قالت أوساط سعودية مطلعة ل "الوسط" ان الكلمة التي سيلقيها اليوم 23 اكتوبر من على منبر الأممالمتحدة الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لمناسبة ذكرى مرور خمسين عاماً على تأسيس هيئة الأممالمتحدة ستحدد مواقف المملكة العربية السعودية تجاه عدد من القضايا الاقليمية والدولية خصوصاً على صعيد تطورات الوضع في منطقة الخليج، على ضوء الاحداث الاخيرة ومسار عملية السلام العربية - الاسرائيلية وأحداث البوسنة والصومال. وأشارت هذه الأوساط الى وجود "امتعاض" سعودي من جراء بطء العملية السلمية في الشرق الأوسط، خصوصاً على الصعيد السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي وتراجع الدعم الغربي وبينه الأميركي للعملية السلمية من خلال التغاضي عن الطروحات العربية وتبني بعض مواقف تل أبيب بدلاً من ممارسة ضغوط من شأنها اجبار اسرائيل على التجاوب وابداء المرونة الكافية مع نداءات السلام العربية. ومن هنا يمكن فهم "كثافة" قائمة القادة ورؤساء الحكومات الغربية والافريقية والآسيوية الذين سيلتقيهم الأمير سلطان الذي قضى ثلاثة أيام قبل مغادرته الى نيويورك لمراجعة جداول المناقشات والمواضيع التي سيتم التطرق اليها خلال زيارته الأممالمتحدة في نيويورك، التي تليها زيارة رسمية للولايات المتحدة تلبية لدعوات متكررة من وزير الدفاع الاميركي وليام بيري. وتحرص الرياض، حسب المصادر، على "ضرورة التأكد من طبيعة نيات النظام العراقي قبل اعادة النظر في نظام العقوبات"، خصوصاً بعد ملاحظة ان حجم المعلومات عن التسلح العراقي التي كشف عنها وزير التصنيع العراقي حسين كامل بعد فراره الى عمان "فاقت الى حد كبير كل ما استطاعت اللجنة الخاصة بنزع أسلحة الدمار الشامل في العراق التوصل اليه عبر خمس سنوات من العمل المتواصل الأمر الذي يتطلب الارتقاء بعمل هذه اللجنة وتحسين قدراتها". ويلاحظ ان زيارة الامير سلطان للولايات المتحدة تتزامن أيضاً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على اللقاء التاريخي الذي تم بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة الأميركية كوينسي. وهو اللقاء الذي سهل قيام علاقات وثيقة بين البلدين في مختلف المجالات. وفي هذا الاطار يتضمن جدول أعمال الأمير سلطان بن عبدالعزيز في واشنطن ملفين أساسيين: سياسي وعسكري. ويركز الأول على الوضع في الخليج والشرق الأوسط والبوسنة وافغانستان، فيما يتناول الثاني التعاون العسكري بين الرياضوواشنطن عن طريق تلبية الاخيرة احتياجات السعودية العسكرية خصوصاً على صعيد سلاح الطيران وبعض متطلبات القوات البرية السعودية. وكان الأمير سلطان التقى، قبل سفره، وزير الدفاع الفرنسي شارل ميون، وترددت معلومات عن أن الرياض تدرس شراء 150 دبابة فرنسية من طراز لوكليرك في اطار سياسة تعزيز قواتها البرية بعدد آخر من الدبابات البريطانية من طراز تشالنجر والأميركية ام. اي. ابرامس وسط معلومات مفادها ان العراق لا لا يزال يمثل تهديداً لدول المنطقة بغض النظر عما كان يرمي اليه صدام حسين من نتيجة الاستفتاء فضلاً عن استمرار التهديد الايراني، الامر الذي يدفع دول الخليج الى ايجاد موقع يسمح لها بالرد على تلك التهديدات.