ابوظبي - ا ف ب، "الحياة" - رفضت المخرجة الايرانية مرجان ساترابي التي تشارك في مهرجان ابو ظبي بفيلم جديد لها الدخول في جدل حول مضمون فيلها السابق "بيرسيبوليس" الذي نال جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي (2007)، بعد رد الفعل السلبي والعنيف على عرض الفيلم عبر احدى القنوات التلفزيونية التونسية. وقالت مرجان ساترابي انها لا ترغب بالخوض في مضمون الفيلم الذي اتهم من قبل السلفيين في تونس ب"التعدي على الذات الالهية". واكتفت بالقول ان الفيلم "سبق عرضه في تونس مرات من دون ان يثير مثل ردة الفعل هذه... اعتبر ان عرضه هذه المرة جاء في وضع انتخابي مكهرب قليلاً، وهو الامر الذي استدعى ردة فعل مماثلة. كل ثورة تمر بأوقات عصيبة". غير ان مرجان ساترابي اكدت ايمانها بالشعب التونسي وقدرته على صنع مستقبل افضل، "الشعب التونسي شعب يتقدم واريد فقط ان اتكلم عن حبي واعجابي بهذا الشعب الذي انتفض قبل الجميع ضد الدكتاتور ونجح بازالته، هذا فقط ما اود الوقوف عنده". كذلك عبرت ساترابي عن ايمانها ب"قدرة الشعب التونسي على صنع مستقبله. اؤمن بذلك والعالم كله عليه ان يؤمن بذلك ايضا". وكان نحو 100 اسلامي متشدد هاجموا قبل ايام مقر تلفزيون "نسمة" في تونس وحاولوا احراقه إثر بثه فيلم "بيرسيبوليس" وتنظيمه حوارا حول التطرف الديني. وصرح نبيل القروي رئيس محطة "نسمة" اثرها بأنه تلقى تهديدات بالقتل بعد بث الفيلم واعتبر انه سيواصل نهج القناة في سعيها للحداثة في المنطقة المغاربية موضحا "لم نطرد ديكتاتورا ليحل محله آخر". وكانت هذه هي المرة الاولى التي يعرض فيها فيلم بيرسيبوليس باللهجة التونسية في تونس بعد عرضه بلغته الاصلية في اكثر من صالة في السينما في اوقات سابقة. وجاء هجوم السلفيين في تونس بعد اقتحام مسلحين كلية الاداب في سوسة (جنوب) جراء رفض تسجيل طالبة منقبة فيها، وسلسلة اعتداءات استهدفت سينمائيين خصوصاً من مثل نوري بو زيد الذي دعا مغني راب ينتمي الى حزب النهضة لقتله في أغنية أداها في تجمع للنهضة بتونس قبل اشهر. كذلك تلقت المخرجة ناديا الفاني تهديدات بالقتل على فيلمها الوثائقي الذي بات يحمل عنوان "العلمنة انشاء الله" بعدما كان عنوانه "لا الله لا سيدي"، كما تم الهجوم على صالة سينما "افريقيا" وتحطيمها بعدما قامت بعرضه. ويعرض مهرجان ابو ظبي لمرجان ساترابي وفانسان بارانو فيلمهما "دجاج بالبرقوق" حيث يتابعان اسلوبهما الساحر في ايجاد رسوم تشبه الممثلين هذه المرة ويؤدي دور البطولة فيها الفرنسي ماثيو امرليك بجانب ماريا دي ميديروس. ويؤدي امارليك دور ناصر الرجل الذي يفقد الحب ويكون عليه ان يبدأ كل شيء من نقطة الصفر، في اطار حكاية مفعمة تأخذ من الواقع لتصنع خيالاً استثنائياً. ويعرض الفيلم في اطار مسابقة الافلام الروائية الطويلة لمهرجان ابوظبي.