الرئيسيين. لكن برادلي سيُضعف بالتأكيد موقف كلينتون، ما يفسر تردده حتى الآن في اعلان قراره خوفاً من التعرض لاتهامات من الديموقراطيين بأن مشاركته في المنافسة مستقلاً ستكون لصالح الجمهوريين. وحسبما ذكرت "الوسط" قبل اسابيع، بات واضحاً ان معظم المرشحين الجمهوريين دخلوا المنافسة على ترشيح حزبهم لهم لمنصب نائب الرئيس وليس لمنصب الرئيس. اذ ان ألن كيز، وهو المرشح الأسود الوحيد، قرر الانسحاب بعدما أعلن الجنرال كولن باول انه لن يرشح نفسه ما يعني ان الحزب الجمهوري ليس مضطراً الى اختيار نائب أسود للرئيس، واذا قرر الحزب تسمية السناتور دول مرشحاً فمن المرجح ان يختار بيت ويلسون حاكم ولاية كاليفورنيا شريكاً له، ليضمن أصوات ناخبي الولاية التي تعد أكبر الولايات الأميركية لجهة الأصوات الانتخابية. أما اذا تفوق فوربس على دول وهو أمر مرجح حداً فمن المحتمل ان يحاول اقناع برادلي بخوض المعركة نائباً له، ولاضفاء صبغة الشعبية على حملته. لكن ذلك يعني اقناع برادلي - قبل كل شيء - بالانضمام الى الحزب الجمهوري وقبول برنامج فوربس لخفض الضريبة الاتحادية الى نسبة 17 في المئة. وهناك شريك محتمل آخر لفوربس، هو السناتور ريتشارد لوغار الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، المعروف بتأييده الشديد لاصلاح نظام الضريبة. والمعروف ان الانتخابات التمهيدية ستبدأ على مستوى الولايات الشهر المقبل. ويسود اعتقاد بأن السياسة الخارجية لن يكون لها تأثير حاسم في هذه الانتخابات، الا اذا حدث ما ليس في الحسبان لمهمة قوات حلف شمال الأطلسي في البوسنة - الهرسك. ومع ذلك فان عملية احلال السلام في الشرق الأوسط ستساعد حملة الرئيس كلينتون. وسيركز المرشحون في حملاتهم على سياسات الدفاع، لكن الشعب الأميركي بصورة عامة يريد ان يلمس فوائد السلام التي يجب ان تتجلى على الأقل في خفض نفقات الدفاع، وهو ما وعدت به الحكومة منذ سبع سنوات غداة انتهاء الحرب الباردة. والقضايا الرئيسية في هذه الانتخابات محلية، وفي مقدمها الضريبة، ثم الرعاية الاجتماعية والطبية، والضمان الاجتماعي، لا سيما التقاعد للمتقدمين في السن، ورفع مستوى التعليم ليصل الى ما هو عليه في كل من اليابان وألمانيا، ومكافحة الجريمة. وفوربس هو صاحب مجلة "فوربس" الأسبوعية الشهيرة التي ورثها عن والده. أما ناشرها فهو وزير الدفاع السابق كاسبر واينبيرغر. وكان مالكولم فوربس والد المرشح الجمهوري المحتمل من أشهر الأثرياء الشاذين جنسياً، وعرف بولعه بقيادة البالونات الطائرة والدراجات النارية. كذلك كان صديقاً للممثلة المعروفة اليزابيث تيلور. وقد ترك لابنه أيضاً احدى جزر فيجي كان اشتراها من مواطن استرالي بمليون دولار.