من دون أية مفاجآت تذكر، ذهبت جوائز الاوسكار الرئيسية لهذا العام الى فيلم "فورست غامب" متوجة عمل مخرجه روبرت زيميكس وممثله توم هانكس وعدد من تقنييه، بينما فازت جيسيكا لانغ بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم موضوع على الرف. وفي الوقت الذي كرس فيلم الروسي نيكيتا ميخالكوف أفضل فيلم اجنبي، لوودي ألن ان ينتظر فترة اخرى من الزمن ريثما تلتفت جوائز الاوسكار حقاً الى سينما المؤلفين. كين رالستون... هل تعرفون هذا الاسم؟ قلة من الثمانين مليون متفرج الذين تابعوا، من على شاشات التلفزة حفلة توزيع جوائز الاوسكار بداية الاسبوع الفائت، كانت سمعت بهذا الاسم وتتذكره. ومع هذا فإن كين رالستون كان الأكثر سعادة بين الفائزين بالاوسكار، لأنه يفوز هنا بأكبر جائزة سينمائية في العالم، للمرة الخامسة، منها ثلاث مرات مع المخرج نفسه، روبرت زيميكس. ومن المؤكد ان هذا الفوز المتلاحق لرالستون يعطي اوسكارات هذا العام جزءاً كبيراً من دلالاتها. فالفئة التي فاز رالستون فيها هي فئة المؤثرات الخاصة، أي فئة الخدع السينمائية. فإذا تذكرنا ان معظم الكلام الذي كتب عن فيلم "فورست غامب" طوال الشهور الفائتة انما ركز اساساً على ما في الفيلم من خدع سينمائية، واذا تذكرنا ان القسم الأكبر من افلام المخرج روبرت زيميكس انما يضم افلاماً تعتمد اساساً على المؤثرات الخاصة وعلى الخدع السينمائية، وعلمنا ان فيلم زيميكس الأخير "فورست غامب" كان هو الفائز بحصة الأسد في أوسكارات هذا العام، تكون الدائرة اكتملت من دون ان تكون هناك مفاجأة ولا يحزنون. فالحال ان الذين راحوا يتحدثون منذ اسابيع عن احتدام وطيس المعركة في هوليوود من حول جوائز الأوسكار لهذا العام، كانوا هم، الوحيدين الذين فوجئوا بالنتائج لأن الكل كان يعرف ومنذ اسابيع، بأن الفوز الأكبر سيكون من نصيب "فورست غامب"، وليس هذا فقط لأن فيلم روبرت زيميكس كان أسفر خلال الصيف الفائت عن أكبر نجاح تجاري لهذا الموسم حين حصد ملايين الدولارات منذ أيام عروضه الأولى، بل كذلك لأن فوز فيلم ما، فوزاً لافتاً، في حفلات الأوسكار يعتبر في اميركا انعكاساً لذهنية معينة، ولتوجهات المجتمع ككل. ومن هذا اذا قسنا الأمور من خلال فوز توم هانكس بطل "فورست غامب" بجائزة أفضل ممثل للمرة الثانية على التوالي، هو الذي كان فاز في العام الفائت عن فيلم "فيلادلفيا"، واذا تنبهنا، مع ميريل ستريب، الى ان هوليوود تكرس الأدوار الاساسية وذات المعنى للذكور من دون النساء، بمعنى ان الدور الذكوري في الفيلم هو الذي يعكس الحالة العامة، يصبح في امكاننا ان نجد رابطاً اساسياً بين الدور الدرامي الذي لعبه هانكس في "فيلادلفيا" والدور الهزلي الذي لعبه في "فورست غامب" لنستنتج من هذا ان الدورين انما هما وجها عملة واحدة، ففي الدورين عبر توم هانكس، وبقوة تعبير لا شك فيها، عن مخاوف الاميركيين وعن طموحاتهم، عن هواجسهم وعن احلامهم. فمن المحامي المصاب بداء "السيدا" الى الأميركي الساذج الذي يمر عبر ثلاثين عاماً من تاريخ الولاياتالمتحدة من دون ان يتنبه لما يحدث له، ويقابل عظماء التاريخ الاميركي الحديث، من كينيدي الى نيكسون وجونسون مروراً بألفيس برسلي وجون ليون، من شخصية "فيلادلفيا" التراجيدية، الى شخصية "فورست غامب" التي حملها المخرج بكل البراءة الاميركية الممكنة. يكاد يبدو توم هانكس وكأنه يلخص لنا تاريخ الذهنية الاميركية ككل. مولد الانكليز بلا حمّص من ناحية مبدئية حسب الذين استبقوا جوائز الأوسكار كتابة قبل اعلان نتائجها، كان من المفروض ان تكون المعركة حامية، وعلى الأقل بين