لم يجد رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية إيكارت فرتباخ بداً من التحذير من "احتمال سيطرة المتطرفين الإسلاميين على السلطة في بلدانهم"، وقال إن لهذا ما يبرره تماماً عندما تتركز بؤرة المشاكل ونشاطات المتطرفين حالياً في منطقة شمال افريقيا، وهي منطقة تجاور الجناح الجنوبي للاتحاد الأوروبي. وجاء حديث المسؤول الأمني الألماني بعد تزايد الاحتجاجات الفرنسية على نشاطات يقوم بها جزائريون متطرفون ضد سياسة الحكومة الفرنسية التي تدعم، حسب رأيهم، الحكومة الجزائرية. ولفت إلى أن "الاشكال" ينحصر في تركز اقامة الجزائريين، وعددهم في المانيا 20 ألفاً، في مناطق لا تبعد كثيراً عن الحدود الألمانية - الفرنسية. لكن المسؤول الألماني أكد "عدم توافر أدلة كافية على نشاطات ارهابية يقوم بها بعض منهم"، إلا أن الأمر قيد المتابعة. وأشار فرتباخ إلى أن بين الرعايا المسلمين الذين يقطنون مدناً قريبة من الأراضي الفرنسية "إسلاميين معروفين لدينا"، ملمحاً بذلك إلى جناح "الاخوان المسلمين" المنشق الذي يتزعمه السيد عصام العطار، ويقيم أعضاؤه ومناصروه في مدينة آخن وضواحيها بشكل خاص. لكن مصادر في هذه الجماعة نفت باصرار دعمها لأي عمل يخالف القوانين الألمانية، وذكرت ان هناك "محاولات مقصودة للتعرض للمسلمين والاساءة إلى دورهم الانساني". وكانت أقنية عدة في التلفزيون الالماني غمزت مراراً من قناة مجموعة العطار واتهمتها بالتعاون والتنسيق مع "الجبهة الإسلامية للانقاذ" ورئيسها في الخارج رابح كبير، الذي كان حذر الغرب، من مقر اقامته في المانيا، من مغبة "تجاهل إرادة الشعب الجزائري في إسقاط الحكومة الجزائرية الحالية، وإقامة النظام الديموقراطي"، الأمر الذي شكل احراجاً جديداً للسلطات الأمنية الألمانية حيال السلطات الفرنسية.