السيد رئيس التحرير تحية وبعد، أجد في مجلتكم بعض الفرح في وحشتي هنا في "بلاد تموت من البرد حيتانها" على قول شوقي! لذا اتابعها بشغف وترقب. استوقفني خبر رد السيد البكوش رئيس وزراء ليبيا السابق على مواطنه "الهوني" في ثنايا العدد 194 المؤرخ 16 - 22 تشرين الاول اكتوبر 1995، إذ ذكر في سياق استعراضه المجد التاريخي والاقتصادي والعسكري والسياسي للحركة السنوسية انهم "ساعدوا المهدية في السودان ضد الانكليز". أود الاشارة هنا الى مغالطة من الوقائع والمراجع وطبيعة محلية الحركة السنوسية ثم ان "مهدية السودان" لها همها وبيانها الحضاري الكوني الذي دفعها الى العمل في الخارج، هذا تجلى في حروبها مع الحبشة ومصر ورسائلها الى بلاط سان جيمس وقبولها بعض مسلمي السودان العربي بل ان "المهدي" قد عين "سنوسي" ليبيا خليفة يلي "ود تورشين" و "ود حلو" ودعاه الى الهبوط الى البقعة كي ينعم بمبايعته ويستلم رايته الخضراء! لكن السنوسي لم يعره اهتماماً فظل مقعده شاغراً. خلاصة القول ان "مهدية السودان" هي التي سعت الى احتواء ومناصرة "سنوسية ليبيا ضد الايطاليين" تلبية لبعض همومها وليس العكس. أحمد الأمين الولى سوداني عابر سبيل لندن - بريطانيا