اخذت المفوضية الأوروبية الجديدة برئاسة جاك سانتير، تعبّر عن شخصيتها على المستوى الأوروبي، وتحدد أولويات عمل بروكسيل للسنوات الخمس المقبلة. في هذا الاطار، جاءت مداخلة سانتير امام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. والانطباع الاول ان الحركية الفائقة التي ميزت عمل مفوضية ديلور، تراجعت امام تحديد، ربما أدق، لأهداف معينة. وتحاول المفوضية الجديدة التركيز على المسائل الأساسية في مجال المبادرات التشريعية، لكن من ضمن الاولويات التي حددها سانتير، الشهر الماضي في ستراسبورغ ايضاً، خلال المناقشة التي رافقت منح البرلمان الأوروبي الثقة لمفوضية بروكسيل، وهي انتاج اقتصاد قوي لتوفير فرص عمل جديدة، والتوصل الى تحقيق الاتحاد الاقتصادي والنقدي والعملة الموحدة في الموعد المقرر، والتركيز على التضامن الاقتصادي والاجتماعي داخل الاتحاد الأوروبي، ولعب دور بارز على الساحة الدولية، وأخيراً ادارة فعالة للمؤتمر الحكومي الذي يعقد العام المقبل من اجل مراجعة معاهدة ماستريخت. في هذا الاطار تقترح مفوضية سانتير 21 برنامجاً وخطة عمل، اضافة الى اعداد كتب خضراء وبيضاء في ميادين عدة تدور اجمالاً على 3 مسائل: تحسين التنافسية الصناعية للاتحاد الأوروبي بالنسبة الى القوى والتجمعات الاقتصادية الخارجية، والعمل على رسم سياسة متماسكة لتوفير فرص العمل ومكافحة البطالة، ولجوء المفوضية الى مبادرات تشريعية في حقل مكافحة المخدرات والجرائم، ثم اعداد كتاب ابيض عن استراتيجية انخراط دول أوروبا الشرقية والوسطى في الاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجال تطوير التشريعات ومطابقة السياسة الزراعية المشتركة. ومرة اخرى شدد سانتير على الطابع السياسي لعمل المفوضية الجديدة، وهو يؤكد في ذلك النهج الذي فرضه سلفه جاك ديلور.