موضوع "الجاسوس الاسرائيلي يسرق اسرار العرب" اتى في الوقت المناسب تماماً ليكشف عن عمق الفجوة التكنولوجية بين العرب واسرائيل في وقت تجري المفاوضات الدائبة بخصوص توقيع اتفاقات الحد من التسلح النووي. والحقيقة ان هذه الفجوة يجب ان تزيد من تردد العرب بتوقيع الاتفاق ما لم تتعهد اسرائيل رسمياً بالسماح لهيئة الطاقة النووية العالمية بالكشف على المنشآت التي تملكها وتهدد بواسطتها المنطقة، لا بل العالم كله فمن يضمن لنا ان صحراء النقب حيث يوجد مفاعل "ديمونة" الاسرائيلي لن تشهد انفجاراً آخر من قبيل انفجار "تشيرنوبيل"؟ و هذه الفجوة التي يبدو ردمها مستحيلاً يجب ان تذكر المنادين بالتطبيع مع اسرائيل الى حقيقتين مهمتين. اولاً، هذا التطبيع - الذي ستفرض فيه اسرائيل شروطها لانها ذاهبة اليه من موقع القوة التي لايملكها سواها في المنطقة - سيساعد الدولة العبرية على الامعان في مضاعفة تسلحها النووي. وثانياً، ما الذي يمنع اسرائيل من استعمال هذه الاسلحة النووية حتى وان بدأت عملية التطبيع. فهي قد تلجأ الى استخدام اسلحتها هذه التي لا تستطيع الهيئة الدولية المعنية ان تراقبها او تضبط استعمالاتها. فهل يصدق العرب حسن نوايا اسرائيل، ويوقعون معها اتفاق تطبيع قد يساعها على احراز مزيد من التفوق عليهم؟ ابراهيم عبدالقادر الرقة - سورية