بعد انتظار طويل تسنّى لاجاكس امستردام ان يستعيد عرش الكرة الأوروبية عقب انتزاعه كأس الأندية ابطال الدوري من آ. سي. ميلان بهدف سجّله اللاعب باتريك كلويفرت في الدقيقة الخامسة والثمانين من المباراة النهائية التي أقيمت في فيينا وحضرها خمسون الف متفرج. ومن المفارقات الغريبة ان المرة الأخيرة التي احرز فيها اجاكس اللقب وذلك قبل 22 عاماً كانت ضد فريق جوفنتوس الايطالي وسجل يومذاك النتيجة ذاتها 1/صفر. وقد جاء فوز اجاكس تتويجاً لموسم كروي لم يذق فيه الفريق الهولندي طعم الهزيمة، وايذاناً بعودة الكرة الهولندية الى الساحة الاوروبية على أنغام الفالس في فيينا. أما فريق ميلان فقد كان عظيماً حتى في هزيمته علماً ان نتيجة المباراة لا تعكس بدقة وأمانة وقائع اللعب ومجرياته حيث دانت السيطرة للفريق الايطالي في معظم الاحيان، الا ان هذه النتيجة - وان ظالمة الى حد ما - جاءت مكافأة عادلة لمسيرة الفريق الهولندي طوال هذا الموسم. حذر متبادل وتقنية عالية اتسمت الدقائق الأولى من الشوط الأول بالحذر المتبادل اذ حاول كلا الفريقين ان يقوم بعملية جس نبض تقتضيه طبيعة المباراة خصوصاً ان ميلان كان يفتقد خدمات لاعبه المتألق سافيسيفيتش الذي ترك فراغاً لم يجد من يملأه. صحيح ان اجاكس استولى على الكرة في ربع الساعة الأولى من المباراة لكن طلعات مهاجميه لم تشكل خطراً جدياً على مرمى روسي. وتميَّز اداء ميلان بالهدوء والثقة والتحكم بالكرة وقد نجح لاعب الوسط ديسايي بالتعاون مع دونادوني وبوبان وألبرتيني في قطع خط الامدادات عن الهجوم الهولندي وبالتالي شل فاعليته، وباستثناء ركلة ركنية نفذها اجاكس في الدقيقة التاسعة عشرة كانت منطقة مرمى ميلان منطقة امان لا يعكِّر صفوها معكِّر. ولم يكتف لاعبو ميلان بالرقابة الصارمة وابعاد الخطر عن مرماهم بل هددوا مرمى اجاكس غير مرة ولا سيما في الدقيقة ال 29 والدقيقة ال 36. ومع ان اداء اللاعبين في كلا الفريقين تميز بالتقنية العالية فقد كان يفتقر الى شرارة تشعل المباراة وتفتح باب المجازفة والاثارة على مصراعيه، كما حصل في مباراة العام الماضي بين ميلان وبرشلونة... وفي الدقيقة ال 45 كاد سيموني يفتتح التسجيل لميلان لولا يقظة فان ديرسار حارس مرمى اجاكس الذي حوَّل قذيفته الى ركلة ركنية لم تؤتِ ثمارها. سيطرة ايطالية وهدف هولندي في بداية الشوط الثاني كاد ديسايي يسجِّل برأسه وشعر لويس فان غال مدرب اجاكس بأن اللقب سيفلت من يده اذا لم يتدارك الأمر، فأبدل لاعب الوسط سيدورف باللاعب كانوفي الدقيقة ال 53 لتعطيل فاعلية الثنائي كستاكورتا - باريزي، وهذا التبديل أمد الفريق بالحماسة والدينامية، وفي الدقيقة ال 67 قام مدرب اجاكس بتبديل آخر فخرج ليتمانن وحل محله المهاجم باتريك كلويفرت 18 عاماً معززاً بذلك قوة الهجوم الضاربة في الفريق. ومع مضي الوقت اشتعلت المباراة اذ حاول كلا الفريقين جاهداً ان يقتنص هدفاً وسنحت لميلان فرصتان: الأولى اثر قذيفة لسيموني عطَّلها حارس مرمى اجاكس والثانية لسيموني ايضاً كادت تلامس العارضة. وفي الدقيقة ال 78 اطلق كانو صاروخاً اخطأ هدفه... ومرت الدقائق وكل الدلائل توحي بأن الفريقين سيلعبان وقتاً اضافياً لحسم النتيجة، ولكن ريكارد لاعب ميلان السابق الذي قرَّر الاعتزال بعد هذه المباراة استعاد كرة رفعها اوفرمارز ومرَّرها الى كلويفرت فراوغ هذا الأخير بوبان وباريزي مسجلاً في الدقيقة ال 85 هدفاً قاتلاً في مرمى روسي. وضغط ميلان في الدقائق الأخيرة لتعديل النتيجة من دون جدوى، وهكذا أعيت حماسة الشباب مشفوعة بالحظ خبرة المخضرمين وحرمت ميلان من فرصته الأخيرة لانقاذ موسمه الكروي على اعتبار ان ميلان خسر معاركه على معظم الجبهات... فضيَّع اللقب الاوروبي في هذه المباراة، وخسر لقبه في الدوري الايطالي، وخرج من مسابقة الكأس في ايطاليا، وخسر الكأس القارية امام فريق فيليز الارجنتيني... واكتفى بجائزة ترضية متواضعة اثر فوزه على ارسنال في كأس السوبر الاوروبية. وبفوز اجاكس استطاع احفاد كرويف ان يتأثروا لهزيمته المذلة العام الماضي امام ميلان بأربعة اهداف نظيفة.