وضعت حرب "الماسترز" في كرة المضرب للسيدات والرجال أوزارها وكرست سيطرة المانيا على الجبهتين فأحرز بوريس بطولة الرجال بعدما ألحق بالاميركي مايكل تشانغ هزيمة قاسية 3/صفر وفازت ستيفي غراف ببطولة السيدات بعدما تغلبت بصعوبة على مواطنتها انكه هوبر 3/2. وفي كلا الحالتين كان للنصر نكهة المانية. بطولة الرجال جمعت المباراة النهائية في قاعة فيستهاله المقفلة في فرانكفورت بين الاميركي مايكل تشانغ والالماني بوريس بيكر وكان الأول تغلب في الدور نصف النهائي على مواطنه بيت سامبراس المصنف أول عالمياً 6/4، 6/4 فيما فاز الثاني على السويدي توماس انكفيست 6/4، 6/7، 7/5. بدأ الألماني بداية طيبة فتقدم منافسه 30/صفر وكاد يكسر ارساله، لكن تشانغ استعاد توازنه وأنهى الشوط الأول لصالحه وما لبث ان كسر إرسال بيكر وسط ذهول 9 آلاف متفرج كانوا يهتفون لبطلهم ويشجعونه. وبعدما تقدم تشانغ 3/صفر استقر الوضع وغدا اللعب سجالاً اذ نجح كلا اللاعبين في إحراز إرساله حتى غدت النتيجة 5/3 والإرسال مع تشانغ، وهنا نجح بيكر بما عرف عنه من عناد أن يحول مسار المجموعة وبالتالي مسار المباراة فكسر ارسال تشانع وفاز بإرساله لتتعادل الكفتان 5/5 ثم 6/6 وقد احتكم اللاعبان الى جولة فاصلة حسمها بيكر لصالحه 7/3 فتنفست القاعة الصعداء. وفي المجموعة الثانية استغل بيكر الارتياح الذي ولدّه الفوز في نفسه فشن هجوماً صاعقاً على تشانغ ونجح في ان يقطع عنه الماء والهواء، فأسقط في يد هذا الأخير جراء القصف المركز الذي تعرض له وخرج من هذه المجموعة صفر الدين صفر/6 بعدما صال بيكر وجال وأملى عليه شروطه كاملة. أما المجموعة الثالثة فكانت على قدر كبير من الندية والإثارة اذ حاول تشانغ ان يلتقط أنفاسه وان يمسك بزمام المبادرة كما حاول بيكر ان يحافظ على مكاسبه في المجموعتين السابقتين. وفي الشوط السابع أنقذ تشانغ نفسه في اللحظة الأخيرة عندما احتوى خطة قام بها بيكر لكسر إرساله وتعرض بيكر للخطر ذاته في الشوط التاسع من المباراة فأنقذ ثلاث كرات وفرت له مقومات الصمود وصولاً الى جولة فاصلة خاضها البطلان وحسمها بيكر لصالحه 7/5 وسط هتافات أطلقها الجمهور تحية للبطل الالماني الذي أحرز بطولة الماسترز 3 مرات علماً أنه بلغ المباراة النهائية في هذه البطولة 7 مرات في عشرة أعوام. وقد أطفئت الأنوار الكهربائية في الملعب ساعة أشعل 9 آلاف متفرج ولاعاتهم احتفاء بانتصار بيكر بعد موسم يعتبر من المواسم العجاف في حياته الرياضية على اعتبار انه لم يحرز طواله سوى بطولة مرسيليا وهي من البطولات الثانوية. وقد صرح بيكر بعد فوزه: "لا أجد الكلمات التي تعبر عن سعادتي، فأنا أشعر بسعادة لا توصف، وأنا لا أزال اسعى الى استعادة المركز الأول عالمياً. لقد تغيرت اشياء كثيرة في حياتي، لكنني لم أفقد أبداً شهية اللعب، وأنا متعطش دائماً الى النصر". أما منافسه مايكل تشانغ فقال: "لم أر في حياتي لاعباً يسدد الكرة مثل بيكر، فهو عندما يضربها بقوة الكرة لا يستطيع أحد ان يقف في وجهها" حقق بيكر 24 إرسالاً نظيفاً. بطولة النساء وفي بطولة الماسترز للسيدات كانت المباراة النهائية في نيويورك مواجهة المانية - المانية فجمعت بين ستيفي غراف المصنفة أولى عالمياً ومواطنتها انكه هوبر المصنفة ال 12 التي هزمت في نصف النهائي براند شولتز 6/3، 6/3 في حين فازت غراف على ناتاشا زفيريغا 6/4، 6/3. كانت المباراة ماراتونية من جهة اذ استغرقت ساعتين و46 دقيقة، وزئبقية من جهة ثانية لأن النصر فيها كان ينزلق من يد غراف الى يد هوبر وكانت البطلتان عاجزتين عن إمساكه أو السيطرة عليه. ونتائج المجموعات الخمس التي خاضتها غراف وهوبر لحسم المباراة خير دليل على صحة هذا الوصف، علماً انها المرة الثانية في تاريخ بطولة الماسترز تضطر فيها لاعبتان في المباراة النهائية الى خوض 5 مجموعات كما حصل مع مونيكا سيليش وغابربيلا ساباتيني في العام 1990. كانت المجموعة الأولى بمثابة نزهة لستيفي غراف فقد فرضت ايقاعها على انكه هوبر وانهت المجموعة لصالحها 6/1، مع انها أوقفت اللعب لمدة ثلاث دقائق قبل نهاية هذه المجموعة لمعالجة إصابة في قدمها. في المجموعة الثانية كان رد هوبر سريعاً وصاعقاً فأملت شروطها على غراف وكسبت المجموعة 6/2. لكن غراف لم تنم على ضيم فعادت الى الهجوم بضراوة في المجموعة الثالثة، ونجحت في اجتياح مواطنتها وفازت بهذه المجموعة 6/1. وفي المجموعة الرابعة قامت هوبر بهجوم معاكس تصدت له غراف ونجحت في احتوائه في المراحل الأولى الا ان هوبر أصرت على مواصلة الهجوم واستطاعت ان تنتزع التعادل بعد إحرازها هذه المجموعة 6/4. في المجموعة الخامسة كانت الكلمة الأخيرة للخبرة فنجحت غراف في كسر ارسال منافستها في الشوط الثامن ودافعت بأظافرها وأسنانها عن هذا التفوق في الشوط الأخير لتفوز بالمجموعة 6/3 وبالمباراة. وهي المرة الرابعة تحرز فيها غراف بطولة الماسترز وقد رفعت عدد المرات التي توجت بطلة لها هذا العام الى تسع دورات. كما رفعت عدد الفوز على انكه هوبر الى عشرة انتصارات في عشرة لقاءات. وعلى هامش دورة الماسترز توجت ستيفي غراف "لاعبة العام" فأنهت هذا الموسم وهي في أوج تألقها رغم رياح المتاعب التي هبت عليها من كوة الضرائب ودفعت بوالدها الى السجن. وهكذا قاتلت المانيا في حرب الماسترز رجالاً وسيدات على جبهتين جبهة فرانكفورت وجبهة نيويورك وربحت الحرب على الجبهتين.