في تجارب اليوم الأول لسباق الجائزة الكبرى في برشلونة فجَّر سائقا فيراري جان أليزي وهيرغارد بيرغر مفاجأة من العيار الثقيل اذ سجَّلا تباعاً أفضل زمنين في التجارب واحتلا المركزين الأول والثاني، الا ان فرحة فيراري لم تدم طويلاً ففي تجارب اليوم الثاني انتزع بطل العالم الألماني مايكل شوماخر مركز الصدارة من أليزي بفارق ستة أعشار من الثانية. وكانت كل الدلائل تشير الى ان المنافسة بين بنيتون - رينو وفيراري ووليامس - رينو ستكون مثيرة الى آخر حد، لكن وقائع السباق جاءت على غير ما كان متوقعاً وأثبتت ان شوماخر فرض ايقاعه على منافسيه فدانت له السيطرة منذ لحظة الانطلاق حتى لحظة الوصول، واستعاد عن جدارة صدارة الترتيب العام. والواقع ان شوماخر كان بحاجة الى هذا الانتصار ليدعم هيبته التي تعرضت للاهتزاز، وليستعيد زمام المبادرة في الدفاع عن لقبه، ولذا قرَّر منذ البداية ان يضرب ضربته واضعاً نصب عينيه هدفاً واحداً: الفوز ولا شيء سوى ذلك، وقد تمَّ له ما أراد بفضل تصميمه من جهة، وبفضل ادائه الرائع من جهة ثانية، وخصوصاً بفضل محرك سيارته الذي لبَّى تطلعات الفارس الطموح. وتجدر الاشارة الى ان قيادة شوماخر كانت نموذجية طوال السباق اذ حرص في اللفَّات الأولى على تعميق الفارق بينه وبين سائر منافسيه امثال أليزي وهيل وبيرغر. وبينما دخل منافسوه تباعاً في اللفة الثالثة عشرة الى المرأب لتبديل الاطارات والتزود بالوقود قرَّر شوماخر بتوجيهات من فريقه ان ينتظر حتى اللفة العشرين وعندما عاد الى الحلبة كان الفارق بينه وبين أليزي صاحب المرتبة الثانية اكثر من 7 ثوان. وشهد السباق صراعاً ضارياً بين هيل وأليزي اذ حاول الأول تجاوز سائق فيراري غير مرة ولم يحالفه الحظ الا بعد انفجار محرك سيارة الفرنسي في اللفة الرابعة والعشرين. واستمرت المطاردة بين البطل والوصيف من دون ان تصل الى حد تهديد صدارة شوماخر للسباق، وعندما دخل هيل المرأب للمرة الثانية بدا واضحاً ان شوماخر في طريقه الى فوز جديد ما لم يتعرض لحادث او تصب سيارته بعطل طارئ وقبل السباق باثنتي عشرة لفة كان شوماخر يتقدم بفارق مريح عن هيل بلغ 20 ثانية. وفي اللفة الأخيرة من السباق اصيبت سيارة هيل بعطل ميكانيكي لم يحل دون اكماله السباق، لكنه انعكس سلباً على ترتيبه، اذ أتاح لجوني هيربرت سائق بنيتون وهيرغارد بيرغر سائق فيراري ان يتجاوزاه فاكتفى بالمرتبة الرابعة. وقد اعاد فوز شوماخر في سباق الجائزة الكبرى في برشلونة خلط الاوراق فقفز الالماني الى مركز الصدارة في الترتيب العام بفارق نقطة واحدة عن البريطاني دايمون هيل. وشهد هذا السباق صعود جوني هيربرت سائق بنيتون للمرة الأولى الى منصة التتويج بعدما حل ثانياً متيحاً لفريق بنيتون ان يحقق ثنائية رائعة. اما الفرنسي جان أليزي فقد لازمه سوء الطالع عندما انفجر محرك سيارته كما مرّ بنا. وهذا ما جرى للاسكتلندي دافيد كورتهارد سائق وليامس. اما البريطاني نايجل مانسيل سائق ماكلارن فقد جاءت نتائجه بعد عودته الى سباقات الفورمولا واحد مخيبة للآمال والمؤشرات لا توحي بالتفاؤل في المستقبل القريب، ومع ان هاكينن زميله في ماكلارن استطاع في اللفة الأولى ان يتجاوز سائقين ليحتل المركز السادس، فقد حرفت سيارته عندما دخل المرآب قبل نهاية السباق الذي خرج منه صفر اليدين. وبعد سباق برشلونة الذي اشعل المنافسة على اللقب يتطلع عشاق الفورمولا واحد الى مونتي كارلو حيث من المتوقع ان يسعى اليزي الى الثأر فوق أرضه وأمام جمهوره.