فيلمين من الافلام المرشحة "فورست غامب" و"بالب فيكشن"، ولكن، وكما تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهي السفن، كان على "بالب فيكشن" ان يكتفي بجائزة احسن سيناريو فاز بها مخرج الفيلم وكاتبه كوينتن تارانتيو. وكان هذا لا شيء بالطبع أمام الأوسكارات الاساسية الستة التي فاز بها "فورست غامب" أحسن فيلم - احسن سيناريو مقتبس - احسن اخراج - أحسن ممثل - أحسن مؤثرات - أحسن توليف... وبهذا اعتبر تارانتينو الخاسر الأكبر، هو الذي كان مهرجان كان السينمائي الأخير كرسه قبل شهور حين اعطاه سعفته الذهبية. فمهما يكن، بين براءة "فورست غامب" الخادعة، وعنف "بالب فيكشن" بدا واضحاً بأن الاميركيين ناخبي الاوسكار قد اختاروا بناء على قواعد اللعبة بالطبع، ولكن لئن كان تارانتينو وجد عزاءه في نيله جائزة أفضل سيناريو، فإن الافلام الثلاثة الاخرى المرشحة "لعبة المسابقات" لروبرت ردفورد، و"الهاربون" لفرانك داربونت و"4 زيجات وجنازة واحدة" للانكليزي مايك نيويل، خرجت من المولد من دون حمص وكان الأمر عسيراً، خصوصاً على مايك نيويل، الذي كان يأمل بفوز يعيد السينما الانكليزية الى واجهة الاحداث الهوليوودية بعد غياب لكن المعجزة لم تحصل. أو كل المعجزات المتوقعة لم تحصل لأن هناك معجزة صغيرة حصلت بالفعل: معجزة فوز جيسيكا لانغ بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "اسماء زرقاء". والحال ان جيسيكا نفسها لم تكن تأمل جدياً بأن تكون هي الفائزة، خصوصاً وانها كانت تواجه على الأقل نجمتين مرجحتين: جودي فوستر في دور الفتاة الضارية في "نيل" وسوزان سارندون في "الزبون" ناهيك عن المرشحتين الاخريتين: واينونا رايدر النجمة الأولى لدى الشباب منذ سنوات قليلة. وميراندا ريتشاردسون. كان حظ جيسيكا في الواقع ضئيلاً، كما ان هذه الممثلة التي تعتبر من أكبر ابناء جيلها سنا 45 سنة كانت يئست منذ زمن بعيد من الحصول على الاوسكار، وهي التي كانت "سميت" للجائزة مرات عديدة، وحين فازت بها عن فيلم "توتسي" نالتها كأفضل ممثلة مساعدة مع ان مجداً كبيراً كان وراءها في تلك الأيام، وخصوصاً منذ اكتشفها دينودي لدرانتيس، في باريس، واعطاها الدور الرئيسي في فيلم "هونغ كونغ"، ثم حين شاركت جاك نيكلسون بطولة ساعي البريد يدق الباب مرتين من اخراج رالف نيلسون. اذن، حققت جسيكا لانغ تأثرها من هوليوود وفازت اخيراً بالاوسكار، ولعل اطرف ما في الامر ان فيلم "سماء زرقاء" الذي حقق لها هذا الفوز، فيلم ملعون، لا يزال موضوعاً على الرف منذ ثلاث سنوات بسبب افلاس شركته المنتجة "اوريون". والغريب ان هذا الافلاس لم يمنع جيسيكا لانغ من ان تفوز عن الفيلم نفسه، ودائماً في صحبة توم هانكس، قبل اسابيع قليلة، بجائزة أفضل ممثلة في مسابقات "الكرة الذهبية" التي تعتبر في الولاياتالمتحدة الاختبار النهائي قبل الاوسكار. من الاخلاق الى الخدع السينمائية ثنائي توم هانكس/ جيسيكا لانغ، اذن، حققا معجزة الاوسكار لهذا العام، هو لفوزه مرة ثانية خلال عامين متتالين، وهو أمر نادر في هوليوود، لم يحققه حتى سبنسر ترايسي، صاحب الارقام القياسية في هذا المجال، وهي في عودة مدهشة، عبر فيلم لم يره أحد! في المقابل كان في وسع وودي الن ان يحزن كثيراً، هو الذي كان يعتقد ان أهل الاوسكار سيمنحونه بعض بركتهم ويكافئون التجاوز الذي حققه في فيلميه الاخير "طلقات رصاص في برودواي" الذي يروي فيه حكاية جريمة تعترف خلال فترة منع تناول الكحول في الولاياتالمتحدة، لدى تقديم مسرحية في برودواي. كان فيلم وودي الن مرشحاً لاربع جوائز رئيسية على الأقل، من بينها جائزة أفضل مخرج، ثم جائزتين لأفضل ممثلتين ثانويتين، وجائزة لأفضل ممثل ثانوي تشاز بالمنثيري، عن دوره كمرافق لبطلة المسرحية في الفيلم، حيث نراه يحيط اللثام عن اسرار الجريمة المقترفة في الفيلم. في النهاية كان على وودي آلن ان يكتفي بجائزة واحدة، لم ينلها هو شخصياً. جائزة أفضل ممثلة ثانوية ذهبت لدايان ويست عن دورها في الفيلم. هنا ايضاً جاءت النتيجة مفاجأة، حيث كانت كافة الترجيحات تذهب في اتجاه اوما ثورمان عن الدور الذي لعبته في "بالب فيكشن" ولكن لأن "بالب فيكشن" كان الخاسر الاكبر كان لا بد لخسائره ان تتكاثر. وودي آلن وجد، على أي حال، عزاء آخر، أقل أهمية بالطبع، حين فاز بجائزة أفضل ممثل ثانوي، الممثل مارتن لاندو، الذي رغم انه فاز هنا عن دوره المميز في فيلم "اد وود" من اخراج توم بورتون، حيث يلعب دور ممثل ملعون، فانه يعتبر عادة من الممثلين المحسوبين على وودي آلن، الذي ارتبط اسمه به. على رغم فوز لاندو، فانه كان من الواضح ان اوسكارات هذا العام اتت لتتوج سينما تقليدية ترفيهية، واتت لتسير في الخط السائد، أي لتقيم توازناً بين اختيارات أهل الاوسكارات، واختيار الجمهور، من دون ان يعني هذا الكلام - بالطبع - أي انتقاص من قيمة فيلم "فورست غامب"، الذي يمكن اعتباره، في كافة الاحوال، من أفضل ما حققه مخرجه روبرت زيميكس على الاطلاق، هو الذي لا يكف عن تحقيق الافلام الناجحة تجارياً، والمقبولة فنياً، منذ سنوات، أي عبر سلسلة "عودة الى المستقبل"، ثم "من يخاف روجر رابيت" و"الموت يليق بها". سينما زيميكس هي، على الدوام، السينما التي تحاول ان تربط الابداع البصري بالمضمون الاخلاقي. وهذه السينما لئن كانت في افلامها الاولى رجحت كفة البعد البصري، والتأثيرات والخدع على كفة البعد الابداعي والاخلاقي، فما لا شك فيه ان "فورست غامب" يأتي ليقلب المعادلة، وليقدم - خلف الخدع السينمائية التي انحصرت في تركيب للصور يجعل من الممكن لتوم هانكس مصافحة جون كنيدي في القاعة البيضاوية في البيت الابيض على سبيل المثال لا الحصر - ليقدم حكاية تقول لنا انه ليس من الضروري للمرء ان يكون ماكراً ولعيناً حتى يكون شخصاً طيباً وسعيداً ففورست غامب، الذي ينطلق من شعار يقول ان الحياة مثل "علبة شوكولاته، لا تعرف ابداً ما الذي ينتظرنا في داخلها" ليخوض غمار الحياة بكل ما لديه من براءة تقود خطواته، وتقوده بالتالي عبر التاريخ الاميركي، حيث يجد نفسه - من دون ارادته - على ارتباط وثيق بكل الاحداث الكبرى التي يعرفها بلده. في هذا الاطار قد يصح اقامة خط موازاة بين "فورست غامب" وبين فيلم روسي - فرنسي مشترك من اخراج نيكيتا ميخالكوف هو "الشمس الخادعة"، الذي بدوره يرسم مسار سنوات طويلة من تاريخ الاتحاد السوفياتي ولكن في زمن منصرم مع فارق اساسي يكمن في انه لئن كان فورست غامب عبر تاريخ بلده ببراءته وانتهى الى السعادة التي يعيشها الآن، فان بطل "الشمس الخادعة" ويقوم بالدور ميخالكوف نفسه عبر عقوداً من تاريخ بلده ليصل الى الموت والمنفى. في النهاية القسوة نفسها في نظرة كل من المخرجين الاميركي والروسي الى تاريخه الخاص وتاريخ وطنه. ومن هنا لم يكن من قبيل المصادفة ان يمنح أهل الاوسكار فيلم نيكيتا ميخالكوف جائزة أفضل فيلم اجنبي مثلاً، مفضلته على الفيلم الكوني "فريز وشوكولا" الذي كان مرجحاً للفوز اكثر من أي فيلم آخر. مهما يكن فان فوز الروسي ميخالكوف بهذه الجائزة اعتبر ثأراً لسينما المؤلف مقابل الانتصارات الهوليوودية الكبرى التي على رغم افلام هوليوود العديدة والتطور الهائل الذي طرأ على السينما الاميركية، وهيمنتها المطلقة على العالم، لا تزال عاجزة حتى اليوم عن استعادة زمن المؤلفين الكبير، حيث ان الفيلم الاميركي اليوم، سواء أحمل اسم "بالب فيكشن" أو "فورست غامب" أو"فيلادلفيا" أو "جوراسيك بارك" أو حتى "لائحة شندلر" يعتبر بالاحرى ماكينة ضخمة لضخ الفلوس. مما يجعل مؤلفين حقيقيين من أمثال وودي آلن، عاجزين عاماً بعد عام عن اقناع الهوليووديين بأن الوقت قد حان لاقامة قسمة عادلة بين افلام المؤلفين وافلام السوق من الافلام الكثيرة لهذه الاخيرة والجوائز ذات السمعة الطيبة لافلام المؤلفين. فالواقع، انه على رغم جودة فيلم "فورست غامب" وتميزه فلا بد من القول ان مخرجه انما تعامل معه على اساس انه سلسلة من المعضلات التقنية التي يتعين حلّها، فحلها بنباهة ووسط مناخ استعراضي اكيد حلها بواسطة الكاميرا والمساعدين والحاسوبات الآلية، مثله في هذا مثل ستيفن سبيلبرغ الذي كان الفائز الاكبر في العام الفائت. ولعل ما يؤكد هذا ان زيميكس، حين يتحدث احد امامه عن فيلمه، لا يكف عن ابداء افتخاره بالخدع التي ملأت الفيلم واعطته بعداً واقعياً جاعلة من المستحيل على العين المجردة ان تكشف ما فيه من خداع. اما اذا حدّثته عن البعد الاخلاقي والجمالي للفيلم فانه ينظر اليك بدهشة ويقول: "طبعاً... طبعاً، ولكن تذكر وحي مشهد المصافحة بين البطل وجون كيندي، بربّك اليس انجازاً رائعاً؟" ويضيف زيميكس تأكيداً على كلامه: "انا ترعرعت في عالم مليء بالصور. الصور تشكل جزءاً اساسياً من حياتي". اوسكار ما قبل الخمسين مقابل هذا تبدو نظرة توم هانكس نجم هوليوود الاوسكاري المدلل لعامين متتالين اكثر منطقية، فهذا الفنان الذي يبدو الآن منهمكاً في انجاز دوره في فيلمه الجديد "ابولو 23" من اخراج صديقه رون هوارد، يقول ان "فورست غامب" يجب النظر اليه على انه امثولة عن البراءة الاميركية وهو يعتقد ان ثمة سمات عديدة تجمع بينه وبين شخصية فورست غامب ويستدرك قائلاً: "على اي حال، اعتقد انني ادخلت في الشخصية بعضاً من ذاتي وليس العكس وانا لم اكن على الاطلاق شخصاً طموحاً. كل ما حدث لي في حياتي حدث هكذا من دون ان اسعى اليه او اخطط له، مثلما تجري الامور مع فورست غامب الذي يتلخص شعاره غير المعلن في المبدأ القائل ان قدرنا هو ان نترك الرياح تقودنا كما تشاء". ولعل اكثر ما يفرح توم هانكس في هذا كله، هو ان هذا الفيلم الذي يقوم فيه بدور "أحمق سعيد" لا تزيد درجة ذكائه على 75 درجة، يأتي ليعطيه فرصة لإثبات موهبة كوميدية في زمن ندر فيه الممثلون الكوميديون الحقيقيون، "فلفرط ما اعجب الناس بالدور التراجيدي الذي لعبته في فيلادلفيا نسوا انني في الاصل ممثل كوميدي". ومن هنا يرى هانكس ان سعادته مثلثة: سعادة الفوز، سعادة الفوز مرة ثانية في عامين، واخيراً سعادة الفوز عن دور كوميدي. وجيسيكا لانغ لا تقل سعادتها عن سعادة زميلها في الفوز فامام الصحافيين الذين كانوا يهنئونها قبل اسابيع عن فوزها ب "الكرة الذهبية" عن الدور نفسه في فيلم "سماء زرقاء" كانت الفنانة الهوليوودية عبّرت عن املها في فوز يعيدها الى واجهة الاحداث السينمائية بعد غياب، قائلة بما يشبه المزاح، "لا بد ان يتنبه لي المخرجون، قبل ان يفوت الأوان، اذ ها انا اقترب الآن من عامي الخمسين، والعام الخمسين صالح لاوسكارات الادوار الثانوية وافضل الملابس، لكنه نادراً ما كان عمراً يتيح لصاحبه الفوز بالاوسكار". الفوز بالاوسكار… حلم الهوليووديين الذهبي، كان اخيراً من نصيب جيسيكا ومن نصيب زيميكس وفيلمه الناجح اما تارانتينو فقد طوى اوراقه واكتفى بجائزة افضل سيناريو وهو يقول: الى اللقاء في العام المقبل